أشاد العديد من المواطنين الماليين، من بينهم من يتحدرون من شمال وجنوب البلاد، بالالتفاتة النبيلة والإنسانية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والمتمثلة في إعطاء جلالته تعليماته السامية من أجل إقامة مستشفى ميداني بباماكو. قدموا جماعات وفرادى، من مختلف المناطق المالية، للاستفادة من الخدمات الطبية المتعددة التخصصات التي يقدمها فريق طبي مغربي متخصص، منوهين بقيم التضامن التي مافتئ المغرب، وعلى الدوام، يبديها تجاه السكان المتضررين من النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية في بلدان شتى. مامادو ديالو، الذي حرص على القدوم من مخيم للنازحين يوجد بضواحي باماكو، للاستفادة من العلاجات الطبية التي يقدمها المستشفى المغربي، أبدى إعجابه بمبادرة جلالة الملك محمد السادس بإقامة مستشفى ميداني في مالي، مبرزا أن هذه المبادرة النبيلة "تنبثق من قيم التضامن، التي مافتئ المغرب يبديها على الدوام تجاه مالي". وأضاف ديالو "لا يسعنا إلا أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا لجلالة الملك على هذه المبادرة النبيلة التي أتت لتخفف عنا آلامنا وأحزاننا". الالتفافة الملكية لقيت أصداء طيبة وخصوصا لدى النساء والأشخاص في وضعية عوز وهشاشة، الذين أبدوا ارتياحهم لجودة الخدمات الطبية المقدمة في المستشفى، تقول ماتيماتي وهي سيدة يناهز عمرها 32 سنة، قدمت من ضواحي باماكو وبمعيتها أبناؤها الثلاثة لتشخيص وضعيتهم الصحية لدى الأطباء المغاربة. بالنسبة لحالتي، تردف ماتيماتي وعلامات التأثر بادية على محياها، قائلة، "إقامة مستشفى مغربي في قلب باماكو بادرة طيبة من بلد مثل المغرب، نظرا للخصاص الذي نعاني منه في مجال التجهيزات الطبية، خصوصا أن أبنائي الثلاثة يشكون من أمراض مختلفة وباستمرار، تتطلب علاجا سريعا وفعالا وتكاليف ليس باستطاعتي تحملها". وأضافت "نتمنى أن تدوم فترة وجود المستشفى المغربي بباماكو لأقصى مدة ممكنة، حتى يستفيد أكبر عدد من الماليين من الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى". أما الشيخ سار، وهو شيخ يبلغ من العمر 72 سنة، فأكد أن الشعب المالي "مدين على الخصوص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أعطى تعليماته لإقامة هذا المستشفى من أجل التخفيف عن آلام السكان الماليين ومشاركتهم أحزانهم في هذا الفترة العصيبة". وأبرز الشيخ سار أن هذا العمل الإنساني "التفاتة طيبة تعبر عن قيم التضامن التي يحث الدين الإسلامي على إعلائها بين صفوف المسلمين"، مشيرا إلى أن جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين "كان على الدوام في الطليعة ولم يدخر جلالته أي جهد لتقديم المساعدة للسكان في وضعية هشة". وأضاف قائلا أن المبادرة الملكية هذه "ستسهم حتما، في تعزيز العلاقات التاريخية التي جمعت الشعبين المغربي والمالي على مدى قرون". كثيرون من المواطنين الماليين الذين تقاطروا على المستشفى الميداني المغربي، أكدوا أن هذا الأخير، الذي توافد عليه وبشكل مطرد اليوم عدد كبير من سكان باماكو وضواحيها، سيشهد في الأيام المقبلة إقبالا كبيرا لسكان باقي المناطق المالية بالنظر لجودة الخدمات الطبية التي يقدمها، وتوفره على تجهيزات طبية حديثة وطاقم طبي متخصص. و شرع، أول أمس الثلاثاء، المستشفى الميداني المغربي، المقام بباماكو في إطار المساعدة الإنسانية المقدمة من قبل المغرب للشعب المالي بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، في تقديم خدماته الطبية. ومنذ صباح أول أمس تقاطر على موقع المستشفى الذي يوجد قرب ملعب موديبو كيتا بقلب العاصمة المالية مئات الأشخاص رجالا ونساء شيوخا وأطفالا، قدموا من أغلب أحياء العاصمة والقرى المجاورة للاستفادة من العلاجات الطبية التي يتيحها هذا المستشفى الذي يؤطره 106 أشخاص. وتعبأت الفرق الطبية المختلفة، التي تشرف على تقديم الخدمات الطبية بالمستشفى، للاستجابة لكافة الطلبات، ومعالجة مختلف الحالات الطبية المستعجلة، وأيضا التي تتطلب تدخلات طبية خاصة. وأفاد الطبيب الرئيسي للمستشفى الكولونيل بايت عبد الواحد بأنه منذ الافتتاح "توافدت علينا أعداد مهمة من المواطنين الماليين"، مشيرا إلى أن هذا "الإقبال الكثيف حتم علينا كفرق طبية مضاعفة جهودنا ووضع كافة الترتيبات اللازمة من أجل الاستجابة لطلبات المرضى والتعامل مع الحالات المستعجلة وفق ما تقضيه الضرورة". وأضاف الكولونيل عبد الواحد بايت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفرق الطبية عبأت كل الوسائل اللازمة للتعامل، حسب ما تفرضه الحالات المرضية، حيث جرى، في هذا الصدد، إعطاء الأولوية للحالات المستعجلة والنساء والأطفال والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وأكد أن مسؤولي المستشفى حضروا أنفسهم بما يكفي، ولم يدخروا جهدا في التعامل مع الحالات الطبية الواردة على المستشفى، حيث جرى، في هذا الإطار، وضع عدة تدابير خاصة للتعامل مع كافة الطلبات المقدمة من قبل المرضى وفي أفضل الشروط، وكذا توجيههم نحو سائر التخصصات الطبية المتاحة بعين المكان، خصوصا المتعلقة منها بجراحة الدماغ والقلب والشرايين وأمراض الرئة والجلد والطب الباطني وطب الأطفال والجراحة التجميلية. وأضاف أنه جرى تزويد المستشفى بكل التجهيزات الطبية الضرورية، من أجل إنجاح هذه العملية الإنسانية، إلى جانب آليات طبية أخرى من أحدث طراز، من بينها مختبر وجناح للجراحة وقسم خاص بالإنعاش، وآخر للتخدير العام والمستعجلات. وفضلا عن هذه التخصصات الطبية، تقدم للمرضى بعين المكان، أيضا، مختلف الأدوية والإرشادات الطبية ذات الصلة. من جهة أخرى، توقع الكولونيل عبد الواحد بايت إقبالا كثيفا للماليين في الأيام المقبلة للاستفادة من الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى، موضحا أن هذا الأخير يمكنه استقبال 1200 شخص يوميا. يشار إلى أن المستشفى يؤطره طاقم طبي متخصص من أطباء مختصين وممرضين وفرق مواكبة ودعم طبي، وتبلغ طاقته الاستيعابية أربعين سريرا. وتندرج المبادرة الملكية بإقامة مستشفى ميداني بباماكو، التي حظيت بإشادة كبيرة من قبل المسؤولين والسكان الماليين، في إطار حس التضامن، الذي مافتئت تبديه المملكة تجاه الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة، خصوصا مالي التي تربطها مع المغرب علاقات عريقة ومتميزة.