اختتمت، مساء أول أمس الأحد، بقصر البديع التاريخي بمدينة مراكش، الدورة الثامنة والأربعين من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، بسهرة فنية أبدعت من خلالها حوالي 21 فرقة فلكلورية، تمثل مختلف الأقاليم المغربية، بعطائها الموسيقي والاستعراضي. ونجحت الفرق الفلكلورية المشاركة في دورة هذه السنة، التي نظمت على مدى خمسة أيام تحت شعار "المرأة والفنون الشعبية"، في تقديم سهرة مميزة حركت جنبات فضاء قصر البديع، تجاوب معها الجمهور، وأدتها الفرق التراثية المشاركة في لوحات فنية جميلة. وعاش الجمهور، الذي حج إلى المسرح الملكي، الذي يذكر مشهده الهندسي الخارجي بمسارح اليونان القديمة، لحظات مميزة من الغناء والموسيقى، لأزيد من عشر فرق موسيقية، من بينها العيطة الجبلية، والرايسة فاطمة تاشكوتك، والفرقة الكورية "دوكوانداي"، ومجموعة فلامنكا استيفانيا كويفاس، والفرقة الموسيقية باربيس من فرنسا، التي تمكنت من استقطاب جمهور كبير بفضل أساليبها الموسيقية المتميزة. وتضمن برنامج الدورة 48 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، المنظمة من طرف مؤسسة مهرجانات مراكش، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، عروضا فنية للأهازيج الشعبية، ورقصات فلكلورية وموسيقية تراثية من مختلف مناطق المغرب. وحسب اللجنة التنظيمية، فإن المهرجان أصبح يشكل حدثا فنيا متميزا وموعدا سنويا يسعى إلى الاحتفال بالتراث الفلكلوري المغربي، من أجل المحافظة على استمرار إشعاع التراث الشفهي داخل التنوع الثقافي، مؤكدين أن عمل مؤسسة مهرجانات مراكش مرتبط برهانات أخرى ذات أهمية كبرى، تستلزم العمل على الأمد البعيد، للحفاظ على الفنون الشعبية كتراث ثقافي لامادي يتصدر الواجهة بغناه وإبداعاته، وإعادة تقييم المهرجان الوطني للفنون الشعبية، باعتباره أقدم مهرجان بالبلاد. وانطلق مهرجان فلكلور مراكش، الذي حمل لاحقا اسم المهرجان الوطني للفنون الشعبية، في عهد الملك الراحل محمد الخامس، بتاريخ 21 أبريل 1960، ليصبح أول وأقدم ملتقى ثقافي وفني ذائع الصيت بالبلاد، وفضلا عن طول مدته، يعتبر الوحيد من نوعه الذي باستطاعته استقطاب وتقديم 300 فنان في أمسية واحدة وعلى المنصة نفسها.