مكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليمآسفي٬ من تحقيق نتائج ملموسة جدا في مجال محاربة الإقصاء والتخفيف من مظاهر الهشاشة الاجتماعية وتحسين مستوى عيش السكان المحليين. (ماب) فبفضل الجهود الحثيثة٬ التي ما فتئت تبذلها مختلف المصالح المعنية، من سلطات محلية ووزارات وصية٬ إلى جانب سكان الإقليم ومختلف فعاليات المجتمع المدني٬ مكنت مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ المنجزة على مستوى المجالين الحضري والقروي للإقليم، لاسيما بمدينة آسفي ومركزي جمعة سحيم وسبت جزولة٬ من إحداث وتيرة تنموية غير مسبوقة، شملت مختلف فئات المجتمع٬ خاصة النساء والشباب٬ الذين أضحى بوسعهم الانخراط بفعالية في عجلة التنمية عبر العديد من البرامج والمشاريع المنتجة ذات القيمة المضافة. والأكيد أن إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس الخميس بمدينة آسفي٬ على تدشين وإعطاء انطلاقة إنجاز عدد من المشاريع المهيكلة، المندرجة في إطار هذا الورش المجتمعي الدائم والمفتوح٬ والرامية إلى تعزيز تنافسية اقتصاد الإقليم وتحسين ظروف عيش السكان٬ يعكس حرص جلالته الموصول على الدفع بعجلة المسيرة التنموية٬ التي تضع العنصر البشري في صلب اهتمامها٬ والتنزيل الأمثل لمختلف المشاريع والبرامج المندرجة في إطار هذه الرؤية السديدة. والواضح أن مشاريع المبادرة التي حظي القطاع الفلاحي بقسط وافر منها٬ أحدثت دينامية غير مسبوقة على مستوى الإقليم، ومكنت في ظرف وجيز من الرقي بالخدمات الاجتماعية٬ وذلك استنادا إلى الفلسفة التي يقوم عليها هذا الورش المجتمعي المهيكل، الذي يتوخى٬ على الخصوص٬ اجتثاث مظاهر التهميش والإقصاء. ففي ما يتعلق بتنفيذ برنامج محاربة الفقر في العالم القروي٬ المندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليمآسفي خلال الفترة ما بين 2011 و2013، فقد تم برسم الشطر الثاني من المبادرة٬ استهداف 13 جماعة قروية٬ في حين تم في إطار تنفيذ برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري استهداف 9 أحياء حضرية. وبخصوص توزيع مشاريع المبادرة حسب البرامج فقد تم٬ برسم سنة 2011 – 2012، تنفيذ 114 مشروعا على مستوى العالم القروي (44 ألفا و174 مستفيدا)٬ و67 مشروعا بالوسط الحضري (25 ألفا و136 مستفيدا)٬ إلى جانب 94 مشروعا في إطار البرنامج الأفقي (116 ألفا و996 مستفيدا)٬ و23 مشروعا في إطار برنامج محاربة الهشاشة (3282 مستفيدا). وسيتم، برسم سنة 2013، تنفيذ 51 مشروعا على مستوى العالم القروي٬ و3 مشاريع بالوسط الحضري٬ إلى جانب 15 مشروعا في إطار البرنامج الأفقي٬ و5 مشاريع في إطار برنامج محاربة الهشاشة٬ علما أن المشاريع المنفذة تهم مجالات دعم التمدرس (النقل المدرسي٬ إنجاز دور الطالبة) ودعم الولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية٬ وإحداث التجهيزات الرياضية٬ والمشاريع المدرة للدخل. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن تنفيذ مشاريع تتعلق بأنشطة مدرة للدخل على مستوى إقليمآسفي مكن من تحقيق نتائج ملموسة تشهد عليها تحسن مؤشرات التنمية الاجتماعية والإدماج الفاعل لأعداد أكبر من الفئات المستهدفة ضمن النسيج السوسيو- اقتصادي٬ بما يؤكد نجاعة هذه المقاربة التي أثمرت العديد من المشاريع المماثلة بمختلف جهات المملكة. وفي الواقع٬ شهد تنفيذ المشاريع المتعلقة بالأنشطة المدرة للدخل زخما غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة٬ كما يدل على ذلك إحداث العديد من البنيات الإنتاجية والمقاولات الصغرى والصغرى جدا٬ في الحواضر كما في القرى٬ لاسيما في قطاعات الفلاحة والتجارة والصناعة التقليدية. والأكيد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نجحت في تغيير معالم الجماعات والأحياء المستهدفة بإقليمآسفي٬ وذلك بإنجاز العديد من المشاريع التنموية التي شملت دعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية، ودعم الأنشطة المدرة للدخل، ومشاريع التنشيط الثقافي والرياضي٬ إلى جانب دعم الحكامة المحلية٬ وذلك وفق مقاربة تشاركية تعتمد التشخيص والتخطيط التصاعدي والتتبع والتقييم كآليات لترسيخ الحكامة في تدبير المشاريع المندرجة في إطار هذا الورش المجتمعي الضخم.