فاق إقبال الجمهور على الحفلات الفنية، في اليومين الأخيرين لفعاليات الدورة 19 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة كل التوقعات وخاصة بساحة باب بوجلود، التي احتضنت، ليلة أول أمس السبت، الحفل الختامي المخصص لهذه المنصة، والذي أحياه حميد القصري إلى جانب مجموعة كريم زياد من الجزائروفرنسا. وقبل هذا الحفل كانت المنصة نفسها احتضنت، ليلة الجمعة، حفلا كبيرا أحيته مجموعة ناس الغيوان من المغرب والفنان الفرنسي "دومينيك A " من فرنسا. وفاق عدد الجمهور الذي تابع الحفلين الأخيرين بساحة باب بوجلود 30 ألف متفرج عن كل حفل، حيث غصت ساحة باب بوجلود الفسيحة بجمهور من مختلف الفئات العمرية ومن الجنسين، تفاعل مع العرضين بشكل كبير، وردد أغاني ناس الغيوان وحميد القصري، هذا الأخير أدى مجموعة من أغاني كناوة، رافقته في أدائها فرقة كريم زياد بالعزف على "الساكسفون" والآلات الوترية الكهربائية، كأغنية "السوداني" و"مولاي أحمد" و "للا عايشة" و"الله مولانا" و"حمودة"، فيما كانت مجموعة ناس الغيوان أدت لجمهور ساحة باب بوجلود مختارات من أشهر أغانيها ك"الصينية" و"يا النحلة يا شامة" "فين غادي بي خويا" و"أنا راني مشيت"، ولم تقدم المجموعة خلال الحفل أي أغنية من أغاني ألبومها الجديد "الكرمة". وكان الحفل الذي أحيته مجموعة ناس الغيوان اعتلى المنصة فيه قبلها الفنان "دومنيك A" ومجموعته، حيث قدم هذا الفنان الفرنسي المرموق، الذي يعد من أبرز نجوم الساحة الغنائية بفرنسا خلال العقدين الأخيرين، عددا من الأغاني الجميلة، وتمت برمجة مشاركة "دومنيك A" في فعاليات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، في إطار الموسم الثقافي فرنسا – المغرب 2013 بشراكة بين المركز الثقافي الفرنسي بفاس وإدارة مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، وكان "دومنيك A"، الشاعر والمغني، احتفل في غضون سنة 2013 بمرور 20 سنة على بداية مساره الفني الاستثنائي، حيث كان أصدر أول ألبوماته سنة 1992 تحت عنوان "la fossette "، الذي ترك بصمة في ساحة الغناء الفرنسي، وفتح الباب أمام العديد من الأسماء لتؤثث سماء الأغنية الفرنسية الآن. وتتميز أغاني "دومنيك A" بتجذرها في واقعها، وبألحانها الشجية التي ترافقها، بروعة النصوص الشعرية الدقيقة لهذا الفنان العاشق للكلمة، وقد لوحظ تفاعل "الجمهور الكبير" لساحة باب بوجلود مع السهرة التي شارك فيها "دومنيك A" نظرا للطابع الخفيف للموسيقى التي تعزفها مجموعته، فضلا عن اللحن الجميل واللغة الشعرية السهلة التي يستعملها هذا الفنان. وبالموازاة مع الحفلات الفنية التي احتضنتها ساحة باب بوجلود، عاشت ساحة باب الماكينة، خلال اليومين الأخيرين من عمر المهرجان، حفلات موسيقية وفنية كبرى، تابعها جمهور عريض، وخاصة من الأجانب الذين توافدوا على هذا الفضاء التاريخي، في سهرة الجمعة، لمتابعة حفل الفنانة "لايدي سميث" من الولاياتالمتحدةالأمريكية ومجموعة "غوسبيل إكسبرينس" من جنوب إفريقيا، حيث اكتشف الجمهور، من خلال هذا الحفل، ذلك المشروع الفني المتميز، الذي يقوده عازف قيثارة "الباص" "بيل البوذا ديكنز"، الذي يعد من أشهر الموسيقيين الأمريكيين السود. واستمتع جمهور هذا الحفل بطابق فني يجمع مغنية "الغوسبيل" الشهيرة في شيكاكو "لين فين" رفقة مجموعتها "فيفور" ومجموعة "لايدي سميث" الجنوب إفريقية، كما عرف هذا العرض الفني مشاركة الفنانة الكاليفورنية "باترسكوتش"، التي خصصت مشاركتها لأداء النمط الفني المعروف ب"البيتبوكس"، وقد أجمع الجمهور الذي تابع هذه السهرة على أن الحفل كان استثنائيا ومن بين أقوى الحفلات التي احتضنتها منصة باب الماكينة، أما حفل أول أمس السبت، بالمنصة ذاتها فقد خصص للفنانة الأمريكية "باتي سميث"، التي أتحفت الجمهور بأغانيها التي تدخل ضمن النمط الموسيقي "الروك" الصاخب. ولم تقتصر حفلات اليومين الختامين لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة على تقديم العروض الفنية بساحة باب بوجلود وساحة باب الماكينة، بل عاشت دار التازي بدورها، ليلية الجمعة، مع حفلة صوفية أحيتها مجموعة الطريقة العجيبية من طنجة، وبعدها اعتلت المنصة، ليلة أول أمس السبت، مجموعة الطريقة الوزانية من وزان، فيما توالى على منصة متحف البطحاء، خلال اليومين الأخيرين من عمر المهرجان، كل من الفنانة "فرنوساز عطلان" ومجموعة القدس من المغرب وفلسطين، فضلا عن مجموعة "لوكوار دي لابلانا" من فرنسا.