يرجع بعض المهتمين بموضوع محدودية القراءة في جهة تازةالحسيمة تاونات إلى عوامل متعددة، تندرج ضمن الأسباب العامة لضعف الإقبال على القراءة في المغرب. وأفاد بوجمعة العوفي، شاعر وناقد فني، خلال لقاء مع "المغربية"، أنه لرصد واقع القراءة بجهة تازةالحسيمة تاونات رصدا حقيقيا، ينبني على معطيات وأرقام، لا بد من دراسات ميدانية في هذا المجال، معتبرا أن واقع القراءة بالجهة هو جزء من واقع القراءة في المغرب ككل، إذ "يتسم بالقلة والمحدودية". وأضاف العوفي أنه، انطلاقا من معيقات أوإكراهات واقع القراءة، سواء في الجهة أو الوطن ككل، والتي يمكن اعتبارها بمثابة الإشكالية الرئيسة لهذا الواقع وللقراءة، يفترض أن تكون وضعية القراءة في هذه الجهة جزءا من وضعية القراءة المتأزمة في المغرب بشكل عام، وهي وضعية تتأثر بشكل جزئي أو كلي بعدة عوامل، منها ما هو اقتصادي، متعلق بضعف القدرة الشرائية لبعض الفئات من المجتمع، ومنها ما هو نفسي، متعلق بعدم توفر الرغبة في القراءة، ما يؤدي مباشرة إلى العزوف عن القراءة، أو ما هو متعلق أيضا بعوامل تربوية، كعدم مساهمة النظام التعليمي والتربوي في ترسيخ عادة القراءة الحرة لدى الأفراد خارج المقررات والحصص التعليمية المدرسية. كما ذكر العوفي أن هناك عوامل أخرى تكون سياسية، كعدم أجرأة استراتيجية حقيقية، وإمكانات مادية ولوجيستية محترمة لدعم مشروع القراءة والكتاب، رغم الميزانية الهزيلة لوزارة الثقافة، ومشروعها الطموح في النهوض بالقراءة والكتاب، من خلال المعرض الدولي والمعارض الجهوية للكتاب ونقط القراءة المنتشرة والمتزايدة هنا وهناك، والتي أصبحت واجهة أساسية لترويج الكتاب وتشجيع عملية ومتعة القراءة. ويستطرد العوفي بالقول إن هناك عوامل سوسيو ثقافية، مثل غياب الحوافز الحقيقية المشجعة على القراءة، وغياب إعلام ثقافي حقيقي يساهم في الدعاية الكافية للقراءة والكتاب في الصحافة ووسائل الإعلام السمعية البصرية المغربية، أو حتى عوامل أخرى شخصية ومهنية محضة، كارتباط أو اهتمام رجال التعليم والطلبة أكثر بالمقررات الدراسية والكتاب المدرسي والمهني، وبما له علاقة وطيدة بالبحث والتكوين والمباريات المهنية، ما قد يؤدي إلى جعل القراءة الحرة نفعية ومناسباتية وأقل تداولا وكثافة في هذه الأوساط. من جهته، قال عياد أبلال، رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب، شاعر وباحث في علم الاجتماع والأنثربولوجيا الثقافية، إن "تنظيم الدورة الأولى للمعرض الجهوي للكتاب بتازة، بحضور شعراء وكتاب وباحثين، يؤسس لموسم ثقافي جديد سيشجع التلاميذ والطلبة على جعل القراءة عادة يومية لا تقتصر على تلك الواجبات والبحوث المدرسية، كما سيحفز الباحثين والأدباء على تكثيف عطاءاتهم الفكرية والمعرفية، لخلق إنتاج يتوافق وانتظارات القراء".