محمود الإدريسي صاحب الصوت الشجي، الذي أعطى نكهة خاصة للموشحات، والأغنية المغربية العصرية، واستطاع أن يؤسس تجربة فنية مغربية صرفة باختيار كتاب كلمات أغانيه وألحانه، وأن يأسر بصوته القوي الممزوج بنبرة دافئة معجبيه، من المغاربة والعرب، يفتح قلبه ل"المغربية"، ليتحدث عن ساعات سعيدة من حياته. الحلقة السادسة الفنان المغربي محمود الإدريسي عن ذكرياته مع أغنية "ساعة سعيدة" ومحاولاته الأولى لدخول مجال التلحين، يقول محمود الإدريسي إن "ساعة سعيدة هي أول أغنية ألحنها بشكل احترافي، وبها دخلت مجال التلحين الذي اعتبره من أصعب المجالات الفنية، ورغم أنه كانت لدي محاولات في التلحين منذ سنة 1977، إذ لحنت حوالي 8 قطع أثناء زيارتي للخليج العربي في إطار جولة فنية". ويواصل "في تلك الفترة طلب مني مسؤولون من إذاعتي السعودية والكويت أن أسجل بعض الأغاني، وبالفعل لحنت "أنا والليل والقيتارة" و"الصبر دواها" وأغاني أخرى، وسجلتهما رفقة فرقة أم كلثوم برئاسة أحمد الحفناوي، ورغم أن هذه الألحان لاقت نجاحا مهما في الخليج، إلا أنني لم أعاود التجربة مرة أخرى، واكتفيت بالغناء من ألحان الآخرين حتى نهاية 1983، حيث فوجئت بإذاعة أغنية كنت سجلتها مع الراحل عبد القادر الراشدي بصوت فنان آخر، عندها قررت الاعتماد على نفسي. في سنة 1984، شاءت الصدف أن أشارك رفقة الراحل مصطفى بغداد في سهرات الأقاليم وكانت وجهتنا الأولى مدينة السعيدية، استقللنا القطار المتجه نحو وجدة، وحجزنا مقصورة خاصة، لتجنب عناء السفر. ومع انطلاق القطار قال الراحل مصطفى بغداد "والله إلا ساعة سعيدة هادي للي جمعتنا" فتدخلت وقلت له لم لا تكتب أغنية تبتدئ بساعة سعيدة، فرد علي قائلا "ساعة سعيدة ما تباع بأموال" فقلت له "تبارك الله عليك هي هديك" وتابع منشدا ضوى المكان والفرحة تهني البال بان حبيبي يلالي سحر وجمال الحبيب ديالي غير أنا شفتك قلبي ارتاح يا سلام حلات العشرة وتوالفنا فرحي سعدي زيانت ليام متعني بالنظر متعني بالسمر حديثك آية ونشوة يسعد أنغام الوتر وينور دنيا الهوى ساعة سعيدة ما تباع بأموال. ومن هنا انطلق مشروع الأغنية، فشرعت في البحث عن لحن مناسب طيلة الرحلة، التي كانت ممتعة بكل المقاييس. وبعد وصولنا إلى السعيدية واصلنا كتابة وتلحين الأغنية وفي غضون ثلاثة أيام ظهرت ملامحها وانتهينا من المقطع الأول والثاني، وبعد عودتنا إلى الدارالبيضاء وضعنا اللمسات الأخيرة للأغنية. بعد الانتهاء من تلحين الأغنية قررت غناءها في أول حفل أشارك فيه، وشاءت الصدف أن أغني في سهرة ببني ملال رفقة عبد الوهاب الدكالي وفنانين آخرين، وفور تأديتي لبعض الأغاني التي طلبها الجمهور، أخذت الكلمة واقترحت أداء أغنية جديدة لم تسمع من قبل في إشارة إلى "ساعة سعيدة" لاكتشاف مدى تفاعل الجمهور معها، والتأكد من قدراتي اللحنية، "فعند الامتحان يعز المرء أو يهان".