أشاد الوزير الفرنسي المكلف بقدماء المحاربين، قادر عريف، أول أمس الاثنين، بالدارالبيضاء، بالعمل الذي جرى إنجازه تحت رئاسة المغرب لمبادرة (5+5 دفاع). وقال عريف٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إن "عملا مهما جرى إنجازه لتعزيز التعاون حول قضايا الأمن، والقيام بمناورات مشتركة على الصعيد العسكري٬ وهو العمل الذي توج بالإعلان الصادر عن رؤساء الدول والحكومات في اجتماعهم الأخير بمالطا". كما نوه المسؤول الفرنسي بالمقترح الذي تقدم به المغرب للرئاسة البرتغالية التي تبتدئ في 2013، "من أجل وضع آليات للتعاون تمكن من مواجهة انعكاسات التلوث البحري"٬ واصفا إياه بالمقترح "الجيد"، لأن الأمر يتعلق بمستقبل حوض البحر الأبيض المتوسط ومستقبل الكرة الأرضية جمعاء٬ مشيرا إلى أن "اقتراح المغرب بجعل حوض المتوسط نموذجا يحتذى في مجال محاربة التلوث يسير في الاتجاه الصحيح٬ وفرنسا مستعدة لدعم هذا المقترح ومواكبته". وأعرب الوزير الفرنسي، أيضا، عن أمل بلاده في دعوة الأبطال المغاربة الذين ساهموا في تحرير جزيرة كورسيكا والاحتفاء بهم في ذكرى التحرير٬ مؤكدا أن هذه الدعوة "تكريم لأولئك الجنود الذين قدموا حياتهم من أجل فرنسا٬ وهو مقترح ينبغي أن يتم تدارسه من الجانبين الفرنسي والمغربي". وبخصوص مبادرة (5+5 دفاع)٬ أبرز عريف أنها تشكل فضاء للحوار وتبادل الآراء في إطار من الأخوة والتوافق٬ مضيفا أن برنامج 2013 سيركز على بحث عدد من القضايا التي تشمل، بالخصوص، التعاون الجوي ووضع آليات للتدخل الفوري من أجل مواجهة الأزمات أو الكوارث الطبيعية وإعادة توجيه المناورات البحرية إلى جانب قضية الساحل. وفي ما يتعلق بالأزمة المالية٬ أكد الوزير الفرنسي أنها تتجاوز حدود الدول المجاورة لمالي٬ وتهم مجموع بلدان المنطقة وحتى أوروبا٬ خاصة في شقها المتعلق بتجارة المخدرات وتهريب الأسلحة٬ مشيرا إلى أنه ينبغي إعطاء الأولوية للحوار بين مختلف الفرقاء السياسيين داخل مالي٬ مع العمل على تمكين الجيش المالي من التدخل٬ في حالة الضرورة٬ تحت غطاء الأممالمتحدة، وفي إطار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو) والاتحاد الإفريقي كي تستعيد دولة مالي وحدتها. وحسب المسؤول الفرنسي٬ فإن هذه المبادرة ساهمت في تحقيق تقدم كبير على مستوى تعزيز علاقات التعاون بين الشمال والجنوب، وأيضا، في إطار جنوب-جنوب٬ معتبرا أن تقوية هذه العلاقات تكتسي أهمية بالغة ليس فقط بالنسبة لدول الشمال بل أيضا بالنسبة لدول الجنوب، على اعتبار أن العلاقات الثنائية لها وزنها ولا يجوز إهمالها. وذكر أنه جرى اتخاذ جملة من التدابير التي تتوخى ضمان الأمن بحوض البحر الأبيض المتوسط بالأخذ في الاعتبار انشغالات كل بلد على حدة٬ مبرزا أن المبادرة ناقشت كيفية القيام بخطوات مشتركة في اتجاه بناء مستقبل مشترك وواعد. وخلص الوزير الفرنسي إلى أن البلدان المنخرطة في مبادرة (5+5 دفاع) "في حاجة إلى حوض متوسطي هادئ وخال من المخاطر".