فازت ثلاث نساء مغربيات، تميزن بإحداث مقاولة نسائية وأثبتن جدارتهن في المشهد الاقتصادي الوطني، بجائزة "التميز للمرأة المغربية" في دورتها الثالثة، وموضوعها "إحداث المقاولة النسائية". وسلمت الجوائز للمتوجات في حفل نظم بمسرح محمد الخامس بالرباط، مساء الثلاثاء بالرباط، بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية (10 أكتوبر). وكانت الجائزة الأولى من نصيب فاطمة الزهراء بعريش وقيمتها 130 ألف درهم، عن مشروع لتحويل النفايات "بيوديوم"، وهي شركة للتكنولوجيا الحيوية تقدم للمزارعين حلا نظيفا عن طريق تحويل النفايات العضوية إلى الغاز الحيوي، وتساهم في تقليص تكاليف الكهرباء والوقود، والطاقة اللازمة لري أراضيهم والتدفئة.
وحظيت بالجائزة الثانية عائشة عرابي بقيمة 100 ألف درهم عن مشروع شركة متخصصة في إنتاج وبيع المواد التجميلية الطبيعية المغربية، فيما عادت الجائزة الثالثة، وقيمتها 70 ألف درهم، مناصفة لمشروعي "زين وزوين" الشركة المتخصصة في صنع قطع أثاث وديكورات موجهة للحرفيين والمقاولين والمهندسين المعماريين والخواص لوفاء كيران، ومشروع "معلم.كوم"، أول بوابة إلكترونية تسهل البحث عن الصناع التقليديين عبر الأنترنت لزينب زاكي. واعتبر رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أن جائزة التميز "مبادرة متميزة، تشجع المرأة المغربية المقاولة التي اقتحمت عالم المال والأعمال، أن تنشئ مقاولة خاصة بها رغم الصعوبات التي تعترضها، ونجحت في إحداث المقاولات في مختلف المجالات"، منوها بالنساء المقاولات خاصة الرائدات في المجال. ودعا المغربيات إلى التسلح بالثقة والإرادة، للسير قدما بمثل هذه المشاريع، التي تخدم مصلحتهن الشخصية والمصلحة العامة في بلدهن، معتبرا أن الجميع مدعو لخلق نجاحات جديدة للمرأة المغربية والمواطن المغربي عموما. من جهتها، قالت بسمية الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، في كلمتها الافتتاحية، إن "الحفل يشكل مناسبة للاحتفاء بالنساء المتميزات"، مشيرة إلى أن الوزارة "تبذل قصارى الجهود لرفع التحدي وجعل انتظارات وطموحات المرأة المغربية الحافز الأكبر لتحقيق الدينامية". وأوضحت أن موضوع دورة هذه السنة يشكل "عنوانا لبرامج ومبادرات حكومية متنوعة لنشر مبادئ المساواة ومحاربة التمييز" وتمكين النساء من الولوج إلى التعليم والصحة وسوق الشغل". وذكرت أن الترسانة القانونية التي يتوفر عليها المغرب في مجال تمكين النساء، في انتظار المصادقة على عدد من مشاريع القوانين حتى تكتمل منظومة الحماية المؤسساتية، مبرزة أن الوزارة ستعمل أيضا على تطوير برامج أخرى لمحاربة الصور النمطية التي تحول دون تشجيع المقاولة النسائية. وأشادت بنظام المقاول الذاتي، مشيرة إلى أن النظام "يعمل على خلق فرص للنساء بشروط مكنتهن من خلق مقاولاتهن حتى بلغن نسبة 42 في المائة من مجموعة المقاولات الذاتية". كما تقدمت الحقاوي باعتذار للنساء المغربيات حول ما لم يتحقق. وقالت "نشدد على أننا نجعل قضايا المرأة في صلب اهتمامنا بنشر مبادئ المساواة وتمكين المرأة من ولوج التعليم والصحة وسوق الشغل، خصوصا أن نسبة تشغيل المرأة تتراجع والمقاولة النسائية لم تتجاوز بعد نسبة 10 في المائة." يذكر أن جائزة "تميز" تندرج في إطار المجال الأول من الخطة الحكومية للمساواة "إكرام" المتعلق بمأسسة ونشر مبادئ الإنصاف والمساواة والشروع في إرساء قواعد المناصفة، تمنح للإسهامات المتميزة في مجال النهوض بأوضاع المرأة، سواء للأفراد أو الهيئات المدنية أو المؤسسات الوطنية، سنويا بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية، تثمينا للإسهامات المتميزة في مجال النهوض بأوضاع المرأة، سواء للأفراد أو الهيئات المدنية أو المؤسسات الوطنية، وذلك لمساهمتها الفاعلة في بناء مسار التنمية بالمغرب.