يعتبر قطاع الصناعة التقليدية بإقليم طاطا٬ قطاعا مهما ذا أبعاد اقتصادية واجتماعية وثقافية٬ وقاطرة لتحقيق تنمية محلية مستدامة. تحتل هذه الحرف اليدوية التقليدية بطاطا مكانة كبيرة في تنمية الاقتصاد المحلي واستقطاب يد عاملة مهمة٬ بحيث يشغل هذا القطاع 1455 صانعا تقليديا، منهم 704 من العنصر النسوي. وتنشط في هذا المجال مجموعة من التعاونيات والجمعيات٬ التي تسعى من خلال تجمعها إلى إنقاذ عدد من الحرف التقليدية المهددة بالزوال، منها على الخصوص المنسوجات النباتية ونسج الزرابي وصناعة الحلي والمجوهرات. ويتميز إقليم طاطا بغنى وتنوع الصناعة التقليدية الموجودة بالمراكز الحضرية والجماعات القروية، منها على الخصوص صناعة الزرابي " الزربية الزكيدية"، نسبة لمنطقة فم زكيد ومنتجات الفخار٬ بالإضافة إلى المنسوجات النباتية (السلال – الأطباق- الحصير) التي تشكل إحدى الأنشطة التقليدية، التي تتفنن في إبداعها أنامل نساء المنطقة. وتعكس صناعة الحلي والمجوهرات الأمازيغية٬ التي تلقى رواجا تجاريا كبيرا واقبالا واسعا من قبل السكان والسياح٬ قدرات الصناع التقليديين على الإبداع والابتكار٬ وما تزخر به المنطقة من موروث ثقافي أمازيغي. وأوضح ممثل غرفة الصناعة التقليدية بطاطا، عادل الشنتوفي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إقليم طاطا يتوفر على صناعة تقليدية ذات طابع محلي وفني خاص٬ منها صناعة السعفيات المهددة بالزوال٬ وصياغة المجوهرات الأمازيغية وإنتاج الزرابي، خصوصا "الزربية الزكيدية" المنتشرة بمنطقة فم زكيد. وأضاف أنه من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي، الذي يكتسي أهمية كبيرة لما يختزنه من مقومات حضارية وثقافية٬ سيجري إنجاز مركب للصناعة التقليدية ببلدية فم زكيد، باعتبارها المنطقة التي تضم أكبر عدد من الصناع التقليديين. وقال إن هذا المشروع، الذي تساهم في تمويله كل من وزارة الصناعة التقليدية والمجلس البلدي والمجلس الإقليمي بغلاف مالي يقدر ب 5 ملايين و500 ألف درهم٬ سيعزز البنيات التحتية الجماعية الخاصة بالإنتاج والعرض، وتلبية حاجيات الصناع التقليديين، من حيث مقرات العمل الملائمة وتحسين جودة منتوجات الصناعة التقليدية. ودعا الجهات المعنية بالقطاع إلى دعم الصناع التقليديين، ومساعدتهم على المشاركة في المعارض الوطنية والدولية، وتمكينهم من التكوين المستمر، وكذا إيلاء المزيد من الأهمية لهذا الميدان، وتعزيز جاذبيته، بغية الرفع من مستوى السياحة الوطنية.(و م ع)