محمود الإدريسي صاحب الصوت الشجي، الذي أعطى نكهة خاصة للموشحات، والأغنية المغربية العصرية، واستطاع أن يؤسس تجربة فنية مغربية صرفة باختيار كتاب كلمات أغانيه وألحانه، وأن يأسر بصوته القوي الممزوج بنبرة دافئة معجبيه، من المغاربة والعرب، يفتح قلبه ل"المغربية"، ليتحدث عن ساعات سعيدة من حياته. الحلقة السابعة الفنان المغربي محمود الإدريسي بعدما انتهيت من تلحين "ساعة سعيدة" قررت غناءها في أول حفل أشارك فيه، وشاءت الصدف أن استدعيت للغناء في سهرة عمومية ببني ملال رفقة عبدالوهاب الدكالي وفنانين آخرين، وفور تأديتي بعض الأغاني التي طلبها الجمهور، أخذت الكلمة واقترحت أداء أغنية جديدة لم تسمع من قبل في إشارة إلى "ساعة سعيدة" لاكتشاف مدى تفاعل الجمهور معها، والتأكد من قدراتي اللحنية، "فعند الامتحان يعز المرء أو يهان". وبعد أدائي للمقطع الأول من الأغنية تفاجأت بتفاعل الجمهور، الذي ظل يردد كلماتها رغم أنه لم يسمعها من قبل، وبحماس فني كبير لم أشعر به من قبل أديت "ساعة سعيدة" وعند انتهاء وصلتي الغنائية سألني الفنان عبد الوهاب الدكالي "شكون اللي لحن ليك هاذ الأغنية أسي محمود"، فأجبته إنها من ألحاني، فرد قائلا إنها أغنية ناجحة وستعيش طويلا. حققت "ساعة سعيدة" النجاح منذ اللحظة الأولى من إطلاقها، وأعتقد أن الجمهور ما زال يتعامل مع الأغنية بالحماس نفسه إلى يومنا هذا، بدليل أنها مازالت تردد في جميع المناسبات السعيدة، خصوصا الأعراس، للقيمة الفنية التي تحملها كلماتها، ولموسيقاها الرشيقة. وبخصوص علاقته بالراحل مصطفى بغداد صاحب كلمات "ساعة سعيدة" يقول الإدريسي بعد نجاح الأغنية تقوت علاقتي بالراحل مصطفى بغداد، الذي كنت تعرفت عليه سنة 1968، وبدأنا العمل سويا، من خلال أغنية "صبر يا قلبي"، كما تعاملت معه في أغنية "الحمد لله" التي غنتها لطيفة رأفت وأغنية "حاروا في أمري" وأغنية "رسالة سلم" التي أدتها الراحلة رجاء بلمليح، فضلا عن عشرات الأغاني التي لحنتها وغنيتها بصوتي. دافع مصطفى بغداد عن إرساء إطار قانوني ونظام خاص للفنانين٬ ودعم الإنتاج الفني، كما انخرط بقوة في مضمار النهوض بالأغنية المغربية بمختلف أبعادها الإنتاجية والتوثيقية والمؤسساتية٬ فضلا عن معركته في مواجهة القرصنة. واعتبر محمود الإدريسي أن رحيل مصطفى بغداد ترك فراغا كبيرا في الساحة الفنية والإبداعية بالمغرب لأن الرجل كان مثقفا وذا كفاءة عالية في التأليف والكتابة في مجال الأغنية والمسرح المغربي، الذي كرس له بحوثه، وألف فيه ملحمتين ناجحتين هما "فلسطين"٬ و"الله على المغرب".