ينتظر أن يستقبل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، بداية الأسبوع المقبل، أسرة محمد لعبيد، الذي قتل في إيطاليا إثر تعرضه، الخميس 15 غشت الجاري، لاعتداء عنيف من طرف شاب إيطالي، بمحطة قطار روما. قالت ثريا النوري، زوجة الهالك، الذي يبلغ عمره سبعين عاما، إنها تلقت تأكيدا على أن عبد الإله بنكيران سوف يستقبل أسرتها لدراسة ملفها، ومساعدتها إداريا، من أجل السفر إلى إيطاليا رفقة ابنها، لإنجاز الوثائق الخاصة بنقل جثمان زوجها، ودفنه بمسقط رأسه بمدينة تازة، قبل أن توكل محاميا للدفاع عن قضية اغتيال زوجها، التي تعتبر جريمة شنعاء مع سبق الإصرار والترصد. وأضاف سفيان لعبيد، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، أنه يسابق الزمن من أجل إعداد الوثائق والإجراءات الإدارية الخاصة بملف الدفاع، سواء بالمغرب أو بروما، عن حق والده، الذي يعتبر المعيل الأول لأسرته المتكونة من ثلاثة أبناء، الحسنية )1988(، ونجوى )1989(، وسفيان )1991(. وزاد قائلا "لقد قامت السلطات المحلية بمدينة فاس بالإجراءات الضرورية، وساعدت والدتي على إعداد جواز السفر"، وعلى غرار والدته أكد أنه يطعن تماما في رواية الإعلام الإيطالي، الذي أفاد بأن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الشاب الإيطالي، المعتدي، منحرف يعاني من "خلل عقلي". وأكد ابن محمد لعبيد أنه تلقى مجموعة من الاتصالات من طرف منظمات حقوقية مغربية وإيطالية من أجل تبني ملف أسرته، خاصة أن والده هو ابن أحد محرري إيطاليا من براثن الفاشية والنازية، مشيرا إلى أنه يلتمس من السفارة المغربية بروما مطالبة السلطات الإيطالية بفتح تحقيق مفصل وعاجل حول مقتل والده، الذي ذهب إلى إيطاليا، قصد زيارة قبر أبيه، المدفون بنواحي روما، الذي سقط في ميدان الشرف لتحرير إيطاليا، خلال الحرب العالمية الثانية. وعبرت جمعيات إيطالية ومغربية عن استنكارها لهذه الجريمة النكراء، مدينة بشدة هذا الاعتداء الغاشم، وتطالب بتحقيق نزيه حول هذا الحادث وملابساته، واتخاذ السلطات الإيطالية والمغربية جميع الإجراءات لتوديع الفقيد في ظروف منصفة، تخليدا للمغاربة الأبرار ضحايا الحرب العالمية الثانية بإيطاليا، كما تطالب بأن تقام صلاة الجنازة على الفقيد بالجامع الكبير بروما . بدأت قصة اغتيال محمد لعبيد، المزداد بدوار أصدور بتازة عام 1943، والقاطن بمدينة فاس، عندما كان يتأهب، في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء الماضي، لركوب القطار بمحطة تيرميني بروما، متجها نحو مدينة مارسيليا الفرنسية، حيث توجد أمه، بعدما قام بزيارة قبر أبيه الذي سقط في ميدان الشرف لتحرير إيطاليا من الفاشية والنازية خلال الحرب العالمية الثانية، والمدفون بإحدى مقابر الفرنسيين بروما، فإذا بشاب إيطالي يقترب ويوجه العديد من اللكمات والركلات للضحية، الذي جرى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى أمبيرتو الأول، حيث أسلم الروح لبارئها متأثرا بالجروح التي أصيب بها خاصة في الرأس. وكان ويدجي نييري، نائب رئيس مقاطعة روما، أعلن، من جهة أخرى، عن أسفه لهذا الحادث المفجع قائلا "لقد تألمنا للحادثة الخطيرة المفجعة، التي وقعت بمحطة تيرميني، حيث لقي رجل مغربي حتفه، بعد تعرضه لاعتداء وحشي من أحد الشباب الإيطاليين".