أحالت الشرطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بالخميسات، الأسبوع الماضي، المتهم عبد القادر(ب)، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بسلا، بعد متابعته من أجل تهمة "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد". وأفادت مصادر "المغربية" أن المتهم، وهو عازب، من مواليد سنة 1992، مهنته نجار، دخل في شجار مع الضحية، ويدعى (ج.أ)، أعزب، من مواليد سنة 1983، مهنته فلاح، داخل سوق الثلاثاء الأسبوعي، مضيفة أن الشجار بينهما سرعان ما تحول إلى جريمة قتل بشعة بعد أن سدد المتهم للضحية طعنات قاتلة بواسطة سلاح أبيض (مدية) فور توصلها بإشعار في الموضوع، انتقلت فرقة من الشرطة القضائية إلى المستشفى الإقليمي بالخميسات، حيث نقلت جثة الضحية، الذي فارق الحياة متأثرا بجراحه، إذ قامت بالمعاينة الأولية لجثته، التي تبين من خلالها أن حالة الوفاة ناتجة عن نزيف دموي داخلي في البطن ترتب عنه توقف القلب . وزادت المصادر قائلة إن عناصر الشرطة القضائية قامت بالعديد من التحريات وجمعت عددا من المعطيات بدءا من مسرح الجريمة، حيث انتقلت الشرطة إلى السوق الأسبوعي، وحلت بمكان الحادث حيث عاينت بقع دم متناثرة بالقرب من سوق محلات بيع الأسماك المقلية، قبل أن يتقدم شاب من تلقاء نفسه، وذكر أنه كان وقت الحادث يتناول طبقا من السمك وفجأة شاهد المتهم يتجه نحو الضحية، ويهاجمه بواسطة سلاح أبيض (مدية)، وأصابه في أول الأمر في مقدمة الرأس قبل أن يناوله طعنة أخرى على مستوى البطن. وبعد تدخل بعض الحاضرين لفض النزاع، لاذ المعتدي بالفرار وتوارى عن الأنظار تاركا وراءه الضحية مضرجا في الدماء قبل أن يتدخل والده بإطلاق نداء استغاثة، حيث حلت بعين المكان سيارة إسعاف نقلته إلى المستشفى الإقليمي. وأضافت المصادر ذاتها أنه بعد توصل عناصر الشرطة القضائية بمعطيات من طرف والد الضحية، انتقلت إلى مسكن عائلة المتهم، الموجود بدوار آيت كنون، الذي يبعد عن السوق الأسبوعي بحوالي 6 كيلومترات، حيث قامت بتطويقه، قبل أن تتأكد أن المتهم لم يلتحق به، وأنه ربما يوجد عند أحد معارفه بالخميسات . واستمرت التحريات للكشف عن مكان وجود المتهم، قبل أن يسلم نفسه بمساعدة أحد أقربائه، بعدما تيقن أن الضحية فارق الحياة متأثرا بجروحه قبل وصوله إلى المستشفى الإقليمي بالخميسات . وعند الاستماع إلى المتهم من طرف عناصر الشرطة القضائية، ذكر أنه كان يكتري غرفة من أب الضحية بمبلغ 200 درهم للشهر، منذ حوالي ثلاثة أشهر، وخلال الأيام الأخيرة حدث خلاف بينه وبين أبن المكتري (الضحية)، الذي طالبه بتسديد واجبات الكراء، وأن الضحية صب عليه جام غضبه ووجه إليه وابلا من السباب والشتائم، مستعملا كلمات نابية حطت من كرامته ومست رجولته، ولم يكف عن ذلك إلا بعد تدخل أحد الجيران، الذي نجح في فض النزاع، لكن الضحية طالبه بمغادرة الغرفة، ما جعله يجمع أغراضه وينسحب. وأضاف المتهم، في اعترافاته، أنه التقى الضحية مرة ثانية أثناء تجوله بالسوق الأسبوعي، حيث صادفه برواق بيع الأسماك وحاول تجاهله لتفادي عراك جديد بينهما، غير أن الضحية لم يتردد في استفزازه وشتمه من جديد، فنشب بينهما عراك جديد انتهى بتوجيه طعنات قاتلة للضحية بواسطة "مدية" كانت بحوزته . وأوضحت المصادر نفسها أن المتهم أحيل على أنظار النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بسلا، التي قررت إيداعه السجن المحلي بسلا "الزاكي"، في انتظار إحالة الملف على قاضي التحقيق لاستكمال الإجراءات القضائية، وإحالة الملف على الغرفة الجنائية.