آيت يدين، التي تستقبل سنويا عددا من الزوار، في حاجة ماسة إلى إحداث وحدة فندقية مجهزة ومطاعم في مستوى تطلعات السياح. رغم محدودية مواردها المالية، تسعى جماعة آيت يدين، بإقليمالخميسات، بوسائلها الخاصة، إلى سد الخصاص الحاصل على مستوى البنيات التحتية وتوفير متطلبات الحياة للسكان بهذا المركز القروي، الممتد على مساحة 170 كيلومترا مربعا، ويتجاوز عدد سكانه 10 آلاف نسمة. استطاعت جماعة آيت يدين إبرام عدد من اتفاقيات شراكة مع الوزارة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن المكلفة بالماء والبيئة، بقيمة ملياري درهم لإنجاز مشروع تطهير السائل، واتفاقية شراكة أخرى في طور الدراسة مع وزارة السكنى وسياسة المدينة وعمالة إقليمالخميسات، بقيمة 5 ملايير درهم لإنجاز مشاريع البنيات التحية في جميع الدواوير، تهم الإنارة العمومية وتبليط الأزقة والشوارع، واستكمال مشروع تطهير السائل بالأحياء المجاورة للمركز القروي. وتهم الاتفاقية الأولى إنجاز مشروع تطهير السائل بالحي الإداري وحي الأمل 2، بطول إجمالي يقدر ب5400 متر وبقيمة مالية محددة في 680 مليون سنتيم. وتتعهد الجماعة بموجب الاتفاقية المذكورة بتوفير الوعاء العقاري لشبكة الصرف الصحي والحفر الصحية، وبإنجاز محطة المعالجة والشبكة الثانوية للصرف الصحي. ويقدم المجلس الجماعي آيت يدين خدمات أخرى تتعلق بالمجال البيئي، وتهم بالأساس خدمات النظافة بالمركز القروي، حيث يشتغل في القطاع حوالي تسع عاملات يقمن بتنظيف الشارع الرئيسي والأماكن المجاورة. كما تم توزيع عدد من الحاويات على جميع النقط المنتشرة في الأحياء السكنية. وتم خصيص شاحنة وجرار عبارة عن جرافة لجمع النفايات المنزلية ونقلها إلى أحد (المطارح) بمنطقة بعيدة، علاوة على تنظيم حملات نظافة تهم الأماكن المحيطة بالمركز القروي، وخاصة بالقرب من المرافق العمومية، كالسوق الأسبوعي والمؤسسات التعليمية.
فلاحة رهينة المطر يتعاطى سكان جماعة آيت يدين، التي يغلب عليها الطابع القروي، للزراعة وتربية المواشي في أنشطتهم اليومية، بالنظر للموقع الجغرافي المتميز للجماعة وتوفرها على مجالات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة والمساحات الرعوية. وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة بمجموع تراب الجماعة ما يقارب 10655 من المساحات المخصصة للزراعات البورية، فيما تحتل الزراعات المسقية ما يقارب 60 هكتارا، أما المساحات الرعوية فتبلغ 5075 هكتارا، ويأتي الملك الخاص في مقدمة الأملاك بالجماعة متبوعا بأراضي الجموع، التي تصل مساحتها 496 هكتارا، أما أملاك الدولة فلا تتجاوز هكتارين. وتتميز جماعة آيت يدين بمناخ قاري بارد في فصل الشتاء وحار في فصل الصيف، إذ تسجل أعلى درجة حرارية خلال شهر غشت، ويغلب على تضاريسها طابع الانبساط، حيث تحتل السهول 5950 هكتارا من مجموع الأراضي، فيما تحتل الهضاب مساحة 5100 هكتار، أما التلال فتبلغ مساحتها حسب المعطيات المتوفرة بالجماعة 5950 هكتارا. ويبلغ إنتاج الجماعة في المواسم الممطرة ما قدره 7000 قنطار من القمح الصلب و16000 قنطار من القمح الطري و4800 قنطار من الشعير، فيما تبقى باقي الزراعات دون نسبة محددة. ويتعلق الأمر بالذرة والقطنيات، كالعدس والفاصوليا. ويعتمد أغلب السكان على تربية المواشي بشكل كبير كمشاريع مدرة للدخل، إذ يبلغ عدد رؤوس الأغنام بالجماعة 11270 رأسا متبوعة بتربية الأبقار وتسمين العجول في مقدمة الأنشطة، التي يتعاطى لها السكان، وخاصة الأبقار الحلوب التي تحولت في السنين الأخيرة إلى مصدر قوت العديد من الأسر، التي تقوم ببيع الحليب للتعاونيات المتخصصة في جمع وتسويق الحليب. ويتجاوز عدد رؤوس الأبقار من النوع الأصيل (البلدي) 650 رأسا، فيما لا يتجاوز عدد رؤوس الماعز 514 رأسا، أما عدد الدواب الأخرى فيبلغ 3270 رأسا.
