قرر العملاق الصيني"بي واي دي"، إنشاء مصنع للسيارات الكهربائية هو الأول من نوعه في المملكة، لتصبح الشركة الصينية ثالث مٌصنِّع للسيارات بالمغرب بعد شركتي رونو وبيجو الفرنسيتين. ونصت مذكرة الاتفاق المتعلقة بهذا الاستثمار الضخم، الذي وقع أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالدارالبيضاء أول أمس السبت، على إقامة ثلاثة مصانع أخرى تخص إنتاج البطاريات الكهربائية والشاحنات الكهربائية ومقطورات القطارات الكهربائية أحادية السكة. وكشف مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، أن الأمر يتعلق بمنظومة صناعية كاملة للنقل الكهربائي، تهم أحداث أربع مصانع بمدينة محمد السادس طنجة-تيك. وأكد وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، بالدارالبيضاء خلال لقاء صحفي أول أمس السبت، أن مشروع إنجاز هذه المنظومة، الذي يعزز التزام المملكة بالتنمية المستدامة، التي أضحت تشكل دعامة أساسية للنموذج الاقتصادي الوطني، يفتح الطريق أمام إنتاج السيارات الكهربائية للمرة الأولى بإفريقيا. ولفت الوزير إلى أن هذا المشروع الجديد للمجموعة الصينية "بي. واي. دي أوطو إنداستري"، الذي سيقام على مساحة تبلغ 50 هكتارا منها 30 مغطاة، سيساهم في إحداث 2500 منصب شغل مباشر. ولم يتطرق العلمي إلى أي تفاصيل عن قيمة استمارات "بي واي دي" في المغرب ولا عن تاريخ بدء الإنتاج في وحدات المصنع. وأبرز العلمي أن النقل الكهربائي سيظفر تدريجيا بحصة مهمة من مسار تطور النقل عبر العالم، مسجلا أن المملكة جهزت نفسها لولوج هذه الصناعة، وذلك من خلال التحول إلى منصة ذائعة الصيت للإنتاج والتصدير على حد سواء، مشيرا إلى أن المغرب عمد إلى اختيار شريك من مستوى عال، واصفا الشركة الصينية ب "أيقونة الابتكار الصيني". وأبرز الوزير أن هذا المشروع، يجسد الإرادة الراسخة والمتواصلة لجلالة الملك من أجل جعل المغرب بلدا جذابا بالنسبة لأكبر المستثمرين العالميين من مختلف الآفاق وتعزيز مكانة المغرب على الخريطة الدولية للاستثمارات. وقال إن هذا المشروع أضحى ممكنا بفضل مجموعة من العوامل، لاسيما الزيارة الملكية لجمهورية الصين الشعبية في ماي 2016، والتي تم خلالها توقيع العديد من اتفاقيات التعاون، بما يمكن المستثمرين الصينيين اليوم من استشراف وجودهم في المغرب بكل ثقة. وخلص الوزير إلى أن هذا المشروع الوازن "سيساهم في تجسيد الرؤية المستنيرة لجلالة الملك حيال تطوير العلاقات الصينية -الإفريقية: وهي رؤية مغرب يعمل على تمديد طريق الحرير ليشمل مجموع القارة الإفريقية". يشار إلى أن "بي. واي. دي أوطو إنداستري"، الرائد العالمي في مجال النقل الكهربائي، تشغل 220 ألف مستخدم موزعين على أزيد من 30 موقعا صناعيا عبر العالم . وتحقق المجموعة رقم معاملات بقيمة 17 مليار دولار، كما تمثل 13 في المائة من حجم السيارات الكهربائية التي تباع في العالم. وتحتل المجموعة 30 في المائة من السوق الصينية، أكبر سوق للسيارات الكهربائية عبر العالم .