تشهد مدينة مراكش وضواحيها، منذ أيام عدة، موجة من الحرارة المرتفعة تجاوزت في بعض الأحيان 47 درجة وهذا ما يضطر سكانها، وزوارها إلى تغيير عاداتهم من أجل إيجاد الوسيلة الملائمة لتلطيف الجو والتخفيف من أثر الحرارة، التي تجعل شوارع المدينة شبه خالية طيلة ساعات النهار، في الوقت الذي يضطر عدد منهم إلى استعمال بخاخات المياه الباردة، ما ساهم في انتعاش تجارة الرشاشات البلاستيكية في مختلف الأحياء الشعبية وشوارع المدينة الحمراء. ويشكل موسم الصيف بمدينة مراكش مناسبة للرواج التجاري، خاصة لدى بائعي المكيفات الهوائية والمروحات. مع غروب شمس كل يوم وطيلة ساعات الليل٬ تتحول المدينة الحمراء، بفضل سحرها وألوانها ونفحات أزهار النباتات٬ إلى ملاذ لاستقبال آلاف الأشخاص، الباحثين عن الفضاءات المتميزة والمتوفرة أيضا على أجواء الترفيه والتسلية٬ من أجل قضاء أوقات ممتعة، خاصة بالفضاءات الخضراء والحدائق٬ استعدادا ليوم آخر حار. وتحولت الحدائق والفضاءات الخضراء إلى وجهة مفضلة للمراكشيين الباحثين عن الهواء "البارد" والخضرة المنعشة، وأماكن للالتقاء بين الأصدقاء والأقارب والأسر، التي لم يسعفها الحظ لقضاء العطلة الصيفية بإحدى المدن الساحلية، هروبا من أشعة شمس مراكش الحارقة. وتشهد هذه الفضاءات الخضراء، التي تشكل المتنفس الحقيقي للمدينة، وفضاء للاستراحة والترويح عن النفس والاستمتاع بالنسمات العليلة، إقبالا كثيفا من طرف الزوار مساء كل يوم بعد غروب الشمس وإلى وقت متأخر من الليل. وشكلت مختلف الفضاءات الخضراء بكل من شارع محمد السادس والمجاورة لحدائق المنارة و"غابة الشباب" وبشارع علال الفاسي وباب دكالة، بالإضافة إلى "واحة الحسن الثاني" بحي سيدي يوسف بن علي، أماكن مفضلة لسكان مدينة سبعة رجال، بحثا عن رطوبة الجو والاستمتاع بجمال الطبيعة، لتبادل الآراء حتى وقت متأخر من الليل، أو المشاركة في لعب الورق أو الشطرنج، تتخللها فترات لاحتساء القهوة أو شرب كؤوس من الشاي وتناول مأكولات خفيفة. وشكلت الفضاءات الخضراء فرصة لمجموعات من الشباب عشاق التراث الشعبي المراكشي، لاصطحاب آلات موسيقية تقليدية لعزف أغان شعبية مستوحاة من الفلكلور المراكشي، ما يساهم في إضفاء أجواء البهجة والسرور لدى زوار هذه الفضاءات، الذين يتجاوبون مع هذه الأنغام بشكل عفوي. وشهدت مدينة مراكش إحداث مجموعة من الحدائق الجديدة والمساحات الخضراء، وتهيئة بعض الحدائق العامة على غرار الحدائق التاريخية كأكدال باحماد، الذي تبلغ مساحته الإجمالية 11 هكتارا، والذي تكفل به القطاع الخاص بغلاف مالي قدر ب18 مليون درهم. وتبلغ المساحة الإجمالية للفضاءات الخضراء بمدينة سبعة رجال حوالي 350 هكتارا، دون احتساب مجالات خضراء أخرى كواحة النخيل (10 آلاف هكتار)، وحدائق أكدال (500 هكتار)، وحدائق المنارة (80 هكتارا).