قررت فعاليات من المجتمع المدني، خلال اجتماع عقد أول أمس الثلاثاء بالرباط، إطلاق حملة وطنية ودولية لربط الاتصال بالصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، ورفع الحصار المضروب عليهم، وتقديم مساعدات إنسانية إليهم. وتأتي هذه المبادرة في إطار الاتصالات التي تجريها جمعيات مدنية مغربية مع منظمات حقوقية أوروبية ودولية حول الوضعية المزرية للصحراويين الموجودين في المخيمات فوق التراب الجزائري، منذ أزيد من 37 سنة. وحسب أعضاء ناشطين في التنسيقية الأوروبية لدعم الحكم الذاتي في تندوف، فإن الحملة المزمع إطلاقها ستتركز على ثلاثة محاور، الأول معنوي، وسيشمل الاعتناء بالأوضاع النفسية للمحتجزين في المخيمات، خاصة فئة الأطفال والنساء، والشباب الذي يعاني الفراغ القاتل، والثاني مادي، ويتمثل في تقديم مساعدات طبية وغذائية وألبسة للفئات المعوزة، والمرضى، وضحايا المتاجرة بالمساعدات الدولية. أما المحور الثالث في حملة التضامن مع سكان المخيمات في تندوف، فيركز على الجانب الحقوقي، إذ من المقرر فتح ملفات قضائية ورفع دعاوى ضد جبهة البوليساريو لفائدة ضحايا السياسة القمعية التي تنهجها ضد الصحراويين، الذين يخالفونها الرأي، مثل حالة الفنان الناجم علال، الذي تعرض للضرب والتعذيب والإقصاء بسبب أعمال فنية مناهضة لسياسة البوليساريو. وكذلك حالة المبعد الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي جرد من كل الصلاحيات والحقوق، وجرى إبعاده من المخيمات، بعد اختطافه وتعذيبه، بسبب إعلانه تأييد المبادرة المغربية بإقامة حكم ذاتي في الصحراء المغربية. وحول هذا الموضوع، قال مولاي المهدي الزيني الإدريسي، رئيس رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا، إنه "من العار أن يلتزم العالم الصمت في قضية مصطفى سلمى، الذي لم يفعل شيئا سوى أنه أيد مبادرة اعتبرتها الأممالمتحدة ومجلس الأمن جدية وصالحة لتكون أرضية للتفاوض، فيما جبهة البوليساريو تعاقب أحد عناصرها الأمنية، بالاعتداء عليه خطفا واعتقالا وطردا، فقط لأنه عبر عن رأي مؤيد لهذه المبادرة". وأضاف الزيني "نلمس هذا الاعتداء على الصحراويين في المخيمات من خلال حالات كثيرة مثل حالة علال الناجم، والعشرات من شباب حركة 5 مارس، لكن العالم ما زال يلتزم الصمت حيال جرائم البوليساريو". للإشارة، فإن لجنة العمل لدعم اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف، التي يرأسها محمد الشيخ، ومنتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي في تندوف، برئاسة عزيز بلفقيه، ورابطة الفنانين الصحراويين، برئاسة عبد العزيز الإدريسي، والمنظمة الدولية لدعم الفنانين الصحراويين، التي يرأسها البشير الرقيبي، إضافة إلى فعاليات صحراوية أخرى من داخل المغرب وخارجه، تنشط في التنسيقية الدولية لدعم الحكم الذاتي، أكدت عزمها المشاركة في الحملة التضامنية مع الصحراويين المحتجزين في مخيمات البوليساريو، مجددة دعوتها إلى التعبئة الوطنية والدولية الشاملة لفك الحصار عن الصحراويين، ضحايا المخطط الجزائري في الصحراء المغربية.