دخلت أنقرة في الخطوات العملية، قبل نشرها نظام «باتريوت» الصاروخي على حدودها مع سوريا بعد تقديمها طلباً رسمياً إلى الحلف «الأطلسي» لنشر هذه الصواريخ. وأعلن حلف شمالي الأطلسي أنّه تلقّى طلباً رسمياً من تركيا لنشر نظام «باتريوت» الصاروخي على طول حدودها مع سوريا. وقال الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي أنديرس فوغ راسموسن «لقد تلقّيت طلباً من تركيا لنشر صواريخ باتريوت. الحلفاء سيبحثون ذلك في أسرع وقت». وأضاف «نشر هذه الصواريخ سيعزّز قدرات الدفاع الجوية لتركيا بهدف حماية شعبها وأراضيها، وسيسهم في وقف تصعيد الأزمة على الحدود الجنوبيةالشرقية لحلف شمالي الأطلسي، كما سيمثّل دليلاً ملموساً على تضامن الحلف وتصميمه». وشدّد راسموسن على واقع أن الطلب التركي هو «محض دفاعي»، ولا يمثّل خطوة أولى نحو فرض منطقة حظر جوي. وستتناول المحادثات في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل نشر بطاريتي صواريخ باتريوت ألمانية، وتهدفان إلى حماية الأراضي التركية من هجمات محتملة بالصواريخ البالستية مصدرها سوريا. بدوره، قال وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيله، إنّه أبلغ سفير بلاده في الحلف الموافقة على الطلب التركي. في سياق آخر، صرّح رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، بأنّ المعارضة بحاجة إلى مبلغ ستين مليار دولار بعد سقوط النظام في دمشق لمنع انهيار الاقتصادي. وقال صبرا، خلال افتتاح مؤتمر حول «الاستثمار في سوريا مستقبلاً»، «في الأشهر الستة الأولى سنكون بحاجة إلى ستين مليار دولار» كمساعدات فورية لإعادة الإعمار. وتابع أنّ المبالغ ستكون مخصّصة «لمعالجة القضايا الأكثر ضرورة وحساسية، مثل تأمين مساكن للناس، وتأهيل دور العبادة، والمدارس»، مشيراً إلى «تهدم 2,5 مليون منزل بحسب إحصاءات الأممالمتحدة». وأوضح صبرا أنّه «يجب أن يكون هناك استنفار دولي كامل من أجل تغطية آثار هذه الكارثة الإنسانية الكبرى». وأشار إلى «اتكال المعارضة على الأشقاء العرب والأسرة الدولية»، لمساعدتها على تجنّب «كارثة إنسانية كبرى». إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المغربية أن المغرب سيستضيف الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» في 12 كانون الأول المقبل. وقالت الوزارة، في بيان، إن الاجتماع المقبل للمجموعة سينعقد في مراكش، وسيخصّص لبحث آخر تطورات الأزمة السورية، والسبل الكفيلة بتعزيز الانتقال السياسي، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للتخفيف من معاناة الشعب السوري. وأشارت إلى أنه سيشارك في الاجتماع أكثر من 100 وفد، إلى جانب أعضاء «الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة» المؤلّف حديثاً، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني. ميدانياً، أحبطت القوات النظامية السورية هجوماً لمقاتلين معارضين على كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب الغربي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات النظامية سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في محافظة حلب، بعد محاولة مقاتلين من كتائب عدة اقتحامها». وأوضح المرصد أنّ المقاتلين الذين كانوا يحاولون اقتحام الكتيبة تقدموا إلى تلة حيث انفجرت فيهم الألغام التي كانت القوات النظامية قد زرعتها، بينما كانت هذه القوات تقصفهم بالطائرات الحربية. في موازاة ذلك، وقعت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلين معارضين في محيط حاجز الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، التي تعرضت أيضاً لقصف بالطائرات الحربية، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، واصلت القوات النظامية محاولاتها للسيطرة على معاقل مقاتلي المعارضة في مناطق عدة، وتحاول منذ أيام اقتحام مدينة داريا. وقال المرصد إنّ الاشتباكات مستمرة في محيط المدينة، مشيراً إلى قصف على بساتينها، وحرستا، وجسرين في الريف الدمشقي بالطائرات الحربية، وقصف مدفعي على الزبداني والسيدة زينب قرب دمشق. من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر مسؤول إنّ وحدات من الجيش السوري «قضت على عشرات الإرهابيين في عملية نوعية نفذتها ضد تجمعاتهم في بساتين داريا الشرقية بريف دمشق». وأشارت الوكالة إلى العثور في بساتين داريا «على معمل لتصنيع العبوات الناسفة ونفق لتخزين الأسلحة والذخيرة». من ناحية أخرى، أفاد المرصد عن استمرار قصف أحياء في جنوب العاصمة، وعن انفجار عبوة ناسفة في مخيّم اليرموك، ما أدّى إلى إصابة رجل بجروح، مشيراً إلى مقتل رجل آخر برصاص قناص في المخيّم.