أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الخميس بالحسيمة، على إطلاق وتدشين مشاريع هامة تروم تطوير الملكات الرياضية والفنية لدى الأطفال والشباب، ومحاربة الانحراف والهدر المدرسي، وتعزيز تجهيزات القرب، وتلبية حاجيات الطبقات الوسطى والأسر ذات الدخل المحدود من حيث السكن. تتماشى هذه المشاريع مع الجهود المباركة لجلالة الملك، حفظه الله، من أجل تعزيز أوراش العمل الاجتماعي، وتحفيز التنمية البشرية وتعزيز البنيات التحتية الأساسية. وهكذا، أشرف جلالة الملك على تدشين المركب السوسيو- رياضي لأجدير (6 ملايين درهم)، ودار للشباب وملعب رياضي للقرب بجماعة آيت يوسف أوعلي (6ر3 مليون درهم)، ومركبا سوسيو- رياضيا بحي ربيعة بإيمزورن (6 ملايين درهم)، ومركبا سوسيو- رياضيا بحي الأول ببني بوعياش (2 مليون درهم)، تم إنجازها في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الشباب والرياضة. وتوجد مشاريع مماثلة في طور الإنجاز بجماعات أخرى تابعة للإقليم. ويتعلق الأمر بمشاريع إعادة تهيئة الملعب البلدي وبناء المركب السوسيو- رياضي "آيت موسى أوعمار" بجماعة إيمزورن، والمركبين السوسيو- رياضيين للقرب بكل من الحسيمة وإيزمورن، ومخيم الاصطياف بأجدير، وملاعب للقرب (كرة القدم المصغرة) ببني حذيفة وتارجيست، والملعب البلدي "آيت فارس" ببني بوعياش. وتعكس هذه المشاريع السوسيو- رياضية الطابع المنفتح والدائم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هذا الورش الملكي الذي عرف، برسم الفترة الممتدة ما بين 2011 و2013، برمجة 166 مشروعا بالحسيمة، وذلك بغلاف مالي إجمالي قدره 70ر138 مليون درهم ساهمت فيه المبادرة بما قدره 16ر64 مليون درهم. وتندرج هذه المشاريع التي يستفيد منها أزيد من 81 ألف و800 شخص، في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الأربعة، وهي برنامج محاربة الفقر في الوسط القروي، وبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري، وبرنامج محاربة الهشاشة والبرنامج الأفقي. من جهة أخرى، رصدت استثمارات بقيمة 97ر405 مليون درهم لتنفيذ برنامج التأهيل الترابي المندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الحسيمة. ويروم هذا البرنامج، الذي يهم 26 جماعة قروية، النهوض بظروف عيش سكان المناطق الجبلية المعزولة وصعبة الولوج، وتقليص الفوارق في مجال الولوج إلى البنيات التحتية الأساسية، ولتجهيزات وخدمات القرب، إلى جانب إدماج السكان المستهدفين في الدينامية التي أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما أشرف جلالة الملك، أيده الله، على إعطاء انطلاقة إنجاز مشروع بناء 315 سكنا اجتماعيا (250 ألف درهم للوحدة)، وذلك في إطار القطب الحضري الجديد "سيدي عابد" بالحسيمة، باستثمار إجمالي قدره 77 مليون درهم. ويهم هذا المشروع الذي سينجز في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، على مساحة إجمالية قدرها 10 آلاف متر مربع، بناء 15 مجمعا من الشقق تشمل في المجموع 315 وحدة سكنية، ومركبين تجاريين للقرب، ومكتبين لاتحاد الملاك، ودار للشباب، ومواقف للسيارات، إلى جانب تجهيزات أخرى (فضاءات خضراء، ومعابر للراجلين). ويعكس هذا المشروع المندمج، الذي يعد ثمرة شراكة بين مجموعة "العمران" وشركة "أريف إسكان"، والذي سيتم الانتهاء من أشغال إنجازه في أجل 12 شهرا، العناية الموصولة التي يحيط بها جلالة الملك الطبقات الوسطى والأسر ذات الدخل المحدود، عبر تمكينهم من الولوج إلى سكن لائق وبشروط تفضيلية. كما سيعطي دفعة قوية لسياسة محاربة السكن غير اللائق إلى جانب تنويع العرض السكني. ويشكل هذا المشروع جزءا مندمجا ضمن القطب الجديد سيدي عابد، الذي سيقام على مساحة إجمالية قدرها 53 هكتار، وسيشتمل عند الانتهاء من أشغال إنجازه على 99 قطعة لبناء خاصة بالفيلات، و58 بقعة (صنف سفلي+ 4 طوابق)، و179 بقعة (صنف سفلي+ 3 طوابق)، و87 بقعة (صنف سفلي+ 2 طوابق)، وسبعة قطع مخصصة للسكن الاجتماعي فضلا عن 30 مرفقا اجتماعيا واقتصاديا. وسيمكن القطب الحضري الجديد سيدي عابد، والذي رصد له غلاف مالي قدره 459 مليون درهم، بالنسبة للسنوات القادمة، من بلوغ تعمير متوازن كفيل بوضع حد للسكن غير اللائق، وتخفيف الضغط على مدينة الحسيمة، ولاسيما طرح منتوج سكني يتلاءم مع حاجيات جميع الشرائح الاجتماعية في السوق، خاصة الشرائح ذات الدخل المتوسط. وهكذا فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والسكن الاجتماعي بقيمة 250 ألف درهم للوحدة وبناء المراكز السوسيو- رياضية للقرب، كلها برامج تروم تحسين ظروف عيش السكان، ومحاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي. وبهذه المناسبة، قام صاحب الجلالة، أيده الله، بزيارة فضاء مخصص للتعاونيات النسوية، قبل إشراف جلالته على تسليم 20 دراجة نارية ثلاثية العجلات لفائدة الباعة المتجولين، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.