قام عدد من قدماء الطلبة السينغاليين بالمغرب٬ يوم السبت الماضي، بوضع الحجر الأساس لبناء مدينة الحسن الثاني٬ وهو مشروع سكني يمتد على 10 هكتارات بضاحية دكار. وأكد رئيس تعاونية قدماء الطلبة السينغاليين بالمغرب، الحاج إبراهيما تيام٬ خلال حفل أقيم بالمناسبة، بحضور وزيرة الإسكان السينغالية، كودية مباي٬ أن هذا المشروع يندرج في إطار الدينامية الجديدة، التي تشهدها العلاقات الثنائية، التي أفرزتها زيارة جلالة الملك محمد السادس للسنيغال (15- 18 مارس)٬ مبرزا أن الاسم الذي تم اختياره لهذه المدينة يعد احتفاء بذكرى المغفور له الحسن الثاني٬ ودلالة على الصداقة والأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين. وبعدما أكد أنه بإمكان كافة السينغاليين والمغاربة المقيمين بالسينغال الاستفادة من هذا المشروع٬ أعرب الحاج إبراهيما تيام عن أمله في أن تشكل هذه المدينة فضاء للتلاقي والتواصل بين السينغاليين والمغاربة في جو يسوده التوافق والأخوة٬ مسجلا أن الشعبين يتقاسمان تاريخا طويلا يتسم بالدفاع عن القيم والمبادئ الإسلامية والعالمية من خلال الحوار والحكمة والتسامح. من جهتها٬ أشادت الوزيرة السينغالية بهذا المشروع، الذي يندرج في إطار سياسة الحكومة للنهوض بالسكن اللائق والمتاح لكافة السينغاليين٬ مشددة على أن هذه المدينة تعكس جودة العلاقات الراسخة بين المغرب والسينغال، التي ما فتئت تتعزز باستمرار بفضل قائدي البلدين. كما نوهت بالتعاون المثمر بين البلدين والدينامية الجديدة، التي شهدتها هذه العلاقات بمناسبة الزيارة الملكية للسينغال٬ معبرة عن الاهتمام الذي يوليه بلدها للتجربة، التي راكمها المغرب في مجال السكن٬ خاصة السكن الاجتماعي٬ سيما أن حاجيات السينغال في هذا المجال تصل إلى 125 ألف وحدة. وأضافت أن مبادرة مدينة الحسن الثاني تأتي في سياق رؤية الحكومة في مجال تهيئة التراب٬ معتبرة أن هذه المدينة يمكن أن تشكل نواة لمدينة مجاورة٬ كما هو معمول به في المغرب، والتي من شأنها أن تخفف الاكتظاظ الذي تعانيه مدينة دكار. من جهته٬ نوه ممثل سفارة المغرب في هذا الحفل أحمد لصفر بإطلاق هذا المشروع الذي يصادف زيارة جلالة الملك للسينغال٬ مبرزا أن مشروعا من هذا القبيل يشهد على الروابط التاريخية التي تجمع البلدين وتعكس تشبث قدماء الطلبة السينغاليين بالمملكة٬ وطنهم الثاني. يذكر أن هذه التعاونية كانت أطلقت سنة 2006 بمبادرة من أعضاء من جمعة الحسن الثاني للثقافة الإسلامية بالسينغال، وجمعية قدماء الطلبة السنغاليين بالمغرب٬ وهما إطاران جمعويان يجمعان مئات السينغاليين الذين تربطهم الدراسة بالمغرب. ويتابع مئات من الطلبة السينغاليين في إطار التعاون المغربي السينغالي سنويا دراستهم في الجامعات وكبريات المدارس بالمغرب. كما يحتل أطر سينغاليون تلقوا تكوينهم بالمغرب مواقع مهمة في مختلف قطاعات الأنشطة في السينغال. وحسب الحاج إبراهيما تيام٬ فإن هذه التعاونية تعتزم توسيع هذا المشروع بالنظر إلى الإقبال الذي عرفه الشطر الأول.