أبرز معهد غايتستون٬ وهو مجموعة تفكير أمريكية متخصصة في القضايا الاستراتيجية والدفاع٬ أن الجولة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإفريقيا تشكل تعبيرا عن قيادة تحرص على إقامة تعاون متضامن يعود بالفضل على الجميع في إطار من الاستقرار٬ مع تحقيق مصالح سكان المنطقة. وأكد المعهد٬ في مقال تحليلي معزز بشريط فيديو يستقبل خلاله جلالة الملك شيوخ وقادة الطرق الصوفية السينغالية٬ أن "الزيارات التي قام بها جلالة الملك إلى إفريقيا، منذ اعتلائه عرش البلاد، تندرج في سياق رؤية استراتيجية تروم تعزيز دور المغرب كمدافع عن الاستقرار السياسي٬ والازدهار الاقتصادي وتعزيز القيم والإرث الثقافي بالقارة". وأضافت مجموعة التفكير الأمريكية أنه من أجل بلورة هذه الرؤية على أرض الواقع٬ أطلق المغرب٬ تحت قيادة جلالة الملك سلسلة من المشاريع في مجالات كهربة العالم القروي والنقل والفلاحة وقطاع الأدوية٬ وكذا في مجال نقل الخبرات والمعارف. وأكد صاحب المقال أحمد الشرعي٬ عضو مجلس إدارة مجموعة التفكير الأمريكية (فوريين بوليسي ريسورتش أنستيتيوت)٬ أنه على مستوى القطاع البنكي٬ فإن المغرب يوجد اليوم في ما لا يقل عن 20 بلدا إفريقيا٬ علاوة على وجود جالية مغربية نشيطة تعكس جودة الروابط العريقة القائمة بين المغرب وإفريقيا. من جهة أخرى٬ أبرز (غايتستون) الدور المركزي للمغرب في مكافحة الإرهاب٬ وكذا الجهود التي تبذلها المملكة داخل مجلس الأمن من أجل اعتماد قرار يسمح بنشر قوة عسكرية إفريقية بمالي من أجل قطع الطريق على الجماعات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة٬ التي تنشط شمال هذا البلد الإفريقي. كما أبرز المقاربة التي ينهجها المغرب في مجال مكافحة الأفكار المتطرفة من خلال تعزيز ونشر قيم الإسلام المتسامح٬ مشيرا إلى أن المكانة المتميزة للمغرب بالقارة الإفريقية٬ بفضل تعزيز قيم التفاهم المتبادل والتضامن والتعاون الفعال٬ جعلت المملكة أرضية لا محيد عنها للولوج إلى القارة بالنسبة للشركات الأمريكية الراغبة في الاستثمار في أسواق القارة السوداء. وأكد العديد من المسؤولين الأمريكيين أن اتفاق التبادل الحر مع المغرب يتيح "فرصا هائلة" للتبادل والاستثمار بالنسبة للبلدين على جميع المستويات، خصوصا بالنسبة للمملكة، التي تمثل، بالنظر إلى موقعها الجغرافي، جسرا نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذا نحو أوروبا. وحسب المصلحة التجارية الأمريكية، التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، فإن المغرب يمثل بالنسبة للمستثمرين والمقاولات الأمريكية "نقطة عبور مثالية" للتصدير نحو أوروبا، والشرق الأوسط وإفريقيا، بفضل بنياته المينائية، خصوصا ميناء طنجة المتوسط، التي يرتبط بشكل مباشر بالعديد من الموانئ الأمريكية.