أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني٬ أن الدبلوماسية المغربية ستظل معبأة على الدوام من أجل الدفاع عن قيم السلم والاستقرار والعدالة. وقال العثماني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "سنواصل العمل من أجل الحفاظ على وحدة واستقرار الدول المهددة بالانفصال وما ينتج عنه من إرهاب٬ يتهدد عددا من مناطق العالم". وأضاف "من الواضح أن الدفاع عن وحدتنا الوطنية وسيادة المملكة ستظل أولوية الأولويات٬ اعتبارا لطابعها المقدس لدى جميع المغاربة". وأبرز الوزير أن المملكة ستظل وفية لمبادئها وخياراتها الاستراتيجية مع عدم ادخار أي مجهود لإقامة صرح المغرب العربي الجديد٬ وتفعيل الشراكة الاستراتيجية مع بلدان الخليج العربي٬ وتطوير شراكة متقدمة ومتميزة مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء٬ والدعوة إلى تعاون جنوب -جنوب أكثر كثافة وتنوعا٬ لاسيما مع دول آسيا وأمريكا اللاتينية٬ وتعزيز مكتسباته وعلاقاته المتميزة مع حلفائه الكلاسيكيين٬ المتمثلين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. من جهة أخرى٬ أكد رئيس الدبلوماسية المغربية أن المملكة، باعتبارها رئيسا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة٬ ركزت عملها على موضوعين رئيسيين، هما الوضع السائد في منطقة الساحل والصحراء، والتنسيق بين بعثات حفظ السلم عبر العالم. وسجل أن المجلس صوت، خلال رئاسة المغرب له٬ على قرارين مهمين بهذا الخصوص٬ لاسيما القرار الذي يسمح بنشر قوة إفريقية لمساعدة دولة مالي٬ وفق شروط محددة للغاية ومقاربة شاملة ومندمجة٬ موضحا أن هذا القرار يروم دعم الشعب المالي من أجل الحفاظ على وحدته الوطنية وأمنه. وارتباطا بالأزمة السورية٬ ذكر العثماني أنه٬ ومنذ اندلاعها٬ كان الموقف المغربي مؤطرا بثلاثة مبادئ هي وقف جميع أعمال العنف الممارسة ضد السكان المدنيين٬ والحفاظ على الوحدة الوطنية للشعب السوري ووحدته الترابية٬ ورفض كل تدخل عسكري. وقال "لقد بذلنا جهودا حثيثة٬ بمعية المجتمع الدولي٬ من أجل إيجاد حل يستجيب لتطلعات الشعب إلى الديمقراطية والحرية والكرامة٬ الذي يمكن هذا البلد الشقيق٬ في الآن نفسه٬ من إيجاد استقراره". وحسب الوزير٬ فإن الاعتراف بمراكش في 12 دجنبر الأخير٬ بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة كممثل شرعي للشعب السوري٬ يشكل لحظة قوية وتتويجا للعمل الدبلوماسي الدولي، الذي يشكل المغرب طرفا فيه. وخلص إلى أن مبادرة جلالة محمد السادس، الذي أمر بإقامة مستشفى ميداني بمخيم الزعتري للاجئين بالأردن٬ وبعد ذلك في غزة٬ إلى جانب إرسال مساعدات إنسانية لدعم جهود بلدان إفريقيا جنوب الصحراء٬ تشكل أوجها أخرى للعمل الدولي، الذي يقوم به المغرب دوما لصالح القضايا العادلة والإنسانية.