قال مدير قسم المغرب العربي بالمكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للبنك الدولي السيد سيمون غراي٬ "إن المغرب وضع تصورا استراتيجيا حول سياسة الهجرة تشرí ̧ف البنك الدولي بتقديم مساهمة تقنية له". وأكد غراي خلال مداخلته في ورشة عمل نظمت اليوم الأربعاء بالرباط حول المغاربة المقيمين بالخارج٬ أن المغرب له تجربة طويلة في مجال وضع مؤسسات وبرامج متخصصة تعمل على تتبع الحركة الدولية للعمال بغية ضمان تنمية بشرية أفضل للمهاجرين وذويهم وبلدهم. وأوضح أن هذه الورشة توخت النهوض بتبادل الخبرات بين دول الجنوب٬ وإثارة نقاش مفتوح من شأنه أن يسفر عن وضع خارطة طريق ترمي إلى تحضير ووضع مبادرات جديدة وتقييم البرامج والسياسات القائمة. وأضاف أن هذه الورشة شكلت فرصة لمناقشة المؤتمر المقبل حول الهجرات الدولية والتنمية الذي ستحتضنه الرباط في شهر ماي المقبل٬ والذي ينظم لأول مرة خارج الولاياتالمتحدة وفرنسا. من جهته٬ أبرز الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج? السيد عبد اللطيف معزوز٬ المؤهلات الكبيرة للجالية المغربية المقيمة في الخارج٬ ومساهمتها الإيجابية في تنمية دول الاستقبال. ورأى معزوز أن هذه الإمكانيات تستدعي وضع استراتيجية وطنية تخدم مصالح المغاربة المقيمين في الخارج والمغرب والبلدان المضيفة٬ مؤكدا أن وزارته تعمل رفقة شركائها المؤسساتيين على بلورة هذه الاستراتيجية الموجهة لتعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية بمسألة الهجرة في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وأشار إلى أن استيعاب الخبرات التي راكمتها الكفاءات المغربية المقيمة في الخارج من شأنه أن يعطي دفعة قوية لمسار التنمية في البلاد٬ لاسيما وأن العديدة من الكفاءات المغربية "عبرت دوما عن استعدادها للمشاركة في الأوراش الكبرى التي انخرط فيها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس". وأضاف أن الهجرة تعد تحديا كبيرا يستدعي وضع مقاربة شمولية من أجل ضمان التوازن بين انشغالات بلدان الاستقبال والطموحات التنموية للبلدان المصدرة للهجرة ومشاريع حياة المهاجرين وتسهيل التنقل الشرعي للأشخاص. ومن جهة أخرى٬ تابع المشاركون في هذه الورشة مداخلة عن طريق الفيديو ليوهان محمود ميريكان حول موضوع "رؤى متقاطعة-التجربة الماليزية"٬ والتي استعرض خلالها أهم محاور مخطط "تالنتكورب" الذي تم إحداثه سنة 2011 بهدف الرفع من كفاءة المواهب الماليزية وإنشاء شبكة تجمع أفضلهم وتطوير أرضية للتبادل بين المهاجرين الماليزيين المقيمين في الخارج. وتمحورت أشغال هذه الورشة حول ثلاثة مواضيع هي "شبكات المعرفة والكفاءات" و"تجميع وتحليل المعطيات حول الهجرة" و"المصالح القنصلية والمغاربة المقيمين في الخارج".