بعد فترة نقاهة، قضتها بين مدينتي مراكش وبن سليمان، عادت الفنانة القديرة عائشة ماهماه لتعانق جمهورها، من خلال تكريمها في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، في دورته الأخيرة، إلى جانب الفنانين عبد الله العمراني ومحمد بنبراهيم. الفنانة المغربية عائشة ماهماه في حوار ل "المغربية" فتحت ماهماه قلبها لتتحدث عن رغبتها في تقديم أعمال متميزة، تجدد من خلالها علاقتها بالجمهور، الذي تعتز به كثيرا، خصوصا بعد الوعكة الصحية التي ألمت بها أخيرا، وأبعدتها عن الميدان لشهور، كاشفة أنها تطمح لتجسيد أعمال فنية تتعلق بالشخصيات التاريخية، التي طبعت الساحة التاريخية المغربية. وقالت إنها تحن لخشبة المسرح، كما تتمنى أن تطل على الجمهور بالأعمال السينمائية لأن لها سحر خاص، وترى أن التلفزيون هو الأقرب إلى قلبها لأنه ساهم في شهرتها بشكل كبير. وأكدت الفنانة المغربية أنها متفائلة بمستقبل السينما المغربية، لأنها تتوفر على مخرجين شباب لديهم رؤية فنية، وأفكار جيدة، يحاولون إيصالها للجمهور بشكل فني. وتبقى الفنانة القديرة عائشة ماهماه، من الوجوه الفنية، التي أتحفت الجمهور المغربي بأعمال متميزة، أبرزها "رحيمو" التي تألقت فيها إلى جانب الفنانة سعاد صابر، كما لها مشاركات كثيرة جمعت بين المسرح والتلفزيون والسينما. جرى تكريمك أخيرا في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة. كيف تلقيت خبر التكريم؟ التكريم جاء في وقته، لأنه تكريم معنوي لمساري الفني. أسعدني التكريم الذي حظيت به إلى جانب الفنانين محمد بنبراهيم، وعبد الله العمراني. بعد فترة النقاهة، التي قضيتها بين أهلي في مدينة النخيل وبن سليمان، التي تتمتع بهواء نقي، فوجئت بخبر تكريمي في المهرجان، الذي أعطاني نفسا جديدا، وشحنني بقوة جديدة. الجميل في التكريم أنني كرمت وسط زملائي في الدرب، الذين ساندوني وعبروا عن حبهم الكبير لي. لن أنسى الحفاوة التي استقبلني بها جمهور عروس الشمال. ماذا تمثل لك التكريمات؟ هي تشريف وتكليف في الوقت نفسه. عندما يكرم الفنان، فهو مطالب بتقديم أعمال ذات جودة عالية. أتمنى أن أشارك في أعمال فنية قريبا، لأنني مازلت قادرة على العطاء، كما أن التمثيل هو مصدر رزقي الوحيد. بعد أن تعافيت وتحسنت حالتك الصحية، هل لديك مشاريع فنية مستقبلية؟ تلقيت عروضا مختلفة، ما زالت قيد الدراسة، منها أعمال تتعلق بشهر رمضان. ما هو الدور الحلم الذي تتمنين تقديمه للجمهور؟ الأدوار عديدة، ومختلفة، أبرزها الأدوار التاريخية، والشخصيات الأدبية، والنساء المقاومات، اللائي طبعن أسماءهن في الساحة التاريخية المغربية. وتبقى الأدوار التاريخية هي التي تشدني أكثر. على المركز السينمائي المغربي واتحاد كتاب المغرب التعاون من أجل تقديم أعمال فنية تتعلق بأولئك الذين صنعوا تاريخ المغرب. من هي عائشة ماهماه؟ أنا إنسانة بسيطة ضحيت من أجل أبنائي. طلقت مرتين، وتكفلت وحدي بتربية أبنائي. لي كل الفخر والاعتزاز أنني كافحت من أجلهم. اشتغلت وتعبت من أجل الآخرين. لم أطالب بنفقة أبنائي، واستطعت أن أودي رسالتي بأمان. أظن أن الأزمة المادية التي أعيشها حاليا دليل على أنني لم أمد يدي يوما إلى زوجي السابقين. أفتخر بمجهوداتي، لأنني ألغيت نفسي من أجل الآخرين. أنا الآن سعيدة جدا بمدونة الأسرة، التي تصون حقوق الطفل. لم تعد حقوق الطفل مهضومة، الحمد لله أنني عشت حتى هذا اليوم، الذي تحققت فيه مدونة الطفل وصانت حقوقه. هل الساحة التمثيلية بخير؟ أشعر أنها تعيش حاليا ركودا كبيرا، حتى شركات الإنتاج توقف أغلبها عن النشاط، إلا قلة قليلة. كيف هي علاقتك بجيل الشباب من الفنانين؟ الفنان الناجح في نظري هو من درس ولديه حماس وأفكار متطورة. جيل الشباب في حاجة إلى فنانين مخضرمين. أحترم كل فنان يقدم الجيد. العمل الفني الذي يجمع بين الشباب والجيل الأول يشمل مزيجا من الأفكار والخبرة. وكيف هي علاقتك بجيل الرواد؟ أحترم كل فنان سبقني إلى الميدان ولو بليلة واحدة، لأنني أومن بالمثل القائل "اللي سبقك بليلة سبقك بحيلة". أتعلم من تجارب الفنانين الرواد. كلما قدمت عملا فنيا، أشعر أنني أقف أمام الكاميرا للمرة الأولى، وكأنني مبتدئة. ما هي الأعمال التي تحنين إليها؟ كثيرة هي الأعمال التي ستظل راسخة في ذاكرتي، لكن العمل الذي أتعبني كثيرا لم أتذكر اسمه الآن، جمعني مع المخرج حسن بنجلون. متى التحقت بعالم التمثيل؟ كان ذلك سنة 1979، درست بالمعهد إلى جانب طلبة شباب، وأول حضور لي أمام الجمهور كان من خلال مسرحية "عائد إلى حيفا". المسرح كان انطلاقتي، بعدها شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية. ماذا تستخلصين من الوعكة الصحة التي ألمت بك؟ الأزمة الصحية التي ألمت بي أخيرا، جعلتني أكتشف أنني محبوبة من قبل الجميع، حتى أقرب الناس إلى قلبي، لأنهم لا يعبرون دائما عن حبهم الكبير لي، لكن، أثناء مرضي، لمست في أعينهم مدى خوفهم من فقداني. الشيء المهم الذي استخلصته من مرضي، هو أنني يجب أن أعتني بنفسي كثيرا. بين المسرح والتلفزيون والسينما، ما هي المجالات الأقرب إلى قلبك؟ بالنسبة للمسرح، اشتقت إلى خشبته. منذ زمن بعيد لم أقف أمام الجمهور المغربي. المسرح له ميزته، لأن الفنان على الخشبة ملزم بأن لا يخطئ. بالنسبة للسينما لها سحر خاص، لكن للأسف، حاليا العديد من القاعات السينمائية أغلقت أبوابها. لدينا مخرجون سينمائيون أكفاء. أنا متفائلة بمستقبل السينما في المغرب، وأعتبرها مجال الانتشار، أما التلفزيون، فهو الذي فتح أبواب الشهرة أمامي. التلفزيون، يدخل الفنان على الجمهور في البيوت دون استئذان، لذا فهو مطالب بتقديم أعمال ترقى إلى تطلعات هذا الجمهور.