من الأطلس المتوسط بزغت نجمة تحمل بداخلها طاقة إبداعية، فجرتها على مدى سنوات من التمثيل والأدوار المتعددة، تألقت في السينما وأبدعت في المسرح وتفوقت في التلفزيون. إنها الفنانة سعيدة باعدي، التي عودت الجمهور بإطلالاتها المتميزة. في حوار بعيد عن مشاركاتها الفنية، فتحت سعيدة قلبها ل "المغربية" لتتحدث عن حياتها داخل أسرتها التي تعتبرها عالمها الخاص. بتلقائية وعفوية عهدها الجمهور، تحدثت عن طفولة بريئة وعن واقع أسري بسيط لكنه غني بالأحلام، والمبادئ والترابط الإنساني، وكشفت عن حياتها اليومية ليكتشف القارئ جانبا آخر عن الفنانة سعيدة أم التوأمين ياسمين وإناس. هل أنت من عشاق المطبخ؟ شيئان أعشقها وأعتبرهما أوكسجين حياتي هما التمثيل والمطبخ. تجمعني بالمطبخ علاقة قوية، أحضر كل الوجبات بنفسي رغم وجود مساعدة في البيت. أعتبره عالمي الخاص، بداخله أتفنن في صنع مختلف الأطباق والشهيوات المغربية، من طاجين ومملحات وأسماك، وحلويات. كثيرا ما أستقبل الضيوف في بيتي وغالبا ما يكون ذلك مساء، لذا أقضي اليوم بكامله أحضر الأطباق دون تعب، لأنني أحضرها بحب. وغالبا ما أوظف لمسات غربية على هذه الأطباق التقليدية. هل أنت بيتوتية؟ أنا بيتوتية حتى النخاع. عندما لا أشتغل ولا يكون لدي تصوير أبقى في البيت، لأن البيت هو مكان الأم بعد عملها. قبل الزواج كانت لدي صديقات كثيرات، ومنهن ما تجاوزت علاقتي بها عشر سنوات، لكنني اكتشفت في النهاية أنها كانت علاقة وقت، بحيث تخلين عني عندما أحسسن أنهن استغنين عني. صديقي الحالي هو زوجي حميد باسطيك، وبما أنني سعيدة في بيتي مع بنتاي فلا أجد ما يجعلني أخرج دون سبب. بيتي هو عالمي لا أتحدث عن الجدران، بل عن الفضاء، كل ركن صنعته بحب، وكل مكان به ذكرى جميلة، "دويرتي هي عالمي الخاص والجميل". أجد أننا الآن نعيش عصر السرعة، لا أجد حتى الوقت الكافي لأسرتي. هل تحبين الأسفار؟ قبل أسابيع، كنت في سفر إلى الديار الإيطالية رفقة زوجي، من أجل الراحة بعد أن انتهى من تظاهرة "تضامن الفنانين المغاربة". أحب الأسفار كثيرا، فبلدنا غني بالمناطق الجميلة. ذهبنا السنة الماضية في رحلة إلى مرزوكة إنه عالم جميل، وأظن أنه كلما سنحت لنا الفرصة أن نقوم بالسفر لأنه يجدد بدواخلنا الحياة، ويدب فينا نفسا جديدا. حدثينا عن طفولتك؟ والدي من الأطلس المتوسط تحديدا من تعلالين، ووالدتي من كرامة، وبما أن والدي كان يشتغل في سلك الشرطة، كنا نسافر كثيرا، قضيت مرحلة الطفولة بميدلت. أتذكر أنني كنت ألعب كثيرا في الثلج. كنا نعيش حياة بسيطة، لكن يغمرها الترابط الأسري والحنان، اللذين أصبحا غائبين حاليا. أفتقد هذه المرحلة. كنت عندما أشرب كأس شاي وقطعة خبز أشعر بالسعادة. كانت البساطة تسود حياتنا عكس ما نراه اليوم. كل الأشياء موجودة وكل متطلبات الحياة متوفرة، لكن نفتقد الابتسامة الصادقة، والطفولة البريئة، و"الحيا اللي تربينا عليه". حقيقة أحن لهذه الفترة الجميلة من عمري. في ربيعي السادس، انتقلنا إلى العاصمة الإسماعلية وأكملت دراستي حتى حصولي على شهادة الباكالوريا. هل أنت من محبي التسوق؟ لا إفراط ولا تفريط. أحرص على أن أتسوق مرتين في السنة في فصلي الشتاء والصيف. عكس بنتاي اللتان تحبان التسوق بجنون. هناك بعض النساء يذهبن للتسوق كلما شعرن بالملل أو كن قلقات، ولتفريغ هذه الشحنة يصرفن الكثير من المال في التبضع، لكنني عكس ذلك عندما أكون قلقة أفضل البقاء في بيتي. وماذا عن الموضة؟ أتابع الموضة لكنني أرتدي ما يناسبني. وأنا من عشاق البلدي، ففي رمضان أرتدي دائما اللباس التقليدي من جلباب وقفطان. هل تمارسين الرياضة؟ لم أمارسها منذ ثلاثة أشهر لالتزامي بالتصوير، لكنني حريصة على ممارسة رياضة المشي ثلاث مرات في الأسبوع على شاطئ البحر. يقال إن الزواج بين الفنانين يثير الكثير من المشاكل؟ الزواج مثل "الرمانة المغمضة"، عندما لا تعرف النصف الآخر، حتما تكون هناك مشاكل، ولا أظن أن هناك علاقة زوجية خالية من المشاكل. حميد باسكيط صديقي قبل أن يكون زوجي، جمعتني به علاقة صداقة متينة، كان يزورني في بيتي باستمرار. بدأ الإعجاب بيننا وتطور إلى حب وانتهى بزواج أثمر إنجاب إيناس وياسمين. هل تؤمنين بالصداقة؟ بعد فشل صداقاتي السابقة، لم تعد لي حاليا أية صديقة، وأول صديقة لي هي والدتي وأختي حفيظة. لدي زملاء في الميدان لكن تجمعنا علاقة عمل محدودة جدا. هل تستمعين إلى الموسيقى؟ كثيرا خصوصا الموسيقى المغربية، أنا من عشاق صوت نعيمة سميح وعبد الوهاب الدكالي ونعمان لحلو وغيرهم من الأصوات المغربية التي أبدعت خلال سنوات وأغنت الخزانة الإبداعية المغربية. هل تشاهدين التلفزيون؟ أتابع الأخبار والبرامج الحوارية، لكن بخصوص الدراما لا أجد فيها أي جديد يشدني. كما أتابع القنوات الفضائية لمتابعة ما يجري في العالم العربي والغربي.