نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن خالد الخطيب، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة قوله إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 261 آخرون في اشتباكات دارت، ليل أول أمس الاثنين، في وسط القاهرة وفي محافظة الجيزة. أنصار مرسي الرئيس المعزول يواصلون اعتصامهم (خاص) وتحولت احتجاجات لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى العنف، بعد أن قالت وزارة الداخلية في بيان إن المتظاهرين عطلوا المرور في ميدان رمسيس ما اضطر الشرطة إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. لكن شهود عيان قالوا إن الشرطة استخدمت أيضا طلقات الخرطوش ضد المحتجين، الذين أغلقوا ميدان رمسيس وأثاروا غضب سائقي السيارات وتجار وباعة جائلين وسكان تطل بيوتهم على الميدان الذي توجد به. من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية الأمريكي وليام بيرنز، أول أمس الاثنين، إن الولاياتالمتحدة لن تقف في صف أي طرف في مصر في محاولة لمعالجة مخاوف طرفي الانقسام السياسي. وبيرنز هو أكبر مسؤول أمريكي يزور مصر، منذ أطاح الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. وتشمل الزيارة لقاءات مع زعماء البلاد الانتقاليين وقادة الجيش وكبار رجال الأعمال. وشدد المسؤول الأمريكي في إفادة أدلى بها في سفارة بلاده بالقاهرة على أن المصريين لا الولاياتالمتحدة هم الذين سيوجهون البلاد إلى حكم مدني. وعزل الجيش مرسي في الثالث من يوليوز، بعد أن خرج ملايين المصريين إلى الشوارع للمطالبة بتنحيه عن السلطة. وأدانت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي تلك الخطوة ووصفتها بأنها انقلاب وتنظم احتجاجات حاشدة منذ ذلك الحين. وقال بيرنز "نحن لا نقف إلى جانب أي شخصيات أو أحزاب بعينها. أنا لا أحمل معي حلولا أمريكية ولم آت لأنصح أحدا. لن نحاول فرض نموذجنا على مصر". كما ذكر أنه لا يعتقد أن مصر تسير على درب سوريا نحو حرب أهلية شاملة رغم أعمال العنف التي تخللت مظاهرات أنصار مرسي ومعارضيه، والتي سقط فيها عشرات القتلى. وقال "لا أعتقد أن مصر تواجه خطر تكرار المأساة التي نشهدها في سوريا اليوم". ودعا بيرنز الجيش إلى الامتناع عن أي اعتقالات بدوافع سياسية بعد صدور أوامر من النيابة بالقبض على عدد من كبار الإسلاميين منهم قياديون في جماعة الإخوان المسلمين. ويحتجز مرسي في مكان غير معلوم منذ عزله. وقال المسؤول الأمريكي "إذا اعتقل ممثلون لبعض من أكبر الأحزاب في مصر أو استبعدوا فكيف يمكن أن يجري حوار أو تحدث مشاركة؟ على صعيد آخر، تحولت أيام رمضان بالنسبة للإسلاميين إلى مناسبة للاعتصام، فالمواطن مراد محمد محمود وهو موظف مصري كان يدخر المال لأداء فريضة الحج، لكنه يستخدم الأموال الآن للسماح لأسرته بالانضمام لاعتصام بدأ قبل نحو ثلاثة أسابيع بالقاهرة لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. وأوقف محمود و39 من أقاربه ومئات الأسر المصرية سير حياتهم للانضمام للاعتصام في ميدان رابعة العدوية، الذي يطل عليه مسجد بالاسم نفسه في شمال شرق العاصمة المصرية. ويقول المعتصمون إنهم سيبقون في الميدان حتى إعادة مرسي إلى منصبه. وقال محمود (51 عاما) وقد جلس القرفصاء في الشارع بين صفين من الخيام التي يأوي إليها المعتصمون من الشمس الحارقة وينامون فيها "لو ابني عايز يدعو أي حد أهلا بيه". وأضاف "دا شهر كريم. دا رمضان". ويلهو أطفال بسيوف مقلدة. ويرش شاب الماء من زجاجة على معتصمين لإنعاشهم. وتفتح فتاة رسائلها الإلكترونية من جهاز كمبيوتر محمول قرمزي اللون. وأحيانا يبدو اعتصام رابعة كأنه معسكر صيفي عملاق. وفي أحيان أخرى يموج بالغضب. ويحتشد آلاف المحتجين في الموقع الذي كان في العادة تقاطع طرق مزدحما. وفي المساء يرتفع عددهم إلى عشرات الآلاف بعد نهاية يوم العمل وتناول إفطار رمضان. وأصبح مشهد الاعتصام رمزا قويا لجماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها مرسي.