ثلاثة نجوم من أصول مغربية يتربعون على عرش الكوميديا والغناء، جمال الدبوز، وجاد المالح، وزهرة هندي، المولودة سنة 1979 بمدينة خريبكة، والمترعرعة وسط عائلة من الفنانين الأمازيغ من مؤسسي مجموعة أودادن. هاجرت إلى فرنسا في سنة 1993 وتغني باللغات الإنجليزية والفرنسية والأمازيغية، أخرجت ألبومها الأول "هاندميد" سنة 2010، وحصلت من خلاله على جوائز "ليفكتوار دو لاموزيك". أما الكوميديان من أصل مغربي٬ جاد المالح وجمال الدبوز٬ فيعدان حسب نتائج استطلاع الرأي (توب 50)، الذي يجريه المعهد الفرنسي للرأي العام لفائدة الأسبوعية الفرنسية (لو جورنال دو ديمانش)، من الشخصيات المفضلة لدى الفرنسيين، إذ احتل المالح والدبوز المركزين الثاني والثالث في فئة الكوميديا٬ وتعتبر هذه النتيجة أفضل أداء لاثنين من الممثلين الكوميديين من أصل مغربي حسب (توب 50). يعد الدبوز المتحدر من أسرة مغربية مسلمة من مدينة تازة، نموذجا لنجاح أطفال الضواحي، إذ خطا بهدوء نحو عالم الكوميديا الفرنسية ليصبح زعيم الفكاهة باللغة الفرنسية، ويتحول من ابن مهاجر بحي فقير إلى نموذج لنجاح شباب المهجر. بدأ الدبوز المولود في 18 يونيو 1975 في بلدة تراب في منطقة إيفلين في الضواحي الجنوبية لباريس، مسيرته الفنية بالمسرح هاويا دون أن يلج معهدا لدراسته، وينال استنادا إلى موهبته أدوار البطولة منذ البداية. نحت في الصخر حتى وصل إلى المجد، جمع بين الحذق في إضحاك الفرنسيين والناطقين بلغتهم، وبين البراعة في إدارة الأعمال. عند بلوغه سن العشرين سيعرف الشهرة على أيدي القائمين على راديو نوفا، الذين توسموا فيه الموهبة الفذة، فكان له البرنامج الإذاعي "سينما جمال"، ليصبح البرنامج متلفزا ويعرض على قناة باريس الأولى، وبعد النجاح الذي عرفه برنامجه الإذاعي، انهالت عليه عروض سينمائية لاقت بدورها نجاحا كبيرا. جمال الكوميدي، والإنسان، ورجل الأعمال، أنشأ ناديا للكوميديا يبحث عن المواهب الفكاهية ويدعم مسيرتها، كما يوازي وجوده الفني والمالي بتضامن اجتماعي، إذ يشرف على جمعية ساعة الفرح للعناية بالأطفال إلى جانب منظمات خيرية أخرى. أما جاد المالح فهو مغربي يهودي الديانة مولود عام 1971 في الدارالبيضاء، نشأ داخل أسرة يهودية مغربية، يتحدث العربية (اللهجة المغربية) بطلاقة، بالإضافة إلى الفرنسية والعبرية والإنجليزية، ومستوى جيد في اللغة العربية. بعد حصوله على شهادة البكالوريا من ثانوية ليوطي بالبيضاء، رحل إلى مونتريال لاستكمال دراسته الجامعية، ثم انتقل إلى باريس سنة 1992 من أجل إكمال تحصيله الدراسي. بدأت مسيرته مع التمثيل سنة 1995، إذ قام بأداء أول عروضه الفكاهية على خشبات المسارح الفرنسية، ولاقى نجاحا باهرا في فرنسا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية، وجرى اختياره في يناير 2007 كأكثر الشخصيات الفرنسية مرحا. إلى جانب العروض المسرحية شارك المالح في مجموعة من الأفلام إلى جانب كبار الفنانين الفرنسيين، كما قام بالتأييد والتضامن مع وطنه الأم المغرب، حيث قام سنة 2004 بأعمال تضامنية ساند فيها ضحايا زلزال الحسيمة، وفي عام 2006 اختاره الفرنسيون الفنان الكوميدى الفرنسي الأول. جاد المالح مغربي قبل أن يكون يهوديا أو حتى فرنسيا، فإن افتخاره بمغربيته حاضر بقوة في حفلاته، وأيضا، في زياراته المتكررة للمغرب، فهو يملك منزلا في الحي الذي ولد فيه في الدارالبيضاء، وعدد من أفراد عائلته يعيشون بالدارالبيضاء، حيث نشأ، فجاد مغربي وأجداده ووالداه لم يجرفهم تيار الهجرة إلى إسرائيل، وبقوا في أرض المغرب إلى يومنا هذا.