أمرت غرفة الجنايات المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، منذ قليل، بالاعتقال من داخل الجلسة، في حق المتهم المرتضى اعمارشا، الذي اعتقل، أخيرا، بالحسيمة، وتوبع بتهم تتعلق بالإرهاب، في حالة سراح مؤقت. وجاء قرار الهيئة القضائية بعد أن أصدرت حكمها بإدانة المتهم أعمارشا، منذ قليل، بخمس سنوات حبسا نافذا، بعد ثلاث جلسات عقدتها لمحاكمته، أجلت الأولى من أجل إعداد الدفاع، والثانية من أجل الاستماع إلى المرافعات. وشوهد أعمارشا، أول أمس الثلاثاء، بقاعة الجلسات رقم 7 بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، حين جاء ليحضر أطوار جلسة المحاكمة الثامنة للمتهمين 54 المتابعين على خلفية أحداث الحسيمة، إذ ظل طوال المحاكمة التي استمرت لأزيد من 7 ساعات، يتنقل بين بهو المحكمة وقاعة الجلسات، وأحيانا يتحدث إلى بعض محاميي الدفاع أو عائلات المعتقلين، إذ عبر عن كونه حضر ذلك اليوم استعدادا لمحاكمته، اليوم الخميس، أمام استئنافية سلا، إذ اختار الحضور يومين قبل محاكمته لشعوره بالتعب الشديد بسبب التنقل من الحسيمة إلى مدينة سلا. يذكر أن عبد القادر الشنتوف، قاضي التحقيق المكلف بقضايا مكافحة الإرهاب بالمحكمة ذاتها، كان أمر، في يونيو المنصرم، بمتابعة المرتضى اعمارشا، 30 عاما، في حالة سراح، والافراج عنه مع اخضاعه لتدابير المراقبة القضائية، بعد الاستجابة للطلب المقدم من طرف دفاعه، المحامي محمد طبال، من هيئة الرباط، الذي التمس من خلاله تمتيعه بالسراح المؤقت. واتخذ قاضي التحقيق بالغرفة الأولى قراره بعد الملتمس الموجه من طرفه إلى الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط، معتبرا أن إطلاق سراح اعمارشا "لن يؤثر على باقي الإجراءات المسطرية، وأنه يتوفر على مسكن قار ولا يخشى فراره من وجه العدالة" فضلا عن أن "معطيات الملف وظروف النازلة تشفع له بتركه في حالة سراح مع خضوعه للوضع تحت المراقبة القضائية". وبمقتضى قرار قاضي التحقيق سيخضع المرتضى اعمارشا، للوضع تحت المراقبة القضائية وسيقيد بالبند 8 من المادة 161 من قانون المسطرة الجنائية المتعلق بإغلاق الحدود في وجهه، مع الإفراج عنه من السجن مالم يكن معتقلا لسبب آخر. وتوبع المرتضى، وفقا لقانون الإرهاب، من أجل "تحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية، والإشادة بأفعال تكون جرائم إرهابية، والإشادة بتنظيم إرهابي"، ليغادر أسوار السجن المحلي بسلا "الزاكي"، بعد تبليغ قرار الإفراج عنه لمدير السجن والنيابة العامة طبقا للمادة 220 من قانون المسطرة الجنائية، ليعود له اليوم بعد مؤاخذته بالتهم الموجهة إليه. وأفادت مصادرنا أن المرتضى اعمارشا، الذي كان مهاجرا بالديار السعودية قبل العودة إلى مسقط رأسه الحسيمة، أفرج عنه لوفاة والده عمر اعمارشا، الذي وافته المنية بعد اعتقاله، بالحسيمة، إذ نقل على متن طائرة خاصة ليتمكن من حضور جنازة والده. وكان دفاع اعمارشا، قال في تصريحات صحفية، عقب إلقاء القبض عليه، إن إيقافه جاء على خلفية ملف يتعلق بالإرهاب، وليس بناء على الاحتجاجات التي تعرفها الحسيمة. وأودع اعمارشا سجن الزاكي بعد الاستماع إليه في إطار التحقيق الإعدادي من طرف قاضي التحقيق، الذي أحيل عليه من طرف عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية "بسيج".