أفادت مصادر من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن الحصيلة الأولية للحريق، الذي اندلع مساء السبت الماضي، بغابة أمسكرود، شرق مدينة أكادير، تجاوزت 250 هكتارا من المساحات الغابوية، المكونة أساسا من أشجار العرعار والأركان والزيتون البري. ذكرت مصادر جمعوية من المنطقة أن الحريق أدى إلى انتشار الهلع وسط ستة دواوير نقل أغلب سكانها أمتعتهم على الدواب وغادروا الموقع إلى مناطق بعيدة. وقال فؤاد عسالي، رئيس حماية الغابات بالمندوبية السامية، لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه "إلى حدود العاشرة ليلا من يوم أول أمس الأحد تعرض ما يزيد عن 250 هكتارا من الغابة للإتلاف"، وأن أزيد من 290 شخصا كانوا يقاومون ألسنة النيران الليلة نفسها بعين المكان". وذكر عسالي أن عمليات التدخل البري، التي أطلقتها، ليلة السبت الماضي، فرق من مصالح الوقاية المدنية، والقوات المساعدة، والمياه والغابات، والسلطات المحلية والدرك الملكي، والسكان، تواصلت طيلة الأحد الماضي بتدخلات جوية لطائرتين من طراز "كنادير" تابعتين للقوات الجوية الملكية كانتا تتزودان بالماء، انطلاقا من سد عبد المومن. من جهته، قال رشيد فاسح، رئيس جمعية "بييزاج للبيئة"، في اتصال مع "المغربية"، إن الحريق شب حوالي الثامنة من ليلة السبت الماضي، وأتى على العديد من الهكتارات من أشجار الأركان، والعرعار، والخروب بالغابات التابعة لجماعة امسكرود القروية بعمالة اكادير ادوتنان. وذكر فاسح أن سكان دواوير اكني، وتاكوشت، وأمسكرود، أصيبوا بالهلع، ونقل عدد منهم أمتعتهم وأبناءهم على الدواب، وغادروا المنطقة. ووجدت فرق التدخل صعوبة كبيرة في بلوغ أماكن الحريق، يضيف فاسح، نظرا لوعورة المسالك، والمنحدرات بهذه المناطق الجبلية، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الملكية استعملت طائرتين لإخماد الحريق تبلغ حمولتهما ستة أطنان من الماء. وذكر أنه جرت تعبئة عناصر مهمة لإخماد هذا الحريق المهول، أغلبها من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية والمتطوعين من السكان. وتوقع فاسح أن تكون أسباب الحريق راجعة إلى عوامل بشرية، إذ يمكن أن يشتعل بسبب انتشار مربي المناحل والرعاة ومستغلي خشب الأركان لإنتاج الفحم. ومن شأن التحقيق الذي فتحته المصالح الأمنية المختصة أن يكشف عن الأسباب الحقيقية لاشتعال هذا الحريق.