قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بلاده لن تبتّ في أمر تسليح المعارضة السورية إلا بعد المحادثات المقترحة التي تشارك فيها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضوه، فيما اتهمت موسكوالولاياتالمتحدة بعدم الضغط على المعارضة السورية بالشكل الكافي قبل اجتماع جنيف. وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال هيغ لصحيفة "فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ" في مقابلة نُشرت أمس الاثنين، إن الأولوية هي للجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدةوروسيا لدفع الطرفين المتحاربين إلى طاولة المحادثات وإن كان "لا يشعر بالتفاؤل بدرجة كبيرة". ونقلت الصحيفة عن هيغ قوله "القرار الخاص بتسليم أسلحة فتاكة سيعتمد على كيف ستسير هذه المفاوضات وعلى تصرفات دول أخرى". وصرّح هيغ بأن الوقت لم يتأخر لتسليح مقاتلي المعارضة رغم المخاطر التي ينطوي عليها ذلك، خاصة أنه لا تلوح في الأفق نهاية للحرب في سوريا التي اندلعت منذ أكثر من عامين. وقال "نريد حلاً سياسياً بأسرع ما يمكن. وللأسف لا نعرف ما إذا كان هذا الحل سيتوفر. الصراع يمكن أن يستمر شهوراً بل سنوات." يأتي هذا فيما اتهمت روسياواشنطن بعدم الضغط على المعارضة السورية بالشكل الكافي قبل اجتماع جنيف. فقد نقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله أمس الاثنين إن الولاياتالمتحدة لا تمارس ضغوطاً كافية على المعارضة السورية حتى تشارك في مؤتمر السلام الذي تحاول موسكووواشنطن تنظيمه. ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله "من وجهة نظرنا الولاياتالمتحدة لا تبذل بالتأكيد جهداً كافياً في ما يتعلق بالضغط على المعارضة السورية حتى تحضر المؤتمر الدولي". من جهة ثانية، أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف سيمثلان روسيا في محادثات جنيف الثلاثية المرتقبة في الخامس من يونيو الحالي والتي تتلخص الغاية منها في التحضير للمؤتمر الدولي الخاص بسوريا. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت، في وقت سابق، أن مساعدة وزير الخارجية ويندي شيرمان والقائمة بأعمال مساعد الوزير إليزابيث جونس ستمثلان الجانب الأمريكي. أما عن جانب هيئة الأممالمتحدة، فسيشارك في اللقاء المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ومساعد الأمين العام جيفري فيلتمان. من جهته، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن أي اتفاق يتمخض عن مؤتمر "جنيف 2" "لن ينفذ" إلا بعد طرحه في استفتاء شعبي. وأضاف في مقابلة مع قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله في ما يتعلق بشروط القيادة السورية قبل الذهاب لمؤتمر "جينيف2" "بكل بساطة الشرط الوحيد هو أن أي شيء ينفذ على خلفية أي لقاء سواء كان داخليا أو خارجيا بما فيه المؤتمر (جينيف2) يخضع لرأي الشعب السوري.. ولاستفتاء الشعب السوري.. هذا هو الشرط الوحيد الحقيقي.. أي شيء آخر ليست له قيمة". وتابع "يستطيعون أن يطرحوا أي شيء ونستطيع أن نطرح أي شيء.. ولكن أي شيء لا يمكن أن ينفذ إلا برغبة الشعب السوري.. وطالما أننا نمثل الشعب بشكل شرعي.. فلا يوجد شيء نخاف منه". وأشار إلى أن الحكومة السورية تمثل الشعب السوري و"عندما نذهب إلى هذا المؤتمر... نحن نعلم أننا نذهب لكي نفاوض الدول التي تقف خلفها (المعارضة). عندما نفاوض العبد بالمظهر نحن نفاوض السيد بالمضمون". وتوقع عقد المؤتمر "إلا إذا حصلت عرقلة من باقي الدول"، معتبرا أن "مبدأ اللقاء، وصيغة اللقاء صيغة جيدة". وحول إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2014 قال "عندما يأتي التوقيت وأشعر أن هناك حاجة للترشيح -هذه الحاجة يحددها تواصلي مع المواطنين وشعوري بأنهم يرغبون بهذا الترشيح- فلن أتردد. أما إذا شعرت بأن الشعب السوري لا يريدني، لن أترشح". وردا على سؤال عن استعداده للقبول بحكومة انتقالية ب"صلاحيات كاملة" كما ينص عليه اتفاق جنيف، قال "يريدون حكومة بصلاحيات واسعة، والدستور (السوري) يعطي الحكومة صلاحيات كاملة. الرئيس هو قائد عام للقوات المسلحة ورئيس مجلس القضاء الأعلى. أما باقي المؤسسات فتتبع للحكومة. تغيير صلاحيات الرئيس يتبع للدستور. الرئيس لا يستطيع أن يتنازل عن صلاحياته"، لأنه "هو لا يملك الدستور.. الدستور بحاجة لاستفتاء شعبي". وأقر الأسد للمرة الأولى بمشاركة مقاتلين من حزب الله اللبناني إلى جانب قوات النظام في المعارك في سوريا، إلا أنه لفت إلى أن الهدف من هذه المشاركة ليس "الدفاع عن الدولة السورية" إنما محاربة إسرائيل وحماية "المقاومة"، مؤكدا أن "المعركة هي معركة مع العدو الإسرائيلي أو مع وكلائه في سورية أو في لبنان".