جرت اليوم السبت بمستشفى بوجون بباريس مراسم توديع الممثل المغربي حميدو بن مسعود الذي وافته المنية أول أمس الخميس عن سن 78 سنة بحضور أقرباء الفقيد وأصدقائه من الفرنسيين والمغاربة. عقب ذلك أقيمت صلاة الجنازة على روح الفقيد في جو من الخشوع، تليت بعدها آيات من الذكر الحكيم، تخللتها دعوات بالرحمة والمغفرة للمرحوم. وسينقل جثمان الراحل عشية اليوم السبت الى المغرب حيث سيوارى غدا الاحد بمقبرة الشهداء بالرباط بحسب زوجته. وأكد السينمائي الفرنسي الشهير كلود لولوش أن حميدو بنمسعود سيظل بالنسبة للمغاربة مثالا للنجاح، وقال "عرفت الفقيد في سنوات الستينات، وجمعتني به لحظات جميلة، لقد كان ممثلا استثنائيا". وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "عهدت إلى حميدو بأدوار هامة وكان دائما عند حسن ظني وفي مستوى تطلعاتي مشيرا والدموع تنهمر من عينيه الى أن الفقيد كان ممثلا كبيرا قريبا جدا من فرنسا والمغرب، كما كان "إنسانا مدهشا" يفكر في الآخرين ويهتم بهم. وأكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم أن الممثل حميدو بنمسعود "يعد من أبرز نجوم السينما والمسرح الذين أنجبهم المغرب، والذين أثروا الساحة الفنية الوطنية والدولية بأعمال خالدة، سيظل يتذكرها عشاق الفن الأصيل، بفضل ما عرف عن الراحل من خصال إنسانية نبيلة، وأداء متميز، وذوق فني رفيع، وحس مرهف". وبدأ المرحوم، الذي غادر المغرب في سنوات الستينيات، في سن 17 عاما، من أجل متابعة دراسته بباريس، مشواره الفني بالمسرح بفرنسا إلى جانب مادلين رونو وجان لوي بارو من خلال عمل مسرحي لجان جونيه عام 1961 حول الحرب في الجزائر. وكان الفقيد، الذي قضى سنوات بفرنسا، البلد الذي "احتضنه وشجعه"، متشبثا بمغربيته حيث كان يحرص، بحسب تصريح أدلى به مؤخرا لإحدى الصحف المغربية، على أن ينادى ب"حميدو المغربي"، ولم يكن يفوت أي فرصة للتعبير عن تشبثه ببلده الأصلي، كما كان يستثمر فرص مشاركته في الأفلام الفرنسية والأمريكية لتسويق صورة الممثل المغربي في الخارج. وكانت أولى خطواته في مجال السينما في نفس السنة بفضل المخرج كلود لولوش، ثم واصل مساره الفني بأدوار في السينما والتلفزيون بكل من فرنسا والمغرب والولايات المتحدة. وفي سنة 1969 شارك للمرة الأولى في عمل سينمائي مغربي، هو "شمس الربيع" للطيف لحلو، قبل أن تتعدد إسهاماته في الساحة الفنية المغربية، وتبرز من خلال دوره الرئيسي في فيلم "للا حبي" لمحمد عبد الرحمن التازي عام 1997. وتميز مسار حميدو الفني أيضا بمشاركاته العديدة في أعمال سينمائية بالولايات المتحدةالأمريكية، خصوصا أفلام "رونين" للمخرج الأمريكي جون فرانكهيمر (1998)، أو في "سباي كايم" لتوني سكوت حيث مثل إلى جانب الممثلين العالميين روبرت ريدفورد وبراد بيت.