سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهدي قطبي: متحف محمد السادس يمنح الزائر "فرصة سفر بين حقب تاريخية غنية ومنتقاة" سفير إسبانيا بالمغرب: معرض "من غويا إلى اليوم" يسعى إلى وضع الثقافة في صلب العلاقات المغربية الإسبانية
أكد سفير إسبانيا بالمغرب، ريكاردو دياز اوشليتنير، أمس الثلاثاء بالرباط، أن المعرض الفني "من غويا إلى اليوم.. نظرة على المجموعة المتحفية لبنك إسبانيا"، الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للمتاحف وبنك إسبانيا ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بشراكة وتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، يهدف بالأساس إلى وضع الثقافة في صلب العلاقات المغربية الإسبانية. وأضاف ريكاردو دياز أوشليتنير، خلال ندوة صحفية لتقديم المعرض المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، أن الثقافة تشكل جزءا من "العلاقة الاستثنائية" التي تربط المغرب بإسبانيا في مختلف المجالات تحت قيادة عاهلي البلدين. وأشار الدبلوماسي الإسباني إلى أن ما يجمع المملكتين الجارتين عبر التاريخ هو علاقة العيش المشترك والجذور الثقافية الحاضرة في اللغة والموسيقى وفن الطبخ، مبرزا أن بلاده ستواصل التعاون مع المغرب في جميع المجالات. وأعلن السفير بالمناسبة، أن بنك إسبانيا سلم متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، على سبيل الإعارة، مجموعة تضم حوالي سبعين تحفة فنية رائعة لأزيد من خمسين فنانا، من ضمنهم غويا. تعرض لأول مرة خارج شبه الجزيرة الإيبيرية. وقال مهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، من جانبه، إن المجموعة المتحفية لبنك إسبانيا تعد من أهم مقتنيات الفن الحديث والمعاصر بإسبانيا وتضم لوحات ومنحوتات لكبار الفنانين كفرانسيسكو غويا وسالفادور ماييلا وفيسانتي لوبيز وفريديريكو دي مادرازو وصورويا وزولواغا على سبيل المثال لا الحصر. وأوضح أن القسمين الأولين من معرض "من غويا إلى اليوم" يضمان صور ملوك إسبان وشخصيات شهيرة تعود للقرون 18 و19 و20، بما في ذلك لوحة خاصة من إنجاز غويا الذي "بصم تاريخ الفن ويعد من أهم مؤسسي الحداثة"، فيما خصصت الأقسام الأخرى لعرض لوحات لفازكيز دياز ولسورولا وزولواغا باعتبارهما من رواد الفن التشكيلي في القرن العشرين. وأضاف قطبي أن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يمنح الزائر "فرصة سفر بين حقب تاريخية غنية ومنتقاة"، معلنا بالمناسبة أنه سيتم تأهيل وافتتاح عدد من المتاحف بالمملكة باعتبار المغرب من البلدان الإفريقية والعربية التي تتوفر على متاحف متخصصة مثل متحف الخزف بآسفي، والنسيج بمراكش وفن الكريستال بفاس والتاريخ بطنجة، بهدف تثمين التراث الوطني. من جهته، أكد والي البنك المركزي الإسباني، لويز ماريا ليند دي كاسترو، أن معرض "من غويا إلى اليوم" يشكل "دليلا إضافيا على جودة العلاقات" التي تربط إسبانيا بالمغرب كشريك استراتيجي، مشيرا إلى أن الثقافة تعد "عنصرا أساسيا للدفع بمستوى العلاقات الثنائية المتميزة" بين المملكتين. وأبرز دي كاسترو أن هذا المعرض يعكس المسار التكويني للمجموعة الفنية المعروضة وإشعاع أهم مراحلها، معربا عن الأمل في أن تكون هذه المبادرة "مثمرة" بالنسبة لمستقبل العلاقات المغربية الإسبانية. يشار إلى أن المعرض، الذي ينظم إلى غاية 4 فبراير المقبل، يضم رسومات لأبرز التشكيليين المتخصصين في رسم الوجوه وغيرهم من المبدعين الذين خلدوا صور الملوك الذين ساهموا في دعم وتقوية مؤسسة بنك إسبانيا منذ إنشائها وكذا الحكومات والأشخاص الذين كرسوا جهودهم لتحقيق إشعاعها وتطورها. وتؤرخ المجموعات الفنية التي يتضمنها المعرض أيضا لبعض المراحل التاريخية التي اجتازها الفن الإسباني، خاصة المعاصر منه، أي منذ 1950 إلى اليوم، بينما يبرز الفصل الأخير مجموعة مختارة من اللوحات التشكيلية العالمية التي يعود تاريخ إبداعها إلى العقود القليلة الماضية.