سيحتضن إقليم تاونات، أيام 14 و15 و16 يونيو الجاري، "مهرجان تاونات لفنون العيطة الجبلية"، في دورته الثانية بشراكة مع وزارة الثقافة وبتنسيق مع عمالة تاونات والمجلس البلدي للإقليم والعديد من فعاليات المجتمع المدني بتاونات. بلدية تاونات تأتي هذه التظاهرة في إطار تثمين التنوع الثقافي بالمغرب ونشر قيم الانفتاح والحوار والتبادل الثقافي والمعرفي، وكذا تطوير هذا المهرجان والارتقاء به إلى مصاف المهرجانات الوطنية الناجحة، حسب بلاغ من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة جهة تازةالحسيمة تاونات. من جهته، صرح حسن هرنان، المدير الجهوي لوزارة الثقافة، جهة تازةالحسيمة تاونات، أن تنظيم هذا المهرجان سيشكل دعامة أخرى من أجل رد الاعتبار لفن العيطة الجبلية، باعتباره تراثا فنيا وطنيا غنيا، كما ستساعد هذه التظاهرة على استمرارية هذا الصنف من الفنون، بما يحفظ خصوصياته كتراث أصيل. وأضاف حسن هرنان أن المهرجان هو مناسبة ملائمة لتسليط الضوء على فن العيطة والاعتناء عبره بالمواهب والطاقات الشابة في مجال هذا الفن الجبلي، ثم تشجعيها على العطاء والإبداع، إلى جانب البحث في جذور فن العيطة وما يرتبط به من عادات وتقاليد، ثم جعل المهرجان ملتقى سنوي لنخبة من أعلام العيطة الجبلية. في السياق ذاته، ذكر هرنان أنه من المنتظر أن يشهد انطلاق المهرجان تنظيم كرنفال شعبي كبير بمشاركة العديد من الفرق الفنية الشعبية والرياضية والجمعوية، الذي سيجوب مختلف شوارع مدينة تاونات وفرقة سمفونية جبلية تاوناتية تضم أزيد من 50 فنانا، ستؤدي بالمنصة الرسمية رقصة جبلية بآلات تقليدية محضة. كما سيشارك في هذا المهرجان بالإضافة إلى الفنانين المنتمين إلى مدن ومناطق بالمغرب، فرقة فلسطينية من مدينة عكا وأخرى إسبانية ذات صيت دولي في رقصة الفلامينجو، بالإضافة إلى مشاركة الفنانة حادة اوعكي، وسيكون للجمهور ومحبي فن العيطة الجبلية موعد مع فقرات هذا المهرجان بالفضاءات العمومية بمدينة تاونات. من جهة أخرى، قال محمد السطي، فاعل جمعوي بتاونات، إن الدورة الأولى لمهرجان فنون العيطة الجبلية عرفت مشاركة العديد من الفنانين والفرق التراثية أسهمت وبشكل كبير في نجاحها، كما جرى تكريم العديد من الفعاليات والرموز عرفانا بعطائها وتفانيها في إغناء هذا الموروث الثقافي، وفي مقدمتهم الفنان محمد العروصي والفنان الكرفطي والفنانة الجبلية الشعبية شامة الزاز. كما شهدت الدورة الأولى حضورا جماهيريا كبيرا، الذي أكد تقديره وتعطشه لهذا اللون الغنائي، من خلال تجاوبه مع مختلف الفقرات الفنية التي استمتع بها طيلة أيام المهرجان. وأورد بلاغ من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، جهة تازةالحسيمة تاونات، أن المهرجان سيشمل فقرات أساسية تهم وصلات غنائية ورقصات من تراث العيطة الجبلية تقدمها عدد من الفرق الشعبية من مدن طنجة وتطوان والعرائش وأصيلة والقصر الكبير وتاونات وأخرى من الأطلس المتوسط والمناطق الريفية، كما سيجري تكريم بعض المبدعين في مجال العيطة الجبلية لما لهم من دور في خدمة هذا الفن والعمل على تطويره والحفاظ عليه من أجل نقله إلى الأجيال الناشئة. أما الأنشطة الموازية المبرمجة خلال هذا المهرجان التي ستساهم فيها فعاليات المجتمع المدني فستتعلق بتنظيم ندوات ثقافية وفكرية وموائد مستديرة تبحث في جذور هذا الفن وتقنياته وتثمن غنى التراث الجبلي وتقدم وسائل وسبل الحفاظ عليه، إذ سيشارك في هذه الأنشطة مثقفو الإقليم والجهة والمهتمون بمجال العيطة الجبلية. كما سينظم معرض للفنون التشكيلية، وعرض صور للفنانين المشاركين بهذا المهرجان مرفوقة بنبذة عن مسارهم الفني، ومعرض للأزياء التقليدية بالجهة ثم إبراز دور المرأة فنيا وثقافيا، مع تقديم عروض فنية للمخزون الثقافي الشعبي بالجهة وكل ما يرتبط بتقنيات التعبير الشعبي وأخيرا توقيع بعض الكتب لمؤلفي المدينة. وسيشارك في فعاليات المهرجان جميع فئات المجتمع المدني، كما تستهدف هذه التظاهرة الفنية بالأساس الفرق الفنية الشعبية المشاركة، من أجل فسح المجال لإبراز طاقاتها، ثم التعرف على الخصوصيات الفنية المميزة بالإقليم، وتمكين الشباب من اكتشاف هذا الموروث الثقافي واستلهام بعض خاصياته، تحفيزا على الأخذ به وحمل مشعله في المستقبل ضمانا لاستمراريته، وخدمة للأجيال اللاحقة، حسب ما جاء في بلاغ المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، جهة تازةالحسيمة تاونات.