تجسد الزيارة التي قام بها رئيس مجلس النواب السيد كريم غلاب إلى واشنطن، والتي تميزت بسلسلة من المباحثات بكل من الكونغرس ووزارة الخارجية، الرغبة المشتركة بين الرباطوواشنطن من أجل إعطاء دور أكبر للدبلوماسية البرلمانية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الاستثنائية بين المغرب والولاياتالمتحدة. وأكد غلاب،في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الزيارة " شكلت مناسبة لاستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق الحوار الاستراتيجي الذي أبرم سنة 2012، وكذا اتفاقية التبادل الحر التي دخلت حيز التنفيذ سنة 2012، فضلا عن ملفات ذات طابع دولي كالأزمة السورية، وأخرى تحظى بالاهتمام المشترك". وقد التقى غلاب خلال هذه الزيارة برئيس مجلس النواب الأمريكي جون بوينر، كما تباحث مع مساعدة كاتب الدولة المكلفة بشؤون الشرق الأوسط بالخارجية الأمريكية إليزابيث جونز، ومع عدد من أعضاء مجس الشيوخ النافذين، إضافة إلى السيناتور الجمهوري جون ماكين، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة السفلى للكونغرس إدوارد رويس. واعتبر أن هذه اللقاءات كشفت عن "ارتياح واضح " لدى الجانبين حول الطابع الاستثنائي للعلاقات والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى أن زيارته لواشنطن تهدف بالأساس إلى منح دور أكبر للمؤسستين البرلمانيتين المغربية والأمريكية في إطار الحوار الاستراتيجي القائم بين الولاياتالمتحدة والمملكة المغربية. وسجل أن هذه المقاربة تتماشى مع الرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس لندوة سفراء جلالته التي انعقدت مؤخرا بالرباط ، والتي أشار فيها إلى أنه " كما أكدنا على ذلك في مناسبات عدة، تطوير دبلوماسية برلمانية ومدنية ومحلية فاعلة، ولاسيما في ظل المكانة الدستورية التي أصبح يتبوöؤها البرلمان والمجتمع المدني والجماعات الترابية". وفي هذا الإطار، أكد غلاب أن المؤسسة البرلمانية مدعوة لتضطلع بدورها بشكل كامل، مشددا على ضرورة تعزيز دور المغرب بالساحة الدولية كصوت للحكمة والاعتدال. وأضاف أن المحادثات التي أجراها بالكونغرس والخارجية الأمريكيتين تناولت عددا من القضايا الراهنة على المستوى الإقليمي، وشكلت مناسبة لإبراز الاستثناء المغربي، وعمق الإصلاحات التي انخرطت فيها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار، في هذا الصدد، إلى الإصلاحات التي تم القيام بها في مجالات حقوق الإنسان، خاصة هيئة الإنصاف والمصالحة، ومدونة الاسرة، والمصادقة عبر استفتاء شعبي على دستور جديد في يوليوز 2011. من جهته،أشاد السيناتور الأمريكي جون ماكين، بدينامية الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب، تحت قيادة جلالة الملك منذ تربعه على عرش أسلافه المنعمين. وقال ماكين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب مباحثات أجراها مع السيد كريم غلاب، " إننا سعداء جدا بالتطور الذي حققه المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة، الذي عمل على تعزيز دور وصلاحيات المؤسسة البرلمانية ". وأوضح السيناتور الجمهوري أنه " ليس من قبيل الصدفة أن يكون المغرب بلدا للسلام، وأن يتقدم بخطى حثيثة على طريق الديمقراطية"، مشيدا بالدور الريادي لجلالة الملك، وبإسهام المؤسسة البرلمانية المغربية. وعبر ماكين عن الأمل في تعميق العلاقات أكثر بين المغرب والولاياتالمتحدة، لاسيما من خلال تبادل الزيارات والتجارب على جميع المستويات. وشكلت زيارة غلاب إلى واشطن مناسبة لممثلي الشعب الأمريكي بمجلس الشيوخ من أجل تجديد التأكيد على دعمهم، الذي عبروا عنه غير ما مرة، للمخطط المغربي القاضي بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية. وهكذا، أكد العضو بالكونغرس الأمريكي مايكل غريم، في تصريح للصحافة ، عقب مباحثات أجراها مع السيد كريم غلاب، أن مخطط الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب لتسوية قضية الصحراء، يعد "ردا ذكيا جدا ودبلوماسيا وإنسانيا"، يستحق دعما أكبر من لدن المجموعة الدولية. وشدد غريم على أن هذا النوع من المبادرات يستحق دعما كبيرا لأنه "يقترح حلا يعود بالنفع على جميع الأطراف"، مشيرا إلى أن مخطط الحكم الذاتي يمنح " تسوية عادلة " قادرة على تأمين الاستقرار الإقليمي وإرساء ركائز الاندماج بهذا الجزء من العالم. من جهة أخرى، شارك السيد غلاب في ندوة بمقر الكونغرس، نظمها المنتدى البرلماني من أجل الديموقراطية بتعاون مع الرئاسة الليتوانية لمجلس الاتحاد الأوروبي والمعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي الوطني ومؤسسة (ناشيونال إندومنت فور ديموكراسي). وأشار رئيس مجلس النواب إلى أنه " تم إبراز الطابع الفريد للتجربة المغربية في مجال الإصلاحات الديمقراطية خلال هذا اللقاء الدولي، وذلك تماشيا مع الممارسات الدولية التي تستحق الدعم".