لأول مرة في تاريخه، سيشارك المنتخب الوطني المغربي للمحليين لكرة القدم في نهائيات أمم إفريقيا للمحليين بجنوب إفريقيا 2014، بعدما فشل في الحضور خلال النسختين الماضيتين، اللتين فاز بلقبهما على التوالي منتخبا الكونغو، وتونس. (سوري) واستطاع المنتخب المغربي بلوغ الحدث القاري عقب تعادله، أول أمس السبت، أمام المنتخب التونسي بدون أهداف في مباراة الإياب، التي جمعت بينهما على أرضية الملعب الدولي بمدينة طنجة. وكان المنتخب المغربي نجح في العودة بفوز مهم بهدف نظيف من قلب سوسةالتونسية، خلال مباراة الذهاب، التي جرت نهاية الأسبوع الأخير، وبالتالي يكون الأسود المحليين أخرجوا بطل كأس الأمم الإفريقية للمحليين. وعبر المدرب رشيد الطاوسي عن سعادته الكبيرة بتحقيق الإنجاز التاريخي، وقال، في تصريحات لوسائل الإعلام، إن التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين لم يكن صدفة، بل مستحقا، بعد نتيجة الفوز بسوسة بهدف دون رد، والأداء القتالي للاعبين في مباراة الإياب". وهنأ المدرب رشيد الطاوسي، الذي سجد على أرضية ملعب طنجة، عقب الإعلان عن تأهل المنتخب المغربي ل "الشان"، اللاعبين على هذا الإنجاز الأول من نوعه، مشيدا باستماتتهم وتفانيهم في الدفاع عن سمعة الكرة المغربية. وأكد مدرب الأسود المحليين أن المنتخب الوطني كان بإمكانه أن يزكي فوزه في مباراة الذهاب بسوسة، لو لم يتعاضى حكم المباراة، الإثيوبي تيسيما، عن ضربة جزاء، لولا ضياع مجموعة من الفرص السانحة للتسجيل بسبب تسرع المهاجمين، قائلا "كنا الأكثر تنظيما على رقعة الميدان، حيث تحكمنا في وسط الملعب، رغم تهديدات لاعبي تونس لمرمانا في بعض الأحيان، إلا أنه بفضل قتالية لاعبينا تمكنا من الوقوف سدا منيعا في وجه المحاولات الصعبة". وشهدت المباراة سيناريو مخالفا للتوقعات، حيث كانت الأفضلية لأشبال المدرب نبيل معلول، الذين خلقوا الكثير من الفرص المهمة خلال الجولة الأولى، معتمدين على الثلاثي الهجومي المهيرسي، وبن يوسف والدربالي، لكن المنتخب المغربي، بقيادة الحارس أنس الزنيتي، عرف كيف يتعامل مع ضغط التونسيين، وأنهى الشوط الأول بتعادل سلبي. خلال الشوط الثاني، وواصل المنتخب التونسي النهج التكتيكي ذاته، وخلق فرصا مهمة للتسجيل، منها محاولتان في الدقيقتين 55 و59 عبر اللاعبين الدربالي، وفخر الدين. وتوجت السيطرة التونسية ببلوغ مرمى الحارس أنس الزنيتي عبر ضربة خطأ مباشرة، إلا أن الحكم رفضها بداعي التسلل. واضطر المدرب رشيد الطاوسي إلى إحداث تغييرات على تشكيلته الأساسية للحد من اندفاع التونسيين، وأدخل بامعمر مكان لمباركي، وصلاح الدين عقال عوض يوسف القديوي، وختمها بالدفع بورقة لاعب الدفاع الحسني الجديدي، زكرياء حدراف مكان عبد الإله الحافيظي، لاعب الرجاء البيضاوي. ونجح هذا التصور التكتيكي الجديد للمنتخب المغربي في انتعاشة خط الهجوم، إذ شهدت آخر ربع ساعة الأخيرة سيطرة مغربية، وأولى المحاولات من تسديدة قوية للبديل حدراف حولها الحارس التونسي فاروق بن مصطفى، في الدقيقة 76، إلى ضربة زاوية، قبل أن يضيع البديل الثاني صلاح الدين عقال، في الدقيقة 79، محاولة حقيقية للتسجيل بعد انفراده بالحارس. وتغاضى الحكم الإثيوبي عن ضربة جزاء صحيحة للمنتخب المغربي، بعدما توغل اللاعب صلاح الدين داخل معترك التونسيين، وحاول تمرير الكرة التي ارتطمت باليد اليمنى لأحد المدافعين. ودخل المنتخب المغربي بتشكيلة مغايرة لمباراة الذهاب، فرضها الطرد الذي تعرض له كل من محمد أبرهون، وصلاح الدين السعيدي، إذ دفع المدرب رشيد الطاوسي بلاعب الوداد البيضاوي، سعيد فتاح، وعبد الصمد لمباركي في خط الوسط. وانتهت المباراة بدون غالب أو مغلوب، ما رجح كفة المنتخب المغربي باحتساب نتيجة مباراة الذهاب بسوسة، وبالتالي تأهل إلى نهائيات النسخة الثالثة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين في كرة القدم (الشان)، المقررة بجنوب إفريقيا، على حساب بطل الدورة الماضي، التي جرى تنظيمها بالسودان.