كرم مهرجان "بيرد آي فيو" البريطاني ثلاث مخرجات من المغرب وتونس ولبنان، في دورته الأخيرة، التي اختتمت فعالياتها يوم الأربعاء المنصرم، في لندن. توجت لجنة تحكيم الدورة، التي احتفت بالمواهب الإبداعية للمخرجات العربيات، المخرجة المغربية ليلى كيلاني بجائزة أحسن فيلم طويل عن شريطها "على الحافة"، ومنحت المخرجة اللبنانية إليان الراهب بجائزة أحسن فيلم وثائقي عن شريطها "ليال بلا نوم"، وحصلت المخرجة التونسية ليل بوزيد على جائزة أحسن موهبة صاعدة. واختتم المهرجان، الذي عرض أفلامه على مدى ثمانية أيام في لندن، بعرض فيلم "حبيبي" للمخرجة الفلسطينية سوزان يوسف، وهو أول فيلم طويل يعرض في غزة، منذ أكثر من 15 عاما. وكسر المهرجان السينمائي، الذي يحتفي سنويا بالمخرجات من مختلف أنحاء العالم هذا التقليد في دورة هذا العام بتركيزه على مخرجات من منطقة محددة. وقالت إلهوم شاكيريفار، المديرة الفنية للمهرجان، إن المنطقة العربية تشهد موجة إنتاج للأفلام، وتتزايد النساء اللاتي تقدن تلك المشروعات. وتشير دراسة أعدها مركز دراسة المرأة في التلفزيون والسينما أن عدد النساء في صناعة السينما يتزايد، وأن عدد النساء اللاتي يقمن بأدوار تتعلق بالإخراج ارتفع من خمسة في المائة في 2011 إلى تسعة في المائة في العام 2012. غير أن الدراسة وجدت أيضا، أن أكثر من 90 في المائة من بين أكبر 250 فيلما تحقيقا للنجاح التجاري في هوليود في 2012 كانت من إخراج رجال. وقال أعضاء بلجان التحكيم بمهرجان "بيرد آي فيو" إن المرأة ما زالت تواجه معوقات في صناعة السينما. وقالت ريبيكا براند، عضو لجنة التحكيم الخاصة بجائزة أحسن موهبة صاعدة "أعتقد أننا شاهدنا تغيرا بالنسبة للمرأة في الصناعة، وآمل حقا أن يستمر ذلك، للأسف مازالت الإحصائيات مخيبة للآمال إلى حد بعيد". وأضافت "الشيء العظيم بشأن مهرجان مثل "بيرد آي فيو" هو أنه إيجابي حقا ويظهر حجم وجودة العمل الذي تقوم به المرأة هناك". وقالت عضو لجنة التحكيم في جائزة أحسن فيلم طويل، المخرجة السينمائية سالي الحسين، إن المرأة تواجه "حاجزا غير مرئي" وأن زيادة الوعي مسؤولية النساء الأخريات في الصناعة. وقالت "أعتقد أن هذا الحاجز غير المرئي موجود أمام المخرجات السينمائيات.. بغض النظر عن الدولة التي يعشن فيها، حتى في المملكة المتحدة وأمريكا الوضع ليس جيدا كثيرا بالنسبة للمخرجات، لذا فإن أي شيء يمكن أن يشجع المرأة بغض النظر عن المنطقة التي تنتمي إليها هو شيء طيب". وقالت سالي إن مهرجانات مثل "بيرد آي فيو" تتيح للمخرجات عرض أعمالهن على جمهور أكبر. وقالت "بالنسبة لي ولكوني نصف مصرية أنا مهتمة بشكل شخصي بتلك المنطقة وذلك الجزء من العالم وبتشجيع المخرجات في هذا الجزء من العالم، لذا فهذا (المهرجان) طريق واسع للجمهور لمشاهدة أفلام عادة لا يتمكنون من مشاهدتها، ربما يقرأون أن تلك الأفلام فازت بجوائز في مهرجانات في أنحاء العالم، لكن لم تتح لهم الفرصة لمشاهدة تلك الأفلام على شاشة سينما". وقال مركز دراسة المرأة في التلفزيون والسينما إن النساء يشكلن أقل من 10 في المائة من المخرجين السينمائيين أقل من 15 في المائة من كتاب السيناريوهات. وأجرى معهد "صندانس" دراسة مماثلة ووجد أن مقابل كل مخرجة يوجد 15 مخرجا في أكبر أفلام هوليود تحقيقا للإيرادات.