قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، دون جدوى، في محاولة لثنيه عن تزويد نظام دمشق بصواريخ أرض- جو متطورة من طراز اس-300، توازي صواريخ باتريوت الأمريكية. بوتين ونتنياهو خلال ندوة صحفية (خاص) حذر بوتين من أي عمل يسبب مزيدا من زعزعة الاستقرار في سوريا، في ختام مباحثاته مع نتانياهو. من جهة أخرى، سقطت، أمس الأربعاء، قذيفتا هاون أطلقتا من سوريا على المنطقة التي تحتلها إسرائيل من جبل الشيخ، دون التسبب بإصابات أو أضرار، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي. وقالت متحدثة باسم الجيش لوكالة فرانس برس "وقع انفجاران في الجانب الإسرائيلي من جبل الشيخ ونحن ننظر في ظروف الحادث"، مضيفة "نعتقد أن هذا كان نتيجة للوضع الداخلي في سوريا". وأشارت المتحدثة إلى أنه تم إغلاق الموقع الذي يتلقى عادة عددا من الزائرين في هضبة الجولان المحتل وبأن إسرائيل أبلغت الحادث إلى قوى الأممالمتحدة في الجولان. ومنذ بدء النزاع في سوريا قبل سنتين، توتر الوضع في الجولان، لكن الحوادث بقيت حتى الآن محدودة نسبيا واقتصرت على سقوط قذائف سورية في الجانب الذي تحتله إسرائيل وإطلاق رشقات تحذيرية إسرائيلية. وتحتل إسرائيل التي ما تزال في حالة حرب مع سوريا، منذ 1967 حوالي 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها، إلا أن المجموعة الدولية لم تعترف بهذا القرار. وما زالت سوريا تسيطر على 510 كلم مربع من الجولان. ومنذ 1974، تقوم قوة من الأممالمتحدة (قوة مراقبة فض الاشتباك في الجولان) بفرض التقيد بوقف إطلاق النار بين البلدين. من جهتها، ترسم الخارجية الأمريكية إطار مؤتمر دولي سيعقد في يونيو المقبل، في جنيف في محاولة لوضع حد للنزاع في سوريا عبر جمع النظام السوري والمعارضة حول القوى الكبرى. وحض وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي يزور ستوكهولم الرئيس السوري بشار الأسد على عدم تفويت فرصة الجلوس إلى طاولة مفاوضات مع المعارضة بهدف إيجاد تسوية سياسية للنزاع. وكشف كيري، أيضا، أمام الصحافيين في السويد أن في حوزة نظيره الروسي سيرغي لافروف لائحة قدمتها دمشق تضم "أسماء أشخاص قد يمكنهم التفاوض" باسم الرئيس السوري خلال هذا المؤتمر المحتمل للسلام في سوريا. وكانت محادثات جرت، في السابع من ماي الجاري، بين كيري ولافروف وكذلك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اثمرت عن مشروع هذا الاجتماع الدولي. والاجتماع الذي كان من المؤمل عقده في نهاية ماي، لن يعقد قبل بداية يونيو وربما في نهاية الأسبوع الأول أو نهاية الأسبوع الثاني من الشهر المقبل وعلى الأرجح في جنيف، كما أقر كيري. وسيلتقي الوزيران الأميركي والروسي مجددا، مساء الثلاثاء المقبل، على هامش مجلس القطب الشمالي المجتمع في السويد. وأجاب نظام دمشق بأنه يرغب في الاطلاع على"تفاصيل" الاجتماع قبل أن يقرر المشاركة أو لا. وأجرى كيري في الساعات الأربع والعشرين الماضية اتصالات هاتفية مع عدد من نظرائه الأوروبيين والعرب في محاولة لتنظيم هذا الاجتماع، الذي قد يطلق عليه اسم "جنيف 2". واتفقت الولاياتالمتحدة وروسيا الأسبوع الماضي على إمكانية تحريك العملية المعروفة ب"جنيف" على اسم الاتفاق الموقع في المدينة السويسرية في الثلاثين من يونيو 2012، بين القوى الكبرى للتوصل إلى عملية انتقالية سياسية في سوريا. لكن هذا الاتفاق الذي لم يطبق على الإطلاق، منذ قرابة السنة، حمل تفسيرات مختلفة من قبل كل من موسكو وواشنطن في ما يتعلق بمصير الرئيس الأسد.