انتعاش القطاع التعاوني ينتعش القطاع التعاوني المرتبط بالإنتاج الحيواني ومشتقاته بجماعة آيت يدين، إذ تنشط فيها عدد من التعاونيات المتخصصة في جمع وتسويق الحليب، ويتعلق الآمر ب"تعاونية السعادة"، التي أحدثت سنة 1988، و"تعاونية النصر"، التي أحدثت كذلك سنة 1992، و"تعاونية الفرح"، التي أحدثت سنة 1998، وكذا "تعاونية الأمل" التي أحدثت خلال سنة 1998. كما أحدثت في السنوات الثلاث الأخيرة تعاونية تعنى بتربية الماعز بجماعة آيت يدين، وأخرى تهم إنتاج وتسويق الزربية، وتعتبر التعاونيات المذكورة المزود الرئيسي للجهة والسوق الوطنية بمادة الحليب، كما توفر عددا مهما من فرص الشغل للشباب، وتشجع السكان على التعاطي للاستثمارات المتعلقة بمشاريع الأبقار الحلوب. وفي إطار المساعي الرامية إلى تأهيل القطاع الفلاحي، قرر المجلس القروي لآيت يدين، السنة الفارطة، المصادقة على إبرام اتفاقية شراكة بين المجلس الجماعي والغرفة الفلاحية لجهة الرباط-سلا-القنيطرة كإطار للتعاقد والشراكة من أجل العمل على المواكبة والمحافظة على ضمان الدوام والاستمرارية للمشاريع المشتركة في المجال الفلاحي، لتحقيق التنمية القروية. وتلتزم الجماعة بموجبها بأن تضع إمكانياتها العقارية والمالية رهن إشارة المشاريع، التي ستنجز بصفة مشتركة بتراب الجماعة. كما قرر المجلس أيضا، المصادقة على إحداث وكالة للقرض الفلاحي بمركز الجماعة لتقريب الإدارة من المواطنين على اعتبار أن معظم زبناء القرض الفلاحي يتحدرون من منطقة آيت يدين والكنزرة. استقطاب السياح تتحول جماعة آيت يدين، أواخر شهر مارس من كل سنة، إلى محطة جلب سياحي، إذ يعقد موسم "مقام الطلبة"، الذي يقبل عليه الزوار من جميع المناطق المجاورة، وكذا من خارج الإقليم. كما يحل بالمنطقة أيضا أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج في عطل قصيرة لحضور أطوار الموسم، الذي يدوم ثلاثة أيام، ويجتمع فيه حفظة القران من جميع المناطق المجاورة، حيث يتلى القرآن الكريم بكل أحزابه خلال تلك الأيام، بمعدل 20 حزبا في اليوم. كما تنظم أنشطة موازية كثيرة تتعلق أساسا بفنون التبوريدة وأحيدوس، وكذا التنشيط الثقافي في مختلف المجالات، وتشارك فرق وجمعيات محلية في تنظيم السهرات الفنية والغنائية ومسابقات رياضية وأخرى للأطفال، ما يجعل هذا الموسم يكتسي طابعا ثقافيا وسياحيا بامتياز، بالنظر لعدد الزوار. ويساهم موسم "مقام الطلبة" في تنشيط الحركة الاقتصادية من خلال الرواج التجاري. والأمر نفسه ينسحب على مهرجان مولاي عبد القادر الجيلالي، الذي ينظم شهر غشت أو شتنبر من كل سنة. ويعتبر أهم الملتقيات السياحية التي تعرفها جماعة آيت يدين، إذ يتزامن انعقاده مع العطلة الصيفية وعودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما يعطي للموسم طابعا خاصا، إذ يعد الزوار بالآلاف ويمثل محطة مهمة في تاريخ المنطقة. وأفاد عدد من المتتبعين للشأن المحلي بجماعة آيت يدين أن هذه المنطقة في حاجة ماسة إلى الاستثمار السياحي من قبيل إحداث وحدة فندقية مجهزة ومطاعم في مستوى تطلعات الزوار، كما تحتاج إلى برنامج شمولي للنهوض بالقطاع السياحي خاصة أن جماعة آيت يدين تحتل المرتبة الأولى إقليميا في منتجات الصناعة التقليدية. ازدهار قطاع النقل يتشكل قطاع النقل الطرقي بجماعة آيت يدين من أسطول سيارات الأجرة الصنف الكبير البالغ عددها 18 سيارة وعدد قليل من حافلات النقل المزدوج، ويعتبر قطاع النقل الطرقي من القطاعات الخدماتية النشيطة، التي يتعاطى لها الشباب، وتتوزع خدمات سيارات الأجرة على ثلاثة محاور بالتناوب، منها محور الخميسات، ومحور دار بالعامري سيدي سليمان، ومحور آيت يدين الخميسات، في انتظار فتح خطوط جديدة بعد انتهاء أشغال بناء الطريق المؤدية إلى دواوير آيت مالك وآيت احسين وبناء طريق في اتجاه شرق دواوير آيت الرايا وآيت موسى اوسالم بهت، وإصلاح طريق آيت ونزار في اتجاه تيفلت، التي بدأت الأشغال بها، في الآونة الأخيرة. وأفاد حكيم بغازي، عن المكتب المسير لجمعية أرباب وسائقي سيارات الأجرة بآيت يدين، في حديثه ل"الصحراء المغربية" أن الجمعية تهدف إلى العمل على حسن تدبير الخدمات المتعلقة بقطاع النقل، سواء من حيث تحسيس السائقين وتوعيتهم بضرورة احترام قانون السير، والمساهمة في الحد من حوادث السير أو من حيث تقديم الطلبات المتعلقة بإصلاح الطرقات، مطالبا الجهات الوصية بإصلاح الطريق الثانوية رقم 409 الرابطة بين مدينتي الخميساتوسيدي سليمان بالنظر لكثافة حركة السير بها.
مشاريع تنموية استفادت جماعة آيت يدين من مجموعة من المشاريع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، همت مختلف المجالات، تفعيلا للاتفاقيات المبرمة مع قسم العمل الاجتماعي بعمالة الخميسات، منها بالأساس بناء عدد من المنشآت الفنية، في إطار فك العزلة عن السكان القرويين بالدواوير النائية، كمنشاة محمد علوش، التي تهدف إلى فك العزلة عن قبائل آيت مالك وآيت احسين وآيت حمو اوعلي وآيت حدو والدواوير الموجودة بمحاذاة النفوذ الترابي لجماعة علال المصدر بالجهة الغربية الجنوبية للجماعة. كما استفادت من مشروع إحداث مستوصف صحي بدوار اخطاطن لتوفير الخدمات الصحية للأم والطفل بالدواوير النائية القريبة من المكان، وخاصة قبائل آيت بالمقران ومشروع إحداث قسم الولادة بالمركز الصحي آيت يدين بشراكة مع وزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وبخصوص قطاع الشباب والرياضة، قامت جماعة آيت يدين بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتجهيز النادي النسوي وتزويده بالمعدات وآليات العمل المتعلقة بالتكوين الحرفي للفتيات في مجال الخياطة والطرز، كما استفادت الجماعة في السياق ذاته، من مشروع بناء مركب اجتماعي متعدد الاختصاصات لتأهيل المرأة القروية في مختلف المجالات بتكلفة إجمالية تصل مليوني درهم، وبلغت نسبة إنجاز هذا المشروع 85 في المائة. كما استفادت الجماعة أيضا، من حافلتين للنقل المدرسي، وسيارة لنقل الأموات في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتعمل حاليا على إعداد ملف بتوسيع دار الطالبة بإضافة بناية مماثلة لتبلغ الطاقة الإيوائية للمرفق الاجتماعي 100 سرير لفائدة الطالبات القرويات، في إطار المجهودات المبذولة لمحاربة الهدر المدرسي في صفوف الفتاة القروية.