يرى الدولي المغربي السابق عبد الله هيدامو، المدرب الحالي لفريق الجيش الملكي النسوي لكرة القدم، أن البطولة الوطنية النسوية ضعيفة جدا، ولا ترقى إلى المستوى المطلوب لعدة اعتبارات. وأضاف هيدامو، اللاعب السابق بالجيش الملكي والمنتخب الوطني المغربي في فترة ثمانينيات القرن الماضي، في حوار مع "الصحراء المغربية"، أن "هناك ضعف الاهتمام بهذه كرة القدم النسوية مقارنة بالاهتمام الكبير والإمكانيات المرصودة لفئة الذكور، حيث إن المبالغ المالية المرصودة لتسيير الأندية النسوية بالمغرب تبقى "هزيلة"، ولا تستجيب لحجم الآمال لرياضة يحاول القيمون عليها جاهدين العبور بها لبر الأمان"، مؤكدا "أعتقد أن الإمكانيات المالية الضعيفة المرصودة لأندية كرة القدم النسوية بالمغرب تشكل أكبر العراقيل التي تحول دون تطويرها ورقيها للمستوى المطلوب". وأبرز هيدامو أن "نتائج منتخباتنا الوطنية النسوية خير دليل على الوضع المزري، حيث إن مركزنا ضمن الصفوف الأخيرة، وغالبا مع يجري إقصاء منتخباتنا الوطنية في الأدوار الأولى، سواء في تصفيات كأس إفريقيا أو العالم، وبالتالي فهذا أمر يؤكد بالملموس ضعف البطولة الوطنية النسوية". وطالب هيدامو من الجامعة الملكية المغربية للعبة الاهتمام بالفرق النسوية، وتقديم الدعم والمساعدة المادية للأندية الوطنية، من أجل رفع المستوى وتحسين المردود التقني للبطولة الوطنية. ** كيف جاء التتويج الخامس على التوالي بلقب كأس العرش؟ مرة أخرى، الفريق النسوي للجيش الملكي لكرة القدم يؤكد قوته ومكانته الأولى في منافسات كأس العرش، من خلال تتويجه باللقب الخامس على التوالي، وهو أمر يجعلني أفتخر بالمجموعة التي أتوفر عليها، والتي تقدم أداء تقنيا جيدا يجعلها ضمن الأندية القوية على المستوى الوطني. وإضافة كأس العرش، الذي يعد من الألقاب العزيزة على كل المغاربة، إلى خزينة الفريق العسكري يعد أمرا مهما بالنسبة لي على المستوى الشخصي والمهني. ** لاحظنا سيطرة كبيرة للفريق في النهائي أداء ونتيجة )7 أهداف(، كيف حدث ذلك؟ قبل إجراء المباراة النهائية، قمنا بجميع الاحتياطات لمواجهة الخصم، فريق أولمبيك آسفي، لأننا لا نعرف عنه الكثير من المعطيات بحكم أنه يمارس في شطر الجنوب، لكن خلال المباراة تبين لنا أن الفريق المسفيوي لم يكن خصما قويا، رغم وصوله إلى نهاية المنافسات، ومستواه التقني زكى ضعف الأندية الوطنية. ** ما سر تفوق وسيطرة فريق الجيش الملكي على المنافسات؟ يعود سر تفوق فريق الجيش الملكي على منافسات كأس العرش، وكذا على مسابقة البطولة الوطنية، للمجموعة المتكاملة والمنسجمة، خاصة أنهم مجتمعون في ما بينهم لأكثر من سبع سنوات، دون أن أنسى أن حوالي 11 لاعبة توجد ضمن أفراد المنتخب الوطني المغربي. إضافة إلى ذلك، لابد من الإشارة إلى أن مسابقة البطولة الوطنية النسوية ضعيفة جدا، ولا ترقى إلى المستوى المطلوب، وتفتقر إلى مجموعة من الأشياء الضرورية، ما يفرز لنا أندية فقيرة، ولاعبات بمستوى تقني عاد جدا. ** ماهي المشاكل الأساسية التي تعانيها كرة القدم النسوية؟ كرة القدم النسوية تختلف كثيرا عن منافسات الذكور، أولا غياب القاعدة، إذ لماما ما نجد فتيات يمارسن في الأحياء بشكل عاد، إذ نجد، غالبا، لاعبات يبدأن الممارسة إلى حين سن 16 أو 17 سنة، كما أن هناك لاعبات يلتحقن بأنديتهن إلى غاية يوم المباراة، لأنهن يقطن بعيدات عن ملعب التداريب، وبالتالي من الصعب حدوث انسجام في الفريق، كيفما كانت مجموعته. ثانيا، ضعف الاهتمام بهذه الفئة مقارنة بالاهتمام الكبير والإمكانيات المرصودة لفئة الذكور، حيث إن المبالغ المالية المرصودة لتسيير الأندية النسوية بالمغرب تبقى "هزيلة"، ولا تستجيب لحجم الآمال لرياضة يحاول القيمون عليها جاهدين العبور بها لبر الأمان. وأعتقد أن الإمكانيات المالية الضعيفة المرصودة لأندية كرة القدم النسوية بالمغرب تشكل أكبر العراقيل التي تحول دون تطويرها ورقيها للمستوى المطلوب. ** معنى ذلك أن أزمة كرة القدم النسوية مرتبطة فقط بالجانب المادي؟ أعتقد أن ضعف الجانب المادي يعكر بالملموس صفو الممارسة، ويقف حجر عثرة دون الرقي بالمستوى وبلوغ الأهداف المنشودة، ولذلك يجب على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم العمل والاهتمام بهذه الفئة، من خلال الضغط على الأندية القوية المعروفة، مثل الرجاء، والوداد، والمغرب الفاسي، والدفاع الحسني الجديدي، والجيش الملكي...، لخلق مراكز للتكوين، ومع مدهم ومساعدتهم ماديا لإعداد لاعبات المستقبل، كما يجب أن تظل المواكبة من الشروط الأساسية لإنجاح المشاريع. ** لكن الجامعة فرضت على الأندية الاحترافية إنشاء فرق نسوية؟ هذه القرارات ضمن الأخرى جيدة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لكن لم يشملها دعم مادي للأندية الوطنية، التي تعمل في الوقت ذاته على تكوين اللاعبين الصغار، والدعم المادي المرصود للفرق النسوية هزيل كما ذكرت، ولا يلبي حاجيات الأندية النسوية، إذ أن الدعم لا يتعدى 15 مليون سنتيم، و20 ألف درهم للوازم الرياضية في كل موسم، وهذا أمر يجعل نظرتنا للمستقبل غير متفائلة أبدا، بالنظر إلى الإمكانيات المالية الضعيفة المرصودة لأندية كرة القدم النسوية بالمغرب. كل هذه المشاكل المالية يضعها العديد من الأطر الوطنية جانبا، وتعمل وفق الإمكانيات المرصودة لتقديم الإضافة المنتظرة على أمل تحسين ظروف الممارسة. ** نتائج فريق الجيش الملكي تؤكد أنه بعيد عن المشاكل التي تعانيها الأندية الأخرى؟ في البداية، لابد أن أتقدم بالشكر لمسؤولي فريق الجيش الملكي على اهتمامهم الكبير بالعنصر النسوي، وتوفيره كل الضروريات ماديا ومعنويا، إضافة إلى أن اللاعبات يتوفرن على امتياز كبير يتجلى في وضعهم المهني، إذ جميعهن ملتحقات بسلك الدرك أو الجيش، وهذا الأمر يحفز اللاعبات ويمنحهن الاستقرار. كما أن فريق الجيش الملكي يتوفر على أكاديمية بمواصفات دولية، مكونة من عدة ملاعب معشوشبة، ومجهزة بأحدث التقنيات في عالم الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم. ** هل بإمكانك تحديد موقع كرة القدم النسوية المغربية؟ نتائج منتخباتنا الوطنية النسوية خير دليل على وضعنا المزري، والذي لا يبشر بالخير، حيث إن مركزنا ضمن الصفوف الأخيرة، وغالبا مع يجرى إقصاء منتخباتنا الوطنية في الأدوار الأولى، سواء في تصفيات كأس إفريقيا أو العالم، وبالتالي فهذا أمر يؤكد بالملموس ضعف البطولة الوطنية النسوية، وأتمنى صادقا أن يجري الاهتمام الحقيقي بهذه الفئة، وتحقيق الإقلاع الرياضي المنشود، خاصة أن ملاعبنا الوطنية تشهد أسبوعيا حضور العنصر النسوي، واهتمامه الكبير بمسابقة البطولة الوطنية الاحترافية. ** هل ترى أن كرة القدم النسوية بإمكانها تحقيق الإقلاع المنشود؟ كما ذكرت، يجب على الجامعة الملكية المغربية للعبة الاهتمام بالفرق النسوية، والذي يبقى وحده كفيلا بتحسين وتحقيق النتائج المرجوة، كما يجب تقديم الدعم والمساعدة المادية للأندية الوطنية من أجل رفع المستوى وتحسين المردود التقني للبطولة الوطنية، لأنه لا مجال للتراجع، وجميعا نحمل على عاتقنا مهمة إخراج كرة القدم النسوية بالمغرب من الظل، ونؤمن بقدراتنا وطموحاتنا التي لا حدود لها، ولا يسعنا سوى العمل والصبر لتحقيق غد أفضل. وحاليا، تسير الإدارة التقنية الوطنية في الاتجاه الصحيح، من خلال تشكيل منتخبات لأقل من 17 و20 سنة، من أجل الرفع من مستوى اللعبة، وهذا أمر سيخدم المنتخب الوطني الأول. ** بعد النتائج المهمة مع فريق الجيش الملكي، ألم تتلق عروضا خارجية؟ بكل صراحة لا، لكنني مرتاح جدا داخل فريق الجيش الملكي، لأنني أعتبر نفسي أقوم بمهمة إضافية لأسرتي، ومساري الجيد مع الفريق لا يمكنني سوى أن أفتخر بالعمل والمجهود الذي أقوم به إلى جانب الطاقم التقني والفني، إضافة إلى الاهتمام الكبير للمسؤولين. ** دون شك تتابع فريقك الأول في البطولة الاحترافية للذكور؟ أكيد، ونتائجه الأخيرة في المنافسات تبين أن المجموعة وصلت إلى مرحلة جيدة من الانسجام، بعد البداية المتعثرة، ورغم ذلك يقع في المركز الثاني في الترتيب العام، والموسم الكروي مازال يعج بالمفاجآت، وسيكون لا محالة ضمن الأندية المنافسة على اللقب. هيدامو في سطور ** من مواليد 21/08/1961 ** فريقه الأول هو نجم الشباب البيضاوي ثم التحق بفريق الجيش الملكي موسم 1984/1985، وحصل رفقته على عدة ألقاب وطنية وقارية. ** جاور ألمع نجوم الكرة المغربية بالفريق العسكري، مثل التيمومي، اللمريس، الرموكي، حسينة، الحضريوي، الراحل البرازي، الفاضلي، خيري، الصمدي، دحان... ** فاز رفقة الجيش الملكي ببطولتين، وكأس العرش مرتين، وكأس الأبطال الإفريقية. **ساهم بشكل كبير في تأهيل المنتخب الوطني للمونديال المكسيك 86، لكنه ولسوء الحظ، لم يحالفه الحظ للعب في المونديال، بعد تعرضه لإصابة بليغة على مستوى الكتف. **بعد قضاء اللاعب هيدامو 5 سنوات في فريق الجيش الملكي انتقل إلى فريق اتحاد تواركة ثم فريق رجاء بني ملال ثم فريق أصيلا كلاعب ومدرب. ** بعد اعتزاله عن ممارسة كرة القدم، التحق بعالم التدريب حصل على العديد من شهادات التدريب، ويشرف، حاليا، على تدريب فريق الجيش الملكي إناث، وتوج رفقته بخمسة ألقاب لكأس العرش متتالية، وبطولات، وكأس الصداقة المغربية الإماراتية الموسم الماضي.