ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس الثلاثاء، بصهريج السواني بمكناس٬ بحضور الرئيس الغابوني، علي بونغو أونديمبا٬ حفل افتتاح أشغال المناظرة الوطنية السادسة للفلاحة٬ التي تنظم حول موضوع "الفلاحة التجارية والأمن الغذائي.. أفضل تثمين للقدرات الفلاحية". صاحب الجلالة الملك محمد السادسوالرئيس الغابوني علي بونغو أونديمبا خلال هذا الحفل٬ ألقى وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، عرضا، بين يدي جلالة الملك، استعرض فيه حصيلة مخطط "المغرب الأخضر"، برسم سنة 2012، وكذا آفاق ومسارات التنمية المستقبلية للفلاحة المغربية. هكذا عبر الوزير عن اعتزازه بالخيار الاستراتيجي، الذي يتمثل في تفعيل مخطط " المغرب الأخضر"٬ مؤكدا أن الناتج الداخلي الفلاحي الخام سجل٬ خلال الفترة 2008 - 2012، ارتفاعا ناهز 32 في المائة مقارنة مع الفترة المرجعية (2005 -2007). وأوضح الوزير أن مخطط "المغرب الأخضر" مكن٬ منذ إطلاقه سنة 2008، من الرفع من المساحات المزروعة بنسبة 11 في المائة ( + 750 ألف هكتار)٬ وتحسين مردودية القطاعات المنتجة الرئيسية بنسبة تتراوح ما بين 6 في المائة بالنسبة للحوامض٬ و65 في المائة بالنسبة للحبوب٬ مبرزا أن هناك شبه استقرار في مؤشر أثمان المنتجات الغذائية الفلاحية، التي لم تتجاوز نسبة 13 في المائة٬ مقابل 33 في المائة على المستوى الدولي . وأضاف أن مخطط "المغرب الأخضر"٬ الذي جعل تشجيع تنافسية القطاع الفلاحي في صلب اهتماماته٬ مكن، أيضا، من تشجيع الاستثمار في هذا القطاع، الذي بلغ 53 مليار درهم خلال السنوات الخمس الأخيرة . وبعد أن وصف الموسم الفلاحي الحالي بالاستثنائي٬ أشار أخنوش إلى أن الإنتاج العام للحبوب بوسعه أن يبلغ 97 مليون قنطار٬ منها 52 مليون قنطار من القمح الطري٬ وأوضح أن هذا المنحى التصاعدي يهم، أيضا، إنتاج المزروعات العلفية التي ستصل إلى 18 مليون وحدة كلئية٬ ملاحظا أن إنتاج الفواكه بلغ خلال الموسم الحالي 12 مليون طن أي بزيادة تقدر ب163 في المائة. وأضاف أن إنتاج الزيتون عرف بدوره ارتفاعا نسبته 84 في المائة٬ أي 1,4 مليون طن، وأن المساحة الإجمالية المغروسة بأشجار الزيتون ستصل إلى مليون هكتار قبل متم سنة 2013، مبرزا أن إنتاج البواكر عرف٬ من جانبه٬ نوعا من الاستقرار خلال هذا الموسم حيث بلغ 1,7 مليون طن. وقال الوزير إن تحسين احتياطي الأعلاف واستيراد الأصناف الأصيلة وتحديث وحدات الدواجن مكن من تنمية مختلف القطاعات الحيوانية٬ سيما إنتاج اللحوم الحمراء (460 ألف طن)، وإنتاج الحليب (2,5 مليار لتر)، وإنتاج اللحوم البيضاء (635 ألف طن). وأكد أخنوش٬ الذي جدد عزم الحكومة والمهنيين على مواصلة الجهود من أجل بلوغ أهداف مخطط "المغرب الأخضر"٬ أن السنوات الخمس المقبلة ستشكل مناسبة لتوطيد المكتسبات ومواصلة الاهتمام عن قرب بمتطلبات الفلاح الصغير في إطار الفلاحة التضامنية وإيلاء الأولوية للمناطق الجبلية٬ بهدف تعزيز مكانة القطاع كرافعة للتنمية السوسيو- اقتصادية . وتميز حفل افتتاح المناظرة كذلك، بالكلمة التي ألقاها الرئيس علي بونغو، أونديمبا٬ والتي تمحورت حول مخطط تطوير الفلاحة والمناطق الغابوية ببلاده "الغابون الأخضر"٬ موضحا أن الغابون٬ الذي يتوفر٬ في المجال الفلاحي٬ على أراض ملائمة٬ يواجه صعوبات تتعلق٬ بالخصوص٬ بضعف نسبة السكان، التي تتعاطى للفلاحة٬ والهجرة القروية المكثفة٬ والخصاص في الأطر الفلاحية والبنيات التحتية الهيدرو-فلاحية واللوجستية، التي ما زالت في حاجة إلى تثمين. وأضاف الرئيس بونغو أن مشروع "الغابون الأخضر"، الذي يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية٬ مشروع واعد للغاية إلا أنه لن يتمكن من بلوغ أهدافه دون دعم من القطاع الخاص٬ مذكرا بأن الأوساط العالمية تتوقع ارتفاع الحاجيات بالنسبة للعقدين المقبلين. وقال إنه "يتعين علينا إذن العمل معا من أجل بناء اقتصاديات قوية ومستدامة ودينامية٬ تستفيد منها جميع الأطراف ". وأعرب الرئيس الغابوني٬ من جهة أخرى٬ عن يقينه بأن "المغرب والغابون سيرسيان٬ في أعقاب هذا اللقاء٬ أسس علاقات جديدة تكون أكثر كثافة وتعطي النموذج الأمثل للتعاون والاندماج جنوب-جنوب من خلال شراكات مثمرة ومتعددة الأوجه في مختلف القطاعات. إثر ذلك، ترأس جلالة الملك٬ مرفوقا بالرئيس علي بونغو أونديمبا٬ حفل التوقيع على أربع اتفاقيات بين الحكومة ومهنيي القطاع تروم تطوير الفلاحة المغربية وتعزيز تنافسيتها. وفي ختام هذا الحفل، قدم وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، وثيقة تتعلق بحصيلة مخطط "المغرب الأخضر". حضر هذا الحفل رئيسا مجلس المستشارين، ومستشارو صاحب الجلالة، وأعضاء من الحكومة، وممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب، وعدد من الفاعلين والمهنيين في قطاع الفلاحة وشخصيات مدنية وعسكرية . وكان جلالة الملك والرئيس الغابوني استعرضا٬ لدى وصولهما٬ تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية٬ قبل أن يتقدم للسلام عليهما امحند العنصر، وزير الداخلية٬ ونزار بركة، وزير الاقتصاد والمالية، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري٬ وعبد القادر اعمارة، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة٬ ومحمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة٬ وجوليان نكوغي بيكالي، وزير الفلاحة والثروة الحيوانية والصيد البحري والتنمية القروية الغابوني٬ وسلستين با أوكيوا، الوزيرة المنتدبة الغابونية للفلاحة٬ ونينا أبونا، المديرة العامة للوكالة الغابونية لتأهيل الاستثمارات والصادرات. كما تقدم للسلام على قائدي البلدين، مهمان الحجي عصمان، وزير الثروة الحيوانية النيجيري، وعبدواللاي موموني دجيرماكوي، سفير النيجر بالمغرب٬ وميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني السابق٬ وميشيل جورج هاج، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في المغرب٬ وكزافييه بيلان، رئيس الجامعة الوطنية لنقابات المستغلين الفلاحيين بفرنسا٬ وبيير موجي المدير العام ل"شركة بونج" (شركة أمريكية متخصصة في الصناعة الغذائية)٬ وشخصيات مدنية وعسكرية أخرى. وتكتسي المناظرة السادسة للفلاحة٬ التي تنظم عشية انطلاق الدورة الثامنة للملتقى الدولي للفلاحة (24- 28 أبريل بمكناس)٬ أهمية بالغة بالنسبة لقطاع الفلاحة، حيث تعتبر فرصة ثمينة لعرض حصيلة السياسة الفلاحية الوطنية٬ كما تمكن المستثمرين الوطنيين والأجانب من تحديد الإكراهات وسبل التغلب عليها. ويعكس هذا الملتقى٬ ذو البعد الدولي، والذي يعد فضاء للتفكير الاستراتيجي حول قطاع الفلاحة٬ انخراط المملكة الواضح في استراتيجية تحديث الفلاحة. ويشارك في المناظرة السادسة للفلاحة أكثر من 1000 مشارك٬ من بينهم فاعلون مغاربة وأجانب٬ وممثلو مختلف قطاعات الفلاحة٬ فضلا عن مسؤولين عن مختلف القطاعات المعنية والهيئات المالية.