علمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أن المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج أكدت ضرورة تطبيق المؤسسات السجنية مقاربتين للحد من تسريب المخدرات والهواتف المحمولة والأغراض الممنوعة تكون الأولى مبنية على تفعيل إجراءات أمنية مبنية على توسيع آليات التفتيش، وتتلخص المقاربة الثانية في إعمال تدابير اجتماعية، عبر التقرب من نزلاء المؤسسات السجنية وإعادة إدماجهم. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تسريع تفعيل هاتين المقاربتين يأتي بعد لجوء عدد من المعتقلين وذويهم إلى طرق مبتكرة لتسريب المخدرات والهواتف المحمولة، إذ لم يعد الأمر مقتصرا على الرمي بالممنوعات من خارج أسوار السجن إلى ساحات الفسحة، بل تعداه إلى استغلال قفف المؤونة والطرود البريدية، التي توفرها الأسر للمعتقلين، ما حتم على إدارة المؤسسات السجنية التجند للتصدي للظاهرة، من خلال مقاربة أمنية ترتكز على مذكرات المندوب العام للسجون، الداعية إلى تبني اليقظة والدقة في تفتيش المؤونة ومراقبة باحة الزيارة. وأكدت مصادر "المغربية" أن تفعيل المقاربة الأمنية مكن من إحباط العديد من العمليات أثناء الزيارة العائلية، آخرها سجل الأسبوع الماضي بالسجن المحلي بقلعة السراغنة، إذ أحبطت محاولتان لتسريب المخدرات بمناسبة زيارة عائلتين لابنيهما. كما أثمرت عملية مراقبة الطرود البريدية عن ضبط 20 هاتفا محمولا بالمؤسسة السجنية ذاتها، وهاتفين محمولين كانا مدسوسين وسط نعل جلدي أحضرته عائلة أثناء زيارتها لابنها، وحجز الموظفين هاتفين محمولين، ألقي بهما من خارج أسوار السجن. في السياق نفسه، تشرف فرق التدخل السريع على عمليات التفتيش، التي تجري بشكل منتظم وفجائي تحت إشراف رؤساء المعاقل، والتي يتجند لإنجاحها موظفو السجن، الذين يمكنهم نظام يوم ونصف كراحة تعويضية من الانخراط في سياسات التفتيش. أما المقاربة الثانية فهي ذات بعد اجتماعي، من خلال فسح المجال أمام النزلاء لتفجير مواهبهم الفنية والأدبية والرياضية لتحقيق إدماج فعال للسجناء، إذ تستضيف المؤسسات السجنية فاعلين بالمجتمع المدني ينشطون ندوات في مواضيع اجتماعية، لها ارتباط بالاعتقال وعالم السجن، بالإضافة إلى تنظيم المركبات السجنية أنشطة رياضية يساهم في تأطيرها فنانون ورياضيون، غالبا ما تتوج بمباريات يكون أحد طرفيها فرق النزلاء. وأضافت المصادر ذاتها أن إعمال هاتين المقاربتين في السجن المحلي بقلعة السراغنة ساهم في تجفيف منابع تعاطي السجناء للاتجار واستهلاك المخدرات، كما فتح أفاق إعادة الإدماج بعد مغادرة النزلاء السجون.