اعتبر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ أول أمس الأحد، بأكادير٬ أن سوس ماسة درعة تقدم "مشروعا نموذجيا" لإرساء صحافة جهوية تواكب الأوراش المفتوحة، بفضل ما تشهده من عمل مكثف مع جامعة ابن زهر والمهنيين والوزارة الوصية. وأكد الوزير٬ خلال افتتاح فعاليات الملتقى الدولي الأول للصحافيين، الذي يستمر إلى غاية اليوم الثلاثاء٬ أن هذه الجهة تتوفر على أزيد من 30 جريدة، وحوالي 40 مراسلا للصحافة الوطنية، وحوالي 20 موقعا إخباريا إلكترونيا٬ وهو ما يشكل رصيدا مهما وعاملا أساسيا لتقوية الوحدة الوطنية والارتباط بين الجهات. وأوضح أن هذه الدينامية تتماشى وبدايات تبلور نشاط الإذاعات الخاصة وإذاعات القرب مثل مشروع الإذاعة التربوية٬ مبرزا أن الأهم هو "تمكن جامعة ابن زهر من أن تكون إحدى الجامعات الرائدة على المستوى الوطني في مجال التكوين في الإعلام والاتصال". وأشار إلى أن "جامعة ابن زهر هي الجامعة الوحيدة على المستوى الوطني التي تتوفر على ماستر الدراسات العليا في مجال الإعلام والاتصال وتقدم٬ إلى جانب عشر جامعات أخرى على مستوى دراسات الإجازة٬ فرصة للتكوين في مجال الإعلام والاتصال وفي مجال الإجازات المهنية". وبعدما شدد على ضرورة تثمين هذا الرصيد البشري والتكويني، بما يجعله رافدا من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعنصرا أساسيا لتفعيل ورش الجهوية واللامركزية٬ أكد أن "جهة سوس ماسة درعة تمثل إحدى الجهات الرائدة لتقدم نموذجا في هذا المجال". وذكر الخفي بمصادقة الوزارة، أخيرا، على اعتماد "الكتاب الأبيض للصحافة الإلكترونية"، وما تضمنه من مقتضيات من أجل النهوض بهذا القطاع٬ سيما ما يرتبط منها بالاعتراف القانوني٬ فضلا عن التوقيع على عقد برنامج لدعم الصحافة المكتوبة، ومنها الصحافة الجهوية والصحافة الإلكترونية، والشروع في اعتماد نظام للتكوين والتكوين المستمر. وأشار، في هذا السياق، تحديدا إلى أن المديرية الجهوية للاتصال تستعد لطرح مشروع من ثلاث محطات للتكوين بالنسبة لصحافيي الجهة، في إطار شراكة مع جامعة ابن زهر، والمعهد العالي للإعلام والاتصال٬ على أن تتوج التكوينات بشهادات مهنية تمكن المستفيدين من تثمين خبراتهم في مجال الإعلام والاتصال. وتميز حفل افتتاح الملتقى الدولي الأول للصحافيين، بمشاركة ثلة من الصحافيين العاملين في المنابر الإعلامية الدولية والوطنية والمحلية، وعدد من الأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين، جاؤوا للتداول بشأن مجموعة من القضايا التي تهم تطورات الحقل الإعلامي وتبادل المعلومات والخبرات. ويهدف هذا الملتقى٬ بحسب المنظمين٬ إلى مقاربة مجموعة من المحاور ذات الصلة بالحقل الإعلامي على المستوى الدولي والوطني والمحلي، بحيث سيرصد واقع الصحافة ووسائل الإعلام بالمغرب الكبير والشرق الأوسط، كما سيقف عند أوضاع المنطقة ما بعد الربيع الديمقراطي والتحولات التي شهدتها٬ فضلا عن شهادات وروايات صحافيين عاشوا لحظة الانتفاضات الشعبية. وسيتناول المشاركون، أيضا، واقع الإعلام الأوروبي ومستقبله في سياق التطور التكنولوحي٬ علما أن الملتقى الدولي الأول للصحافيين بأكادير يهدف٬ إضافة إلى شقه التكويني المهني٬ إلى خلق فرص تبادل التجارب والخبرات بين الصحافيين بمختلف الدول والمنابر. وعلى هامش الملتقى٬ الذي يتمحور حول ثلاث ورشات تهم "المرأة والعمل الصحفي"، و"تغطية مناطق النزاع"، و"الإعلام الإلكتروني والتطور التكنولوجي"٬ تمت برمجة ورشات سيؤطرها إعلاميون متخصصون في مختلف فروع الإعلام والصحافة تستهدف العاملين في المجال الإعلامي.