على مدى أربعة أيام متتالية، تعيش مدينة العيون، على وقع فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الفيلم الوثائقي حول التاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني، الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي من 18 إلى 21 دجنبر المقبل. وتتميز الدورة الثالثة، بقصر المؤتمرات بالعيون، بمشاركة أفلام وثائقية ذات الصلة بتيمة المهرجان، تختار من بين الأعمال المرشحة، طبقا للنظام الخاص بهذه التظاهرة. وذكر المركز السينمائي المغربي، في بلاغ له، أن باب الترشيح للمهرجان مازال مفتوحا في وجه الراغبين في المشاركة. ويتضمن برنامج المهرجان مسابقة رسمية تتنافس على جوائزها أفلام وثائقية طويلة، تتناول موضوع الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، من إخراج سينمائيين مغاربة، وندوات لمناقشة أفلام المسابقة الرسمية، وموائد مستديرة وورشات حول الفيلم الوثائقي، وأنشطة موازية، بمشاركة عدد من السينمائيين والممثلين والمهنيين والصحافيين والنقاد، وكل الفعاليات الثقافية ذات الاهتمام بالفن السابع بأقاليمنا الجنوبية. وتعين اللجنة المنظمة للمهرجان لجنة تحكيم وطنية تتكون من 5 أعضاء من المجال السينمائي، ويخول لهذه اللجنة، بعد مشاهدة أفلام المسابقة الرسمية، منح خمس جوائز بقيمة 170 ألف درهم موزعة على الجائزة الكبرى (50 ألف درهم) وجائزة لجنة التحكيم (40 ألف درهم)، وجائزة أحسن إخراج (30 ألف درهم)، وجائزة أحسن مونتاج (20 ألف درهم)، وجائزة أحسن موسيقى (20 ألف درهم). ولا تمنح لجنة التحكيم أي جائزة بالمناصفة، لكن يمكنها التنويه ببعض الأعمال المشاركة في المسابقة. ويهدف هذا الحدث السينمائي الوطني، حسب المنظمين، إلى تسليط الضوء على المؤهلات البشرية والطبيعية لمدينة العيون ونواحيها، وجعل المنطقة الفضاء الأمثل لعرض الإنتاجات السينمائية الوثائقية التي تعنى بالثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، كمبادرة تكميلية لقرار وزارة الاتصال تخصيص غلاف مالي سنوي بمبلغ 15 مليون درهم، لدعم إنتاج الأفلام الوثائقية التي تعرف بالثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني. ويعتبر المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بالعيون، حسب المنظمين، تظاهرة سينمائية ذات طابع فني وثقافي تهدف إلى التعريف وترويج الفيلم الوثائقي، الذي يعنى بالتاريخ والثقافة والمجال الصحراوي الحساني، والتحفيز على الإنتاج السينمائي عموما، والأفلام الوثائقية على وجه الخصوص، بالأقاليم الجنوبية، وإحداث فضاء للقاء والحوار بين المنتجين السينمائيين من شمال المغرب وجنوبه، والعمل على إبراز التنوع الجهوي والمجال الجغرافي المحلي، تثمينا للهوية المغربية وتعزيزا لإشعاع حضارة وثقافة وتاريخ المغرب. يذكر أن الدورتين السابقتين من المهرجان كانتا ناجحتين، من خلال فك العزلة عن المنطقة، ودعم السينمائيين من أبناء الصحراء المغربية، وتحفيزهم على توثيق تراثهم الحساني والمحافظة عليه، باعتباره رافدا من روافد الهوية المغربية. كما نوه المشاركون في الدورتين السابقتين بالدعم الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للصحراء المغربية، حيث أعلن جلالته عن فتح أوراش تنموية ضخمة ستجعل من الجهة المغربية قطبا اقتصاديا وثقافيا مهما. وشهد المهرجان في دورتيه الأولى والثانية مشاركة وفد مهم من النقاد والمخرجين والمنتجين والمهنيين السينمائيين، الذين عبروا عن رغبتهم في تصوير بعض أعمالهم بالمدن الصحراوية، التي وصفوها بالاستوديوهات الطبيعية المنفتحة على الصحراء والبحر.