أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، محمد لوليشكي، أمس الثلاثاء بنيويورك، أن المغرب "يعلق آمالا كبرى" على المبادرة الأمريكية الرامية إلى استئناف المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية. أبرز السفير، في مداخلة له، خلال جلسة عمومية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حول قضية الشرق الأوسط، أن المغرب "يشيد ويدعم المبادرة الأمريكية التي تعلق عليها المملكة آمالا كبرى بهدف خلق الظروف الملائمة لاستئناف حقيقي وجاد للمفاوضات من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع في الشرق الأوسط". وذكر الدبلوماسي المغربي بأن هذا النقاش يجري في ظرفية خاصة تتسم بالجهود التي تبذلها الادارة الأمريكية بهدف إعطاء دينامية للمفاوضات بين الطرفين، مما مكن من الوصول إلى اتفاق مبادئ لإحياء مسلسل السلام الذي تم تجميده لأزيد من ثلاث سنوات. وفى هذا السياق، دعا إسرائيل إلى البرهنة عن الإرادة السياسية والعزم التام من أجل الاستفادة من هذه الفرصة التي قد تكون الأخيرة لإنقاذ رؤية الدولتين. واعتبر أنه يتعين على الطرفين "اغتنام هذه الفرصة من أجل استئناف المفاوضات والبناء على المكتسبات المتراكمة من أجل إنجاح المفاوضات". وأعرب لوليشكي"عن تفاؤل حذر، نظرا للصعوبات التي يتحتم على الطرفين، الفلسطيني والاسرائيلي، تجاوزها"، معبرا عن أمله في أن "يتحلى كل منهما بإرادة سياسية وعزيمة قوية للتمهيد للمفاوضات والاستمرار فيها وتفادي كل ما من شأنه أن يعرقلها أو يعقدها". وأكد بهذا الخصوص، أن الجانب العربي وخاصة فلسطين برهنت على "مستوى عال من المسؤولية" و"إرادة سياسية قوية" من أجل العمل على تحقيق السلام في المنطقة، خصوصا عبر المبادرة العربية للسلام. وأعرب عن أمله في أن تنخرط إسرئيل في هذه الدينامية وتسهم في تقدمها ونجاحها عبر أعمال ملموسة، خاصة وقف الاستيطان واحترام الإرادة الدولية بحل الدولتين. وقال لوليشكي إن استمرار إسرئيل في بناء المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدس الشريف، وتوسيعها "يتعارض" مع مبدأ المفاوضات، و"يضرب في الصميم" عملية السلام، مدينا المحاولات الاسرائيلية المتعددة الرامية إلى تهويد الأماكن المقدسة وتغيير هويتها كمدينة للتعايش بين الديانات السماوية الثلاث. وقد عبر المغرب، غير ما مرة، من منطلق المسؤوليات التي يضطلع بها جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، عن شجبه لهذه الاجراءات، ودعوته لهذا المجلس والقوى النافذة فيه لحمل إسرائيل على احترام قرارات هذا المجلس وعدم المس بحقوق المسلمين والمسيحيين في الأماكن المقدسة لديهم. واعتبر أن التحضير لاستئناف المفاوضات يجب أن تصاحبه خطوات حسن النية تسهم في خلق ظروف إنجاحه، "ولعل أهم هذه الخطوات رفع الحصار على فلسطينييغزة، الذين هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين". كما اعتبر أن تحقيق المصالحة وتوحيد الصفوف الفلسطينية لا يكمن إلا أن يخدم قضية السلام وتعزيز سلطة المفاوضين عن الجانب الفلسطيني. وتأسف لوليشكي "لمرور 65 سنة على اعتماد الجمعية العامة للقرار 181، الذي أسست فيه الأممالمتحدة لمبدأ الدولتين. 65 سنة شهدت صراعات وحروبا عانت منها كل شعوب المنطقة، غير أن الشعب الفلسطيني أدى أغلى الثمن وقاسى، ومازال، مرارة التشتت والحرمان والتنكر لأبسط حقوقه الإنسانية والوطنية"، مؤكدا أن تحقيق رؤية الدولتين يستوجب تواجد رؤية موحدة للسلام لدى الطرفين. وهي رؤية، يضيف لوليشكي، تعلو عن الظرفيات وتتحرر من الحسابات الضيقة وتجعل المصلحة المشتركة للشعبين واستقرار المنطقة في صلب مشروع وطني لسلام حقيقي عادل ومنفتح على المستقبل. ويستدعي تحقيق هذه الرؤية، بحسبه، وفاء المجموعة الدولية بالتزاماتها إزاء الشعوب العربية، وخاصة الشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف، وتمكين سورية ولبنان من استرداد أراضيهما المحتلة من طرف إسرائيل.