قالت خريجة برنامج "مواهب" الفنانة المغربية رفيعة غيلان، إن "برنامج "مواهب"، الذي كان يشرف عليه الراحل عبد النبي الجراري، ساهم في اكتشاف الرعيل الأول من النجوم المغاربة، من طينة نعيمة سميح، وعزيزة جلال، وسميرة سعيد، والعديد من الأصوات التي أطربت جمهورا عريضا في المغرب كما في العالم العربي. وأفادت المطربة عزيز غيلان، في تصريح ل"المغربية"، أن برنامج "مواهب"، الذي تعتبره مدرسة مغربية بامتياز، ساهم في اكتشاف موهبتها الفنية، من خلال جولة كان يقوم بها البرنامج لمدينة أصيلا، تزامنا مع مهرجانها السنوي. وأشارت إلى أنها شاركت وفازت في البرنامج"، ومازلت تتذكر أن الراحل عبد النبي الجراري، منحها نقطة 7 على عشرة، بينما عادت النقطة الأولى لفنانة كانت معروفة آنذاك باسم عائشة العلوي، لكن لم تستمر للأسف في الميدان الفني". وأبرزت غيلان أن موهبتها برزت من خلال أدائها مجموعة من الأغاني، التي حظيت بإعجاب كبار الفنانين المغاربة آنذاك، الذين استفادت من تجاربهم في ما بعد، ضمنهم عبد الوهاب أكومي، مبرزة أن برنامج "مواهب" كان بالنسبة إليها مدرستها الأولى التي تعلمت فيها مبادئ وأبجديات الغناء، إذ تربطها علاقة كبيرة بهذا البرنامج، الذي ساهم في اكتشاف جيل من الفنانين. وأكدت أن الراحل، لم يكن متساهلا في تعامله مع هذه المواهب، ولا في اختياره، بحيث كان يهتم بالفائزين الثلاثة الأوائل. ومن بين المواهب التي تبناها ولحن لها الراحل عبد النبي الجراري، الفنانتين عزيزة جلال، وسميرة بن سعيد. وتؤكد غيلان أن "كل الفنانين الذين تخرجوا من برنامج "مواهب"، أصبحوا نالوا الشهرة فيما بعد، ومازالت أغانيهم تردد حتى الآن. فبرنامج مواهب تقول غيلان، لن يتكرر، رغم وجود البرامج الجديدة التي تعمل جاهدة لإبراز المواهب الشابة، كبرنامج "استوديو دوزيم"، الذي تشرف عليه القناة الثانية ويهتم بالمواهب من مختلف جهات المغرب، وكذا من المغرب العربي وإفريقيا وأوروبا. لكن رغم هذه البادرة الحسنة من القناة الثانية، إلا أنها لم تقدم نجوما محترفين، باستثناء بعض الأسماء التي هاجرت أو التي تبنتها برامج أخرى، عكس ما كان عليه الحال بالنسبة لبرنامج "مواهب". تقول رفيعة "إننا في حاجة ماسة لبرامج قوية لاكتشاف المواهب الشابة، لكن شريطة أن تتبنى مشاريعهم الفنية، وتدفع بهم من أجل الاستمرار في الميدان الفني، لأن الأغنية المغربية تعيش مرحلة احتضار، لان ضعف الكلمات وهزالة الألحان عاملان ساهما في تدهورها وجعلاها تبتعد عن الأهداف المرجوة. فالأغنية المغربية تعيش أزمة حقيقية، مقارنة مع فترات ازدهارها، في وقت كان الكبير والصغير يتغنى بها. واليوم تضيف غيلان أصبحت العوامل المادية تتحكم في مصير الأغنية المغربية"، في السابق، لم يسمح للمطرب المغربي أن يقدم أغنية إلا بعد مروره أمام لجنة مكونة من فنانين كبار، وبعد تمارين طويلة، فضلا عن التكوين، سواء في معاهد الموسيقى، أو على أيدي فنانين متمرسين في الميدان، عكس اليوم. وهذا لا يعني أنه ليس لدينا فنانون بالعكس، فالفنانون الشباب أثبتوا وجودهم حتى في الخارج، كما شهدنا أخيرا، من خلال مشاركتهم في برامج مثل "أحلى صوت"، الذي يبث على شاشة قناة " إم.بي سي"، والشأن نفسه، بالنسبة إلى برنامج "ارب أيدل"، وهي برامج استطاع النجوم الشباب المغاربة أن يؤكدوا من خلالها نجاحهم وتفوقهم". وتشدد غيلان على أن هذه البرامج تساهم في اقتصار الطريق على هؤلاء الفنانين للشهرة، عكس ما كان عليه الحال بالنسبة إلى البرامج السابقة، بحيث لم يمكن ممكنا للفنان أن يصل إلى الشهرة، إلا بعد قطع سنوات طويلة في الميدان.