قصف الطيران الحربي السوري، أول أمس الاثنين، مدينة القصير في وسط سوريا، حيث دخل القتال بين القوات النظامية وحزب الله من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة ثانية أسبوعه الثالث، بعد ساعات من سقوط 26 قتيلا بصاروخ أرض أرض قرب حلب. هجوم القوات النظامية على مدينة القصير (خاص) رغم التطورات الميدانية المتسارعة وآخرها استعادة القوات النظامية السيطرة على قرى في ريف حماة (وسط)، ما تزال المعارضة السورية تتخبط في انقساماتها، مع إعلان الهيئة العامة للثورة السورية انسحابها من الائتلاف المعارض. في لبنان المجاور، يستمر التشنج الأمني والمذهبي الناتج من النزاع السوري، الذي يقسم اللبنانيين، وهو مرشح لمزيد من التصعيد مع تهديد دول الخليج باتخاذ إجراءات ضد مصالح حزب الله، بسبب مشاركته في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي قصف اليوم أكثر من مرة مدينة القصير، بعد ليلة من المعارك العنيفة عند أطرافها الشمالية، وفي قرية الضبعة الواقعة إلى شمالها، التي ما يزال مسلحو المعارضة يسيطرون على أجزاء منها ويدافعون عنها بضراوة. وبعد الظهر، أفاد المرصد عن استمرار القصف على القصير "بقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ". ودخلت قوات النظام والحزب المدينة من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية في 19 ماي، ولم يعرف بالتحديد المساحة التي سيطرت عليها. ثم ما لبثت أن أحكمت الطوق عليها من الجهة الشمالية. في محافظة حلب (شمال)، أفاد المرصد عن سقوط "26 شهيدا إثر قصف من صاروخ أرض أرض استهدف بلدة كفر حمرة" منتصف ليل الأحد الاثنين، وان بين الضحايا ثمانية أطفال دون الثامنة عشرة وست نساء. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن القوات النظامية تحاول السيطرة "بالكامل" على القرية الواقعة شمال غرب مدينة حلب، سعيا لفك حصار مقاتلي المعارضة عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي والمتواصل منذ أشهر. في ريف حماة الشمالي (وسط)، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن وحدات الجيش "أعادت اليوم الأمن والاستقرار إلى 13 قرية وبلدة". وأكد المرصد انسحاب المقاتلين من هذه القرى التي يسيطرون عليها منذ أشهر، وهي علوية في معظمها. وسط ذلك، أعلنت الهيئة العامة للثورة، التي تعتبر فصيلا بارزا من الحراك العسكري والشعبي ضد النظام على الأرض، "انسحابها من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة". وبررت موقفها بأن "الثوار على الأرض" لم يحصلوا على التمثيل الذي وعدوا به مرارا داخل الائتلاف، منتقدة التدخلات الخارجية في عمل الائتلاف والفساد المالي وتركيز بعض أعضائه على "الظهور الإعلامي" أكثر من "خدمة الثورة". من جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف "أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تؤثر بالشكل المطلوب في مجموعات المعارضة السورية، قبل انعقاد المؤتمر الدولي حول سورية". وأضاف " نعتقد أن توفر عنصر الضبط والسيطرة هو أولا، لمصلحة المؤتمر الدولي الذي نعمل من أجل انعقاده، وبحضور ممثلي المجموعات المعارضة وثانيا، لكي لا تسمح الولاياتالمتحدةالأمريكية بمحاولات المعارضة فرض شروط مسبقة، حيث إن الشرط الرئيسي لأغلب تيارات المعارضة السورية الخارجية، هو تنحي الرئيس بشار الأسد"، مشيرا إلى أن هذا الشرط "أمر غير مقبول ولا يمكن الاتفاق على هذا الأساس". كما تطرق ريابكوف الى الخلافات الموجودة بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، حول دعوة إيران لحضور المؤتمر، وقال "هذه المسألة عالقة حتى الآن، ولكن من دون ايران لا يمكن التوصل إلى أي نجاح في المؤتمر كون الدور الإيراني كبير ومؤثر في المنطقة له وزنه على الصعيد الإقليمي والدولي ولا يمكن لأي أحد أن يتجاهله على الإطلاق.