اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أول أمس الأربعاء، أنه من الضروري ممارسة ضغط "عاجل" على السلطة والمعارضة في سوريا كي يقترحوا شخصيات يمكن أن تشارك في حكومة انتقالية. كامرون وبوتين خلال ندوة صحافية (أرشيف) بعد محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال كاميرون إنه "يدعم كليا" المشروع الأمريكي-الروسي لعقد مؤتمر دولي يرتكز على اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه في يونيو 2012، وينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وأضاف "المهم هو ممارسة ضغوط حقيقية على الأطراف كي تقدم أسماء لتشكيل حكومة انتقالية والبدء بمحادثات مفصلة". وأوضح "ما أخشاه هو أن تأخذ هذه العملية الكثير من الوقت. يجب أن نتحرك بشكل عاجل من أجل ممارسة ضغط على المشاركين كي يتفقوا على حكومة انتقالية مقبولة من الجميع في سوريا". وطالب كاميرون أيضا بتخفيف الاتحاد الأوروبي الحظر على الأسلحة إلى سوريا والذي سيعاد النظر فيه نهاية ماي. وأضاف "في حال ما إذا لم يحصل تعاون مع المعارضة فعندها لا يجب أن نستغرب من تعاظم شأن عناصر متطرفة في هذه المعارضة وليس هذا ما نتمناه". من جهته، عرض المرصد السوري لحقوق الإنسان على صفحته الخاصة على موقع "يوتيوب"، فجر أمس الخميس، شريطا يظهر قيام "جبهة النصرة" بإعدام عناصر موالين للنظام السوري في شرق البلاد، دون تحديد ما إذا كان هؤلاء جنودا أو تاريخ تصوير الشريط. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي، مع وكالة فرانس برس، أن العناصر الذين تم إعدامهم "هم من الموالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن لم نتمكن من معرفة ما إذا كانوا جنودا نظاميين". وفي الشريط الذي تبلغ مدته دقيقة و11 ثانية، يبدو شخص ملثم يقرأ بيانا مكتوبا، وقد جثم أمامه عدد من الأشخاص المعصوبي العينين. ويقول "حكمت المحكمة الشرعية في جبهة النصرة في المنطقة الشرقية بدير الزور بالقتل على هؤلاء العسكر المرتدين لما قاموا به من مجازر ضد أهلنا وإخواننا في سوريا". وعلى وقع صيحات التكبير، يبدأ الرجل الذي وقف خلفه عنصران ملثمان يحملان علمي الجبهة التي بايعت تنظيم القاعدة، بإطلاق الرصاص من مسدسه على رؤوس العناصر الذي بدا منهم تسعة في الشريط، قبل أن يطلق الرصاص على آخرين غير ظاهرين. وبعد إطلاق رصاصة على رأس كل منهم، يسمع صوت من يعتقد أنه عنصر من الجبهة يقول لحامل المسدس "أجهز عليهم"، ليعود هذا الأخير ويطلق الرصاص مجددا على رأس بعض العناصر الممدين أرضا. وفي حين قال المرصد إنه لم يتمكن من التثبت من تاريخ التصوير، عرضت مواقع الكترونية جهادية الشريط نفسه، قائلة إنه يعود إلى عام 2012، ويظهر "إعدام جنود الأسد في مدينة التبني بريف دير الزور". وتحظى جبهة النصرة، التي بايعت في أبريل الماضي زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري والناشطة في القتال ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد، بنفوذ واسع على الأرض في شرق سوريا، الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة منه. وأعلنت الجبهة ومجموعات إسلامية أخرى تشكيل "هيئة شرعية" في شرق سوريا في مارس الماضي، مهمتها إدارة شؤون الناس في تلك المناطق. ويأتي بث الشريط الجديد بعد يومين من نشر شريط لشاب قدم نفسه على انه قائد إحدى المجموعات المقاتلة المعارضة، وهو يقوم بتقطيع جثة جندي نظامي وانتزاع أحشائه، ما أثار صدمة وانتقادات واسعة من المجتمع الدولي والمعارضة السورية التي تعهدت بمعاقبة أي انتهاكات مماثلة.