أشادت رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي٬ في ختام أشغال مؤتمرها السابع، أول أمس الأربعاء، في العاصمة البحرينية المنامة٬ بجهود وكالة بيت مال القدس التابعة للجنة القدس برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وجاء في البيان الختامي، الذي توج أشغال مؤتمر هذه الرابطة التي تضم في عضويتها 22 دولة عربية وإفريقية "يشيد المؤتمر بجهود وكالة بيت المال التابعة للجنة القدس برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي". وعبر المؤتمر٬ في السياق نفسه٬ عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني بإقامة دولة وطنية مستقلة قابلة للحياة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشريف، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. في هذا الإطار٬ طالب المؤتمر بضرورة تنفيذ قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة للمحافظة على الوضع القانوني والخاص للقدس الشرف كأرض للتعايش والوئام بين الأديان السماوية. على صعيد آخر٬ دعا مؤتمر رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي٬ المجتمع الدولي للعمل الفوري لإيقاف نزيف الدم الذي تشهده سوريا٬ مطالبا الأطراف الخارجية، وعلى وجه الخصوص، إيران وحزب الله اللبناني إلى الامتناع عن التدخل في شؤون الشعب السوري وتمكين السوريين من تقرير مصيرهم على النحو الذي يتطلعون إليه. وناشد المؤتمر المجتمع الدولي القيام بدوره الإنساني في الدعم والمساندة وتقديم المساعدة للاجئين السوريين الذين تركوا ديارهم بسبب الحرب٬ مطالبا بتقديم العون الاقتصادي للأردن لمواجهة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن نزوح نحو 700 ألف لاجئ إلى الأراضي الأردنية. من جهة أخرى٬ شجب المؤتمر ما تتعرض له كل من البحرين واليمن من مظاهر التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لهاتين الدولتين٬ معتبرا أن ذلك "أمرا مدانا يتعارض مع مبادئ احترام واستقلال الدول وسيادتها على أراضيها". وشدد البيان الختامي للمؤتمر على الحاجة إلى المزيد من التنسيق بين الدول الأعضاء لمحاربة ظاهرة الإرهاب والعمل على اجتفاف منابعه واستئصال جذوره٬ مثمنا في هذا الصدد مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب ترعاه الأممالمتحدة. وكان الوفد المغربي المشارك في أشغال المؤتمر دعا، في وقت سابق اليوم نفسه٬ الدول العربية والإفريقية إلى الانخراط الفعلي في الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لرفع كل التحديات المطروحة. وأكد الوفد المغربي في الكلمة التي ألقاها باسمه٬ محمد الفاضلي، الخليفة الثاني لرئيس مجلس المستشارين٬ أن ربح الرهان بخصوص كل التحديات المطروحة٬ "لن يتأتى إلا بالانخراط الفعلي في الإصلاحات السالف ذكرها، والتي هي وحدها الكفيلة بمعالجة الأوضاع الراهنة٬ لأن الهوة بين نمط العيش الذي أصبح يعرف تحولا متسارعًا لدى الشعوب، والأوضاع الاقتصادية الهشة والحالة الاجتماعية المتأزمة أصبحت بدورها تتسع". وكانت أشغال المؤتمر انطلقت، مساء أول أمس الأربعاء، بمشاركة 22 دولة عربية وإفريقية، من بينها وفد مغربي ضم في عضويته إلى جانب محمد الفاضلي٬ المعطي بنقدور، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين. تجدر الإشارة إلى أن رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي تأسست في يونيو 2002 بالرباط٬ وتضم حاليا 22 مجلسا إفريقيا وعربيا٬ وتهدف إلى دعم الثنائية البرلمانية وتقوية التعاون بين الشعوب في مختلف المجالات٬ وتعزيز اللقاءات والحوار بين مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في سبيل العمل الفعال المشترك٬ وتنسيق التعاون وتبادل الخبرات٬ وتنسيق جهود مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في المؤتمرات والمنظمات الإقليمية والدولية.