سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة دول مجلس التعاون الخليجي ال38 تختزل في يوم في غياب القيادات أمير الكويت يدعو إلى تعديل النظام الأساسي لمنظومة المجلس لإيجاد آلية محددة لفض النزاعات ومواجهة التحديات
مصادر دبلوماسية تؤكد ل"الصحراء المغربية" أن غياب قيادات عن القمة سببه خلافات حدثت خلال الاجتماع التمهيدي الذي عقده وزراء خارجية دول المجلس ومقتل الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح وما أثير حوله وما رافقه من تراشق إعلامي صب مزيدا من الزيت في نيران الخلاف الموقدة أكد أكثر من مصدر دبلوماسي خليجي وغير خليجي ل"الصحراء المغربية" أنه جرى الاتفاق قبل انعقاد الدورة ال38 لقمة دول مجلس التعاون الخليجي على حضور القيادات، وأن الكويت أصرت على صيانة بيت المجلس، وتمتيع جسده بالمناعة اللازمة لمجابهة كل التحديات، وتمكنت بفضل حيادها والدور الإيجابي الذي لعبته في إدارة الوساطة بين الدول المقاطعة وقطر حصلت على ضمانات بخصوص هذا الأمر. وأعادت المصادر غياب قيادات عن القمة التي انعقدت أول أمس الثلاثاء بعد أن كان مقررا أن تمتد أشغالها حتى يوم أمس إلى خلافات حدثت يوم الاثنين الماضي خلال الاجتماع التمهيدي الذي عقده وزراء خارجية دول المجلس. وحسب المصادر فإن مقتل الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح وما أثير حوله وما رافقه من تراشق إعلامي صب مزيدا من الزيت في نيران الخلاف الموقدة. ولعل هذا ما أدى إلى تضمين إعلان الكويت الصادر في ختام القمة دعوة الكتاب والمفكرين ووسائل الإعلام في دول المجلس إلى تحمل مسؤوليتهم أمام المواطن والقيام بدور بناء وفاعل لدعم وتعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي بما يحقق المصالح المشتركة لدوله وشعوبه وتقديم المقترحات البناءة لإنجاز الخطط والمشاريع التي تم تبنيها خلال مسيرة العمل الخليجي المشترك. وحسب مصادر "الصحراء المغربية" فإن التزام وزراء خارجية دول المجلس عقب اجتماع الثلاثاء كان بدافع العودة إلى القيادات للتشاور ونقل ما دار خلال الاجتماع التمهيدي، وأيضا بحث موضوع التمثيلية بعد التصعيد الذي ظهر جليا على المستوى الإعلامي أيضا في أعقاب إعلان مقتل الرئيس اليمني السابق من طرف الحوثيين. وأضافت المصادر أن غياب القادة لم يكن مفاجئا بعد الذي حدث يوم الاثنين، وأن الكويت تفهمت الكثير من الأمور، وأصرت على عقد القمة من أجل الخليج العربي، وأنها ساعدت على تقريب وجهات النظر وتأمين مشاركة كل دول المجلس في القمة وهو أمر إيجابي في حد ذاته، وقالت إنه من قبيل ما ينطبق عليه القول "لم يكن في الإمكان أبدع مما كان". وبخصوص تقليص مدة القمة إلى يوم واحد بدل يومين قالت المصادر إن هذا الأمر جرى الاتفاق بشأنه، بين الوفود وأنه لم يشكل استثناء لأنه سبق عقد دورات للقمة في يوم واحد. وكانت القمة افتتحت عصر أول أمس الثلاثاء في قصر بيان بالكويت وترأسها أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي دول مجلس التعاون الخليجي إلى العمل على تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لمنظومة مجلس التعاون الخليجي لإيجاد آلية محددة لفض النزاعات ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وأعرب أمير الكويت عن سعادته لانعقاد القمة في ظل الظروف الصعبة التي تمر منها المنطقة موضحا ان ذلك يدل على حرص دول المجلس على الكيان الخليجي وأهمية استمرار آلية انعقاده. وشدد على ان "أي خلاف يطرأ على مستوى دولنا ومهما بلغ لا بد وأن يبقى مجلس التعاون بمنأى عنه لا يتأثر فيه أو يعطل آلية انعقاده". وذكر ان "أحداث مؤلمة وتطورات سلبية شهدته المنطقة خلال الستة أشهر الماضية ولكننا وبفضل حكمة إخواني قادة دول المجلس استطعنا التهدئة" مؤكدا مواصلة هذا الدور في مواجهة الخلاف الأخير. ولفت إلى أن الطريق لا زال طويلا لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تحقق آمال وتطلعات الشعوب داعيا الى التفكير إلجدي للبحث في الآليات التي تحقق أهداف الدول الخليجية والأطر الأكثر شمولية التي تزيد تماسك وترابط الشعوب. وقال أمير الكويت في الكلمة ذاتها "لقد استطاع المجتمع الدولي أن يحقق نصرا واسعا على الإرهاب في كل من العراقوسوريا إلا أن ذلك الخطر لا زال يهدد استقرار العالم والبشرية جمعاء فالأزمات والصراعات التي لا تزال دائرة تشكل بؤرا تغذي ذلك الإرهاب فالكارثة الإنسانية والأزمة الطاحنة في سوريا لا تزال دائرة رغم ما تبذل من جهود دولية لإنهائها ولكن الأمل يبقى معقودا على نجاح الاجتماعات واللقاءات والحراك لتحقيق التوافق المنشود وإنهاء ذلك الصراع المدمر ونشيد في هذا الصدد بدور الأشقاء في المملكة العربية السعودية وجهودهم البناءة في تحقيق اللقاءات بين مختلف أطياف المعارضة السورية ونجاحهم في توحيد كلمة المعارضة". وبخصوص الوضع في اليمن قال "إننا نشيد أولا بالجهود التي يبذلها تحالف دعم الشرعية في اليمن السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تعمل على دعم الشرعية وتقديم كل المساعدات الإنسانية للتخفيف من وطأة الظروف الصعبة التي يشهدها الأشقاء. ونؤكد هنا أن الحل الوحيد لهذه الأزمة سياسي وندعو في هذا الصدد جماعة الحوثي إلى الامتثال لنداء المجتمع الدولي في الوصول إلى حل سياسي لهذه الأزمة بالحوار الجاد وفق المرجعيات الثلاثة - المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية - قرارات مجلس الأمن ولاسيما القرار 2216 ومخرجات الحوار الوطني. أما فيما يتعلق بمسيرة السلام في الشرق الأوسط فقال "فإننا نأمل أن يتمكن المجتمع الدولي من تحريك هذه العملية الجامدة لنصل إلى اتفاق سلام شامل وكامل يدعم استقرار المنطقة والعالم وذلك وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية". وقال أمير الكويت، أيضا، "نهنئ الأشقاء في العراق على تحرير المناطق التي كانت تحت سيطرة ما يسمى بتنظيم داعش ونؤكد هنا مجددا سعينا إلى مواصلة العمل مع الحكومة العراقية لصيانة استقرار العراق ونشدد على أهمية المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار المناطق المتضررة من ما يسمى بداعش المقرر عقده في دولة الكويت منتصف شهر فبراير من العام القادم". ولفت الشيخ الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح إلى أنه "لا زال تعامل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة مخالفا لقواعد العلاقات بين الدول التي ينظمها القانون الدولي والمتمثلة بحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية تشكل هاجسا كبيرا لنا ونؤكد هنا بأن المنطقة لن تشهد استقرارا ما لم يتم الالتزام الكامل بتلك المبادئ". من جهته تناول الكلمة في الجلسة الافتتاحية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف الزياني، معربا عن أمله في أن تحقق الدورة 38 للقمة الأهداف النبيلة والسامية التي يسعى قادة دول المجلس بعزم ثابت وإرادة لا تلين وإخلاص مشهود ومعهود إلى تحقيقها تلبية لآمال مواطني دول المجلس نحو مزيد من التواصل والترابط والتكاتف". وشدد على ضرورة الحفاظ على المنظومة الخليجية الطموحة والحرص على تماسكها وتضامن وتكاتف دولها وترسيخ مرتكزات الشراكات الاستراتيجية مع الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة كافة التحديات الحالية والمستقبلية. وبعد انتهاء كلمة الزياني أعلن أمير الكويت عن اختتام الجلسة الافتتاحية، وخلال فترة الاستراحة ساد الاعتقاد أن الجلسة الموالية ستكون مغلقة على اعتبار أن الختام وفق ما كان مقررا أمس الأربعاء، لكن مصادر دبلوماسية عليمة أكدت ل"الصحراء المغربية" أنه تقرر اختزال القمة في يوم واحد، وأن الجلسة الختامية ستعقد بعد دقائق، وهو ما تأكد بالفعل إذ أعلن أمير الكويت عن انطلاق الجلسة الختامية، داعيا الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام للمجلس إلى تلاوة إعلان الكويت الذي أوصى بضرورة إدراك التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وأهمية التمسك بمسيرة مجلس التعاون وتعزيز العمل الجماعي وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة جميع التحديات وتحصين دول مجلس التعاون الخليجي عن تداعياتها بما يلبي تطلعات مواطني دول المجلس للحفاظ على مكتسبات التكامل الخليجي. وذكر الإعلان أن أحداث اليوم تؤكد النظرة الصائبة لقادة دول المجلس في تأسيس هذا الصرح الخليجي مي مايو عام 1981 الذي نص نظامه الأساسي على أن هدفه الأسمى هو تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها وتعميق وتوثيق الروابط والصلات ووأوجه التعاون الخليجي في جميع المجالات. وأوضح الإعلان إن مجلس التعاون قطع خطوات مهمة منذ تأسيسه قبل 36 عاما نحو تحقيق هذا الهدف وهو ماض في جهوده لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك واستكمال خطوات وبرامج ومشاريع التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني والعسكري بين دول المجلس من خلال التنفيذ الكامل للخطط التي أقرها المجلس الأعلى ورؤى الدول الأعضاء في تعميق المواطنة الخليجية الكاملة. ولفت إلى أن رؤية خادم الحرمين الشريفين التي أقرها المجلس الأعلى في دجنبر عام 2015 وضعت الأسس اللازمة لاستكمال منظومة التكامل بين دول المجلس في جميع المجالات فيما فصلت هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية أهداف الرؤية وبرامجها في مايو عام 2016 ما يتطلب العمل على تحقيق تلك الرؤية وفق برامجها التنفيذية التي سبق إقرارها. وأكد قادة دول المجلس في (إعلان الكويت) ضرورة مواصلة العمل لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية وتذليل العقبات في طريق السوق الخليجية المشتركة واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي وصولا إلى الوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025 وفق برامج عملية محددة، مشددين على أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون في صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف دفاعا عن قيمنا العربية ومبادئ الدين الإسلامي القائم على الاعتدال والتسامح. إثر ذلك أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اختتام أعمال الدورة ال38 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استضافتها بلاده بكلمة قال فيها إن القمة "كانت مناسبة طيبة التقينا بإخوة كرام في بلدهم الكويت كما تمكنا خلال هذه المناسبة من تبادل وجهات النظر حول التحديات التي تواجهنا واستطعنا بتوفيق من الله أن نثبت مجددا صلابة كياننا الخليجي وقدرته على الصمود أمام التحديات عبر تمسكنا بآلية عقد هذه الاجتماعات وما توصلنا إليه خلالها من قرارات ستسهم دون شك في إثراء تجربتنا المباركة وتعزيز مسيرة عملنا الخليجي المشترك بما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا". وختم أمير الكويت بالقول "يسعدنا أن نلتقي في الدورة التاسعة والثلاثين في العام القادم بسلطنة عمان الشقيقة بمشيئة الله". (من موفد الصحراء المغربية إلى الكويت: حسن العطافي)