نظم بيت الشعر في المغرب أمس الخميس بتطوان لقاء ثقافيا لتأبين الشاعر والكاتب الراحل محمد الصباغ ٬بمشاركة عدد من الشعراء والكتاب والباحثين المغاربة المرموقين. وأبرز رئيس بيت الشعر في المغرب نجيب الخداري٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء خلال هذا اللقاء٬ الذي نظم بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الانسانية بتطوان وملتقى الدراسات الاندلسية المغربية ٬أن تنظيم هذا الفضاء الادبي الإحتفائي التأبيني حول شخصية رئيسية في المشهد الثقافي والعربي هو الشاعر والكاتب الراحل محمد الصباغ هو "واجب يفرضه العطاء الكبير للمرحوم الصباغ واعتراف بجميله وريادته في بناء أسس المشهد الادبي المغربي الحديث ". وأضاف أن اللقاء " قدم القليل من كثير محمد الصباغ ٬ الذي طبعت شخصيته بتعدد مكنوناتها الفكرية والابداعية والأدبية ٬والقليل مما عرفه المتتبعون للشأن الثقافي والسيرة الادبية للراحل من عطائه الكبير الممتد طيلة أزيد من 70 سنة من الحضور الوازن "٬ مشيرا إلى أن الراحل كان من مؤسسي التحديث الأدبي والشعري في المغرب وفي الوطن العربي ٬ورائدا من رواد الشعر المنثور او قصيدة النثر . وقال الخداري أن محمد الصباغ " يشكل هرما ثقافيا وقيمة أدبية رائدة ومن المؤسسين المبدعين للحياة الثقافية المغربية الحديثة ٬الذين أسسوا اتحاد كتاب المغرب والصحافة الثقافية المغربية بعد باعه الطويل والمتميز في عدد من كبريات الجرائد والمجلات الثقافية المغربية . واشار الى أن محمد الصباغ " مثل كذلك قيمة كبيرة في فتح الجسور بين لغتين شاهقتين هما اللغة العربية والاسبانية ٬وكان يمثل منذ بداياته صوتا جديرا ورائعا ومتميزا للحداثة الثقافية العربية ٬وربطته علاقات الحوار والصداقة والمجاورة الفكرية مع كثير من رواد اللادب في المشرق العربي ٬خاصة ادباء المهجر ٬كما ارتبط في مسيرته الثقافية والفكرية الطويلة بكثير من رموز الادب الاسباني". واكد أن الصباغ "يمكن اعتباره وبجدارة قيمة فكرية أساسية في الكتابة الحديثة العربية وواحدا من أهم الذين أسسوا لكتابة مختلفة تجمع بين عمق الفكر والجرأة في توظيف اللغة توظيفا مبتكرا يعيد للغة العربية نظارتها وبكارتها ". ومن جهته ٬ قال الباحث عبد اللطيف شهبون أن تكريم محمد الصباغ هو " تكريم للادب المغربي والادباء الملتزمين بهموم وقضايا المجتمع المغربي الفكرية والثقافية ٬وهو أيضا تكريم لأديب فريد له فائض أنوار في كتاباته ورؤيته للابداع " ٬مشيرا إلى أن الراحل الصباغ "كان صاحب ريادة في الأدب العالمي والعربي والوطني ٬ خاصة في الأدب الإسباني ٬الذي ابدع فيه كتابة ٬وجمعته صداقات كثيرة مع كبار الادباء والشعراء مثل فيسانطي الكساندري وغيره ". كما اعتبر ان التكريم هو " التفاتة إنسانية بمعاني الفكر والإبداع لرد الاعتبار لحقوق الناس فيما هو انساني وقيمي "، مشيرا الى ان الصباغ ورغم مكانته المتميزة في المشهد الفكري والثقافي والأدبي والإعلامي المغربي ٬ " إلا أنه عاش بعيدا عن الأضواء واشتغل في ثبات وهدوء ٬كما انصهر مع الكتابة التي سعى من خلالها تبليغ رسائله الإنسانية الراقية" . وأبرز أنه "صعب تعويض الصباغ كأديب وشاعر موسوعة وكقامة أدبية يمكن أن تضاهي اكثر الأدباء العالميين حضورا وتفكيرا ونضجا معرفيا راقيا ". وقد بدأ الراحل محمد الصباغ ٬الذي ازداد بتطوان سنة 1929 ٬ في نشر اولى إنتاجاته الأدبية سنة 1947 وطبعت حياته الادبية الطويلة علاقات فكرية وإنسانية مع كتاب وشعراء عرب مرموقين أمثال ميخائيل نعيمة وبولس سلامة وسعيد عقل ورياض معلوف وغيرهم. ومن مؤلفات الصباغ ٬الذي كان يعرف ب"جبران خليل جبران المغرب" ٬ في القصة والرواية والشعر ""العبير الملتهب " و"شجرة النار " و"أنا والقمر " و"اللهاث الجريح" و"شجرة محار" و"عندلة" و"تطوان تحكي" ٬ومن دراساته القيمة "شلال الأسود" و"فوارة الظمأ" و"عنقود ندى" و"شموع على الطريق" و"أهتف بك أيها العلال " و"رعشة "٬وقد ترجمت أعماله الابداعية إلى العديد من لغات العالم ٬ضمنها اللغة الإسبانية.