تعززت البنيات التحتية للمنشآت الدينية بإقليم بن سليمان بمشاريع جديدة أطلقها٬ أمس الجمعة٬ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن٬ تعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته للشأن الديني وكذا لتعزيز القيم الروحية والأخلاقية بالمجتمع المغربي. (ماب) وهكذا أشرف جلالة الملك على وضع الحجر الأساس لبناء مركب ديني وثقافي وإداري تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومدرسة للتعليم العتيق. ويعكس هذان المشروعان٬ اللذان عبئت لهما استثمارات بقيمة 64 مليون درهم٬ أيضا٬ العناية الموصولة التي ما فتئ جلالة الملك يخص بها بيوت الله٬ والمجالس العلمية٬ والهيئات المسؤولة عن تدبير الشأن الديني، والأماكن المخصصة لنشر التعاليم الدينية. وسيضم المركب الديني والثقافي والإداري الجديد٬ الذي سيتم تشييده على مساحة إجمالية تصل إلى 8930 مترا مربعا٬ مسجدا كبيرا وجناحا إداريا وآخر ثقافيا ومحلات تجارية. وسيشيد المسجد٬ الذي سيسع1580 مصليا٬ وفق المعايير المعمارية المغربية الأصيلة٬ وسيشتمل على قاعتين للصلاة٬ واحدة خاصة بالرجال والثانية خاصة بالنساء٬ ومدرسة قرآنية ومسكنين للإمام والمؤذن. كما سيتضمن المركب الجديد جناحا إداريا وثقافيا يحتضن مقر المجلس العلمي المحلي، ومقر المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية وقاعة للندوات بسعة 286 مقعدا٬ ومكتبة وقاعة شرفية وقاعات للمطالعة والإعلاميات٬ فضلا عن جناح تجاري يضم عدة محلات تجارية وحمامين. ويأتي إنجاز هذا المشروع تنفيذا للتعليمات الملكية السامية المتعلقة ببناء مركبات متكاملة بأقاليم وعمالات المملكة٬ بما يجعلها مراكز إشعاع ديني وثقافي، ويمكن العلماء من أداء رسالتهم على الوجه الأكمل ليساهموا في توعية المواطنين وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية لديهم، وخدمة الصالح العام. أما مدرسة التعليم العتيق فستقدم تكوينا في مجال علوم الشريعة بما يتماشى مع متطلبات العصر في ما يتعلق بالانفتاح على العلوم الحديثة. كما ستمكن من تلقين الطلبة القيم الأصيلة للديانة الإسلامية٬ المتمثلة في التسامح والاعتدال٬ بالإضافة إلى نشر التعاليم الدينية ومحاربة الأمية. وستحتوي هذه المؤسسة على قطب ل"التكوين" يضم ست قاعات للدراسة تسع 180 طالبا٬ ومختبرا٬ وقاعة للعلوم٬ ومكتبة٬ وقاعة متعدد الاستعمالات٬ وقاعة للإعلاميات٬ ومكاتب إدارية. كما ستشتمل المؤسسة على داخلية تضم مراقد تصل طاقتها الاستيعابية إلى 128 سريرا٬ وقاعة للتمريض ومطبخ ومطعم وملعب رياضي وقاعة للصلاة ومسكنين وظيفيين . وستوفر هذه المشاريع٬ التي تنجزها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية٬ فضاءات مناسبة لتنظيم تظاهرات دينية وثقافية٬ من شأنها الإسهام في تعزيز إشعاع الإقليم وتطوير المهارات التي يزخر بها.