أفاد عبد الكريم البهلاوي، رئيس مصلحة الأمراض التنفسية في مستشفى 20 غشت بالدارالبيضاء، أن ظاهرة الإدمان على التدخين في المغرب مقلقة وأنها منتشرة بين البالغين والشباب والتلاميذ، وآخذة في التزايد بين النساء، وفق ما أظهرته دراسة "مارتا"، التي أجريت سنة 2006 بالمغرب. وذكر بهلاوي، خلال عرض علمي حول مخاطر التدخين القاتلة، في لقاء نظمته، أول أمس الخميس، مؤسسة التجاري وفابنك، بمناسبة اليوم العالمي للتدخين، في إطار انخراط المؤسسة في الاستراتيجية الوطنية لمقاولات بدون تدخين، أن الدراسة المذكورة كشفت أن 24 في المائة من المدخنين في المغرب هم من التلاميذ، و32 في المائة جامعيون، و56 في المائة مدخنون في مجال المقاولات، و10 في المائة من ممارسي الرياضة، و10 في المائة من المحافظين على أداء الشعائر الدينية. وأوضح البهلاوي أن هذا الواقع يأتي في ظل ما تخلفه السيجارة من خسائر، إذ تقتل 6 ملايين في السنة عالميا، و16 ألف وفاة في اليوم، بمعدل 10 وفيات في الدقيقة، و680 وفاة في الساعة، ما يعادل الوفيات الناتجة عن تحطم ثلاث طائرات في الساعة. ويترقب خبراء منظمة الصحة العالمية أن يصل عدد الوفيات بسبب التدخين، سنة 2030، إلى 10 ملايين وفاة في السنة. ومن المفاجآت، التي ذكرها البهلاوي، أن التدخين علامة على ضعف الشخص في مواجهة مواقف ولحظات معينة، إذ يلجأ المدخن إلى السيجارة للتغلب على التوتر أو الخجل، مع تأكيده على تنوع وسائل التدخين، إذ لا يخلو استهلاك "السيكار"، أو الغليون (البيبة) من خطورة على الصحة، عكس ما يعتقده البعض، بل إنها تتسبب في سرطانات الفم، وباقي الأنواع الأخرى، وضمنها الشيشة، التي تعد أكثر خطورة باعتبارها تعادل ما بين 30 إلى 40 سيجارة. وقدم البروفيسور البهلاوي عرضا مطولا ومؤثرا، شد انتباه المتتبعين، مدعما بصور مخيفة عن مضاعفات المرض، مؤكدا أن السيجارة سلاح قاتل للأوفياء له، وأنها المسؤولة بنسبة 90 في المائة عن حالات سرطان الرئة في المغرب، وفي سن مبكرة بفعل التدخين المبكر في سن 9 سنوات، ما يبرر ظهور سرطانات الرئة في سن الثلاثين، فضلا عن مسؤولية التدخين عن سرطانات الفم والشفتين وأمراض القلب والحنجرة والبلعوم والكلى والمثانة والبروستات والمعدة والرحم. وذكر البهلاوي أن نسبة التدخين تزيد في الأوساط الأسرية، إذ تجد النساء حريتهن في التدخين، ما يشجع أطفالهن على خوض تجربة التدخين، حسب دراسات منجزة حول الموضوع. وأكد أن السيجارة تتركب من أكثر من 400 مكون كيميائي خطير، بما في ذلك 250 مادة مضرة وأكثر من 50 مادة مسرطنة. كما يزيد التدخين من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية. وتم عرض صور لمقرات أكبر شركات التبغ العالمية، تكشف عن حجم الأموال الطائلة التي تجنيها من تخريب صحة المدخنين وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية، وتحولهم إلى مدمنين